أكد الأمين العام للجنة الملكية لشئون القدس فى الأردن الدكتور عبد الله كنعان، اليوم السبت، أن إسرائيل ستظل عنوانا للشر والعدوان، ما دامت عقلية القلعة والاستبداد وعنجهية القوة تسيطر على عقول حكامها وعلى رأسهم حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، التى تعتمد على وزراء عنصريين متطرفين لا يؤمنون بالسلام ولا بالشرعية الدولية ولا بالقوانين الإنسانية.

وقال كنعان – فى تصريح لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط فى عمان – إن “هم هذه الحكومة الأول هو إفراغ فلسطين من شعبها وأهلها وإحلال قطعان المستوطنين المتطرفين من جميع أنحاء العالم وغيرهم للسكن مكان الفلسطينيين، وإلا فمن أين جاء هؤلاء المستوطنون الذين ارتكبوا جريمة إحراق منزل عائلة على الدوابشة فى قضاء نابلس فجر أمس الجمعة ، من أين جاءوا واستولوا على أرض عربية فلسطينية؟”.

وكان الطفل الرضيع على الدوابشة قد استشهد حرقا فجر الجمعة، فيما أصيب شقيقه (4 سنوات) ووالداه بحروق خطيرة جراء إقدام مستوطنين متطرفين على إضرام النيران فى منزلهم بقرية دوما بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية.

وأضاف “إن العالم، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، استنكر الجريمة النكراء التى ارتكبها المستوطنون المتطرفون فى نابلس، لكن لماذا لا تؤخذ قرارات رادعة ضد إسرائيل؟.. لماذا لا تفرض عليها عقوبات خاصة وأنها تضرب بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط؟.. لماذا إسرائيل فوق القانون الدولى وتتحدى العالم أجمع رغم جرائم الحرب التى ترتكبها وارتكبتها منذ قيامها وحتى الآن؟..

هذه تساؤلات يطرحها كل منصف ونزيه ليس فى العالم العربى وحده ولكن فى جميع دول العالم”.

وشدد الأمين العام للجنة الملكية لشئون القدس فى الأردن على أن “إسرائيل والمستوطنون الذين تحميهم سلطات الاحتلال هم المجرمون وهم الذين يرتكبون أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطينى فى القدس وفى كل الأراضى العربية المحتلة يوميا”.

وتساءل كنعان إلى متى ستبقى إسرائيل هى الطفل المدلل للولايات المتحدة الأمريكية؟.. قائلا “لولا الفيتو الأمريكى الذى يقف حائلا دون معاقبة إسرائيل لما تجرأت سلطات الاحتلال على ارتكاب جرائمها وعدوانها فى القدس وفى كل الأراضى العربية المحتلة”.

وتابع “لقد آن الأوان أيضا ليقال للولايات المتحدة كفى فيتو وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الشعب الفلسطينى بالتعاون مع المجتمع الدولي.. وآن الأوان لتحرك جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى وكل المنظمات التابعة للأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن الدولى والجمعية العامة واليونسكو وغيرها لتضع حدا لانتهاكات إسرائيل لقراراتها وقوانينها وتعليماتها وأنظمتها”.

وأشار كنعان إلى أن ما تفعله إسرائيل فى القدس مخالف لكل قرارات اليونسكو ومجلس الأمن الدولى والجمعية العامة كما أن الاستيطان فى القانون الدولى والشرعية الدولية يعتبر جريمة حرب، متسائلا لماذا يسمح لإسرائيل بالاستيلاء على أراض عربية فى فلسطين دون أن يكون هناك تحرك لتفعيل القوانين الدولية والقرارات بشأن الاحتلال؟.. ولماذا تعطل الولايات المتحدة كل قرار يدين الاستيطان وإسرائيل؟.

وأبدى استغرابه من صمت بعض الدول حتى الآن إزاء الجرائم التى ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى القدس، إضافة إلى الجريمة الأخيرة فى قضاء نابلس، قائلا “إذا أراد المجتمع الدولى السلام والأمن والاستقرار فعليه أن يلزم سلطات الاحتلال بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ويعلن قيام الدولة الفلسطينية بتاريخ محدد دون أن ينتظر من إسرائيل موافقتها على ذلك”.

وأضاف “سيأتى حتما اليوم الذى سيندم فيه حكام إسرائيل الطغاة الذين لا يدركون أهمية السلام المطروح عليهم، على الجرائم التى ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني؛ لأن الظلم لم ولن يدوم كما أن قوة هذه الدولة لن تدوم والدعم الأمريكى لن يستمر إلى الأبد على الإطلاق ، وضعف العرب لن يدوم أيضا”.

ونوه الأمين العام للجنة الملكية لشئون القدس بأن الأردن بقيادته الهاشمية سيبقى دائما وأبدا حريصا على الوقوف مع فلسطين وشعبها وقيادتها حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

ووجه كنعان فى الختام نداء إلى الأحرار فى دول العالم وإلى محبى السلام ودعاته، حتى فى إسرائيل كى يتحركوا فورا وقبل فوات الأوان وكى يسود الأمن والأمان والاستقرار فى المنطقة العربية الذى سينعكس بدوره على الاستقرار والأمن الدوليين، مؤكدا على أن قيام الدول الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية يعد شرطا أساسيا لقيام أمن واستقرار العالم.