جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

مقالات

العارف بالله الامام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود السلف الصالح كما ينبغي

بقلم محمد احمد محمود غالى

العارف بالله الامام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود من مواليد محافظة الشرقية مركز بلبيس، عزبة أبو أحمد التابعة لقرية السلام. كان ميلاده في ٢ جمادى الأولى ١٣٢٨هـ، الموافق ١٢ مايو ١٩١٠م. وكان أبوه ممن تعلم بالأزهر لكنه لم يكمل دراسته فيه.

نشأ في أسرة عريقة كريمة مشهور عنها الصلاح والتقوى. فى بداية حياته حفظ القرآن الكريم ، وفى عام ١٩٢٣م التحق بالأزهر الشريف ليحصل منه على الشهادة العالمية فى عام ١٩٣٢م،

بعدها سافر إلى فرنسا على نفقته الشخصية لإستكمال تعليمه العالي ليحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون في عام ١٩٤٠م في الفلسفة الإسلامية عن الحارث بن أسد المحاسبي بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى،

وقررت الجامعة طبعها باللغة الفرنسية. بعد عودته عمل مدرسا لعلم النفس بكلية اللغة العربية ثم نقل أستاذًا للفلسفة بكلية أصول الدين عام ١٩٥١م، فى عام ١٩٦٤م عين عميدا لكلية أصول الدين، وفي عام ١٩٧٠م عين وكيلا للأزهر فوزيرا للأوقاف وشئون الأزهر ،

ثم شيخا للأزهر الشريف فى عام ١٩٧٣م وحتى عام ١٩٧٨م وهو العام الذي توفي فيه. ترك لنا تراث ضخم من العلم والمعرفة حيث ألف حوالي ١٠٠ كتاب كانت كافية أن توضح لنا فكره ومنهجه ورؤيته وثقافته وعلمه منها ( أستاذ السائرين الحارث المحاسبي، الرعاية لحقوق الله للمحاسبي، السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، الإسراء والمعراج، العارف بالله أبو الأنوار شمس الدين الحفني،

الإسلام والعقل، الإمام الرباني الزاهد عبد الله بن المبارك ، القرآن في شهر القرآن، العارف بالله بشر بن الحارث الحافي، العارف بالله سهل بن عبد الله التستري حياته وآراؤه، الحمد لله هذه حياتى)

، بالإضافة إلى عشرات المقالات واللقاءات والخطب التليفزيونية والإذاعية وعلى المنابر في المساجد تظهر لنا علمه الغزير وفلسفته الفذة وأسراره الروحانية التى أبهرتنا وما زلت تبهرنا حتى الأن .كانت رؤيته فى منامه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بشرى عظيمة لنصر أكتوبر، فلم يكن أحد يعرف موعد الحرب الا قادة الجيش المصرى والشيخ عبد الحليم محمود والذى رأى فى المنام أن النبى

ﷺ يبشرة بالحرب ويعبر قناة السويس ومعه عدد من علماء المسلمين وخلفه جيش مصر الباسل وكانت هذه الرؤية بمثابة طمئنة لقلب الرئيس السادات الذى اتخذ قرار الحرب بعدها وأخبر به شيخ الازهر. فى عهده خطا الأزهر الشريف خطوات مباركة نحو الرقي والازدهار وتوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية على نحو غير مسبوق، وجعل للأزهر رأيا وبيانا في كل موقف وقضية،

وفي عهده تم عقد مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية، وتوالى انعقاده بانتظام، وأصبح الأزهر منارة فى الاجتهاد والبحث والانفتاح على جميع الملل والنحل. وبعد عطاء سخي وكريم فى حياة حافلة بالعلم والعطاء والخير وافته المنية فى يوم الثلاثاء الموافق ١٥ ذو القعدة ١٣٩٨هـ، ١٧ اكتوبر ١٩٧٨م. رحم الله العالم الجليل الدكتور عبدالحليم محمود وأسكنه فسيح جناته.