بقلم : أسماء أسامة
أدى تخبط الوضع السياسي في مصر في نهاية العقدين الأخيرين إلي حدوث أزمة حضارية في تاريخ مصر الحديث ، إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا و نفسيا و أدبيا نتج عنها نزيف حاد في رحم المنظومة الطبقية للمجتمع المصري حيث تقصلت الطبقة الوسطى التي كانت تمثل حلقة الوصل والتوازن الإجتماعي بين الطبقتين الثرية والفقيرة ويحسب للفن السردي و الروائي منه بصفة خاصة أنه أقتحم بجسارة هذا المجال فجسد لنا عوالم المهمشين بوشائجها المختلفة وأنتقل بها من هامش الواقع إلي النص السردي و مركزيته مفيدا في هذا تآزر الفنون الأدبية الأخرى كالشعر و المسرح و القصة القصيرة كي تسبر لنا أغوار واقعنا المعيش في هيئة بصرية فتجلى لنا الخطاب السردي في هيئة مونتاج سينمائي ذي لقطات سردية رصدتها عين السارد مما دفع بالسياق السردي إلي الإيهام بالواقعي طارحا قضايا الواقع التي يعبر عنها بكيفة فنية فنجد أن العديد من الروايات رصدت وأقتحمت عالم العشوائياة الصادم و كشفت أيضا عن المنظومة الأخلاقية المتدنية و القيم المجتمعية الغائبة فبعض الساسة إستخدم بعض الكتاب لمصالحهم الشخصية و البعض الأخر حاول رصد جوانب القهر و لغة العيش المتردية و علو أصحاب الطبقة الثرية على الطبقة الوسطي في كتاباته لعلهم يحاولون الأصلاح و تقديم الحلول أو التنبيه للحد من هذه الظواهر . في المقال القادم سنرصد التحولات المجتمعية في الراوية المصرية بعد الثورة .
