جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

بريد القراء

الكيانات الوهمية بين تزييف الواقع وادعاء دعم الدولة لها

بقلم / أحمد عويضة

هناك بعض الكيانات والمؤسسات الغير رسمية او الوهمية او الضعيفة التعريف والترخيص والاشهار يبالغ أعضائها ومؤسسيها في تقديم اعمال الكيان وتصدير مشهد غير حقيقى عن أهدافه ومميزاته.


طيبالغ بعض قادة المؤسسات في تقدير النقلة التي يريدون تحقيقها في جهات عملهم، وينطلقون في جلب تجارب الآخرين سواء شخصيات عامة لها نجاحات ذات شغف عند المجتمع او المتطوعين المشاركين في الأنشطة داخل المؤسسة ويروجون لها على انهم أصحاب اسهامات ضخمة ونقلات نوعية لأصحاب الإنجازات وكان هم أصحاب الفضل والتأسيس للتجربة الناجحة وهم لم يكن لهم أى فضل او مشاركة حرفيا وتتوه الحقيقة بين خجل الشخصيات الناجحة من توضيح الامر والاستفسار الصادم لأصحاب المؤسسات ماذا فعلت لكى تتحدث عن إنجازي الشخصي لي! ، وتجدها أيضا حينما يتحدثون عن إنجازات وأعمال وقصص ومخرجات نوعية في كيانات كبرى أو ذات ميزانيات شبه مفتوحة من تلك التابعة للحكومات والمؤسسات الرسمية للدولة وكأنهم لهم صلة وثيقة تجمعهم بهذه الكيانات او ان هناك تعاون رسمي اشبه بعقد سري مبرم لسلامة الطرفين ! وهذا التزييف والكذب بعينه لان الصفة الرسمية للمؤسسات والكيانات الحكومية مكتسبة من الوضوح والشفافية.

ينسى بعض أولئك المنظرين واقعهم وإمكانياتهم، ومنطقية الأهداف التي يريدون الوصول لها، وهم في نشوة رغبتهم في محاكاة هذه المؤسسات الكبرى، دون الانتباه لأي فوارق أو خصوصيات، حين تجد مؤسسة، محدودة الحجم والنشاط والأرباح، تقتبس حرفيا المفاهيم وبعض الإجراءات المطبقة في تلك الجهات الكبرى بل يتعدى الامر لنرى اشخاص ينسبوا أفكار او مبادرات او حملات طبقتها الدولة لهم وهذا هو الفجور بعينه ، والتي من الصعب أو الاستحالة مجاراتها في الإمكانيات التي تتيح لهم استقطاب موظفين وقامات من ذوي خبرة وبميزات وحوافز مادية ومعنوية عالية فضلا عن بيئة العمل والتطوير المستمرة ناهيك على ان هذه المؤسسات تدعى انها غير هادفة للربح والذى سرعان ما يتكشف هذا النصب المستتر.

من ضمن العديد من النقاشات التي تدور في بيئة الأعمال والعلاقة مع العميل وأصحاب المصلحة تأتي محاولة الإجابة عن سؤالين محوريين: أين نحن الآن وأين ينبغي أن نكون؟ وما حجم وماهية الفجوة فيما بينهما؟ والتي قد تكون فجوات فرعية تتمثل بفجوة إدراك بين تصورات العملاء والواقع، أو فجوة معرفة بين توقعات العميل وتصورات الإدارة وقناعاتها، أو فجوة في الإجراءات والسياسات الخاصة بتقديم الخدمة للعملاء، أو فجوة في التوصيل تنشأ عن الفارق بين مواصفات الخدمة وطريقة توصيلها للعميل، أو فجوة اتصال في تعامل الموظفين مع العملاء ونسبة تنفيذ الوعود.
ومن هنا تقوم بعض المؤسسات بإجراء تحليل لواقعها وسد الفجوات، من خلال مجموعة من الأدوات، مثل: تحليل البيانات، العميل الخفي، جلسات العصف الذهني، والمقابلات المعمقة، ومجموعات التركيز، واستطلاعات الرأي وغيرها، وقد لا يكون بمقدور كل المؤسسات ولاسيما الصغيرة منها أن تأخذ بهذه الأدوات مجتمعة، لأن بعضها فوق قدرتها، ولا يسمح وقتها ولا إمكانياتها بذلك، وهو ما لا ينبغي أن يشعرها بالقلق ولا الإحساس بالتقصير.

هذه المقال علي مسؤولية الكاتب وليس تعبر عن رأي الجريدة