أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي من أجل تقديم ضمانات دولية، تمنح الأمل للشعب الفلسطيني، وتشجع القيادة الإسرائيلية على المضي قدماً في طريق السلام.

وأشار الرئيس، إلى أن تحقيق السلام العادل، والشامل ستكون له العديد من الانعكاسات الإيجابية على أمن واستقرار المنطقة، فضلاً عن تعزيز التعاون وإيجاد مناخ إقليمي جديد.

جاء ذلك خلال لقاء السيسي، اليوم مع “لوران فابيوس”، وزير خارجية الجمهورية الفرنسية، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، ومن الجانب الفرنسي سفير فرنسا بالقاهرة “أندريه باران”، والسفير “جان فرانسوا جيرو”، مدير إدارة شمال إفريقيا، والشرق الأوسط.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الوزير الفرنسي نقل إلي الرئيس تحيات، وتقدير الرئيس الفرنسي “فرانسوا أولا ند”، مشيداً بما تحرزه العلاقات المصرية الفرنسية من تقدم على مختلف المستويات وفي كافة المجالات، ومن بينها المجالات العسكرية، والطاقة، والنقل، والتعليم والثقافة.

ونوه، إلى اعتزام بلاده وتطلعها لمزيد من تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة.

وذكر “فابيوس” أن الرئيس الفرنسي سيشارك في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة في السادس من أغسطس المقبل.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس طلب نقل تحياته، وتقديره للرئيس الفرنسي، مؤكداً أن مصر ترحب بمشاركته في حفل افتتاح القناة على المستويين الرسمي والشعبي.

ونوه الرئيس، إلى أهمية مواصلة مسيره تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية.

وأشار الوزير الفرنسي، إلى أن زيارته لمصر تأتي في مستهل جولة تشمل كلاً من الأردن وإسرائيل، والأراضي الفلسطينية، وذلك بهدف رغبة فرنسا في دفع جهود السلام واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني، والإسرائيلي تحت مظلة دولية من أجل المضي قدماً نحو تسوية القضية الفلسطينية.

وأعرب الوزير الفرنسي عن حرص بلاده واهتمامها بالتنسيق مع الأطراف الإقليمية الفاعلة في هذا الشأن، وفي مقدمتها مصر لما تتمتع به من دورٍ محوري في هذه القضية.

وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس رحب بحرص فرنسا على الانخراط في جهود إحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، مؤكداً على أهمية التنسيق المشترك من أجل صياغة تصور يلقى موافقة كافة الأطراف لاستئناف عملية السلام على أسس واضحة.

وبناءا على مبادرة السلام العربية، بهدف التوصل إلى تسوية شاملة ودائمة تتضمن إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كما تناول اللقاء عدداً من الأوضاع الإقليمية والتي جاء في مقدمتها الأوضاع في ليبيا والساحل الأفريقي، حيث أكد الرئيس على أهمية التصدي بشكل حاسم للتنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن، واِستقرار ليبيا والعمل على وقف إمدادات المال والسلاح إليها، جنباً إلى جنب مع دعم الحل السياسي وجهود مبعوث الأمم المتحدة لليبيا “برناردينو ليون”.

وفي ذات الإطار، تم بحث تزايد مشكلة الهجرة غير المشروعة، حيث أكد الرئيس على أهمية تكاتف الجهود الدولية لمواجهة تلك المشكلة، مشدداً على أهمية مراعاة البعد التنموي في مواجهتها، والقضاء على المسببات الجذرية للهجرة غير الشرعية.

وفي الشأن السوري، أكد الرئيس على أهمية التوصل إلى حل سياسي يحافظ على السلامة الإقليمية للدولة السورية ووحدة أراضيها، ويصون مقدرات شعبها، منوهاً إلى أنه يتعين الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وحمايتها من الانهيار، فضلاً عن توفير الموارد اللازمة لعملية إعادة الإعمار.

وذكر المتحدث الرسمي أن الوزير الفرنسي أعرب خلال اللقاء عن اهتمام بلاده بنجاح مؤتمر الأمم المتحدة للدول الأطراف لتغير المناخ الذي ستستضيفه باريس في ديسمبر 2015، معولاً على دور مصر في إنجاح المؤتمر باِعتبارها تمثل الموقف الإفريقي حيث تتولى رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ فضلاً عن رئاستها الدورية لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة.

وفي هذا الصدد، أكد الرئيس على اهتمام مصر بنجاح المؤتمر والتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، ومن ثم فإنها تواصل التشاور والتنسيق مع الدول الإفريقية، منوهاً إلى أهمية أن تتفهم الدول الصناعية الكبرى شواغل الدول الإفريقية وأهمية مساعدتها من أجل زيادة اعتمادها على مصادر الطاقة النظيفة، واتخاذ خطوات محددة لتنفيذ ذلك من خلال الالتزام بما سيتم تخصيصه من اعتمادات مالية.

وقد توافقت رؤى الجانبين على مواصلة التشاور والتنسيق خلال المرحلة المقبلة من أجل تقريب وجهات النظر بين الدول الصناعية الكبرى، وبين الدول النامية، والإفريقية، والعمل على الاِستجابة لاِحتياجات تلك الدول في الموضوعات المرتبطة بتغير المناخ.