جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

المرصد العراقي للحريات الصحفية
أخبار العالم اخبار عربية مقالات

الحرس الثوري الشيعي

كتب: هادي جلو مرعي

رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية

واجه المالكي حملة قوية من خصومه الشيعة لمنعه من تسليح الجيش وكانت أبرزها التي إستهدفته إعلاميا وركزت على حالات فساد مشبوهة في صفقات تسليح مع روسيا. الحملة كانت سنية كذلك.

المجموعات الشيعية النافذة في حينه كانت تخشى من تفرده بالسلطة، وكانت تريد إضعافه، وربما كانت تخشى من هيمنته على المؤسسة العسكرية، وتقليص نفوذها في الشارع،بينما عملت دول الإقليم المجاور على تكريس هذا الضعف لأنها لاتريد أن ترى عراقا قويا وموحدا قد يسبب لها الصداع فيما بعد. فجيش صدام كان مقلقا لإيران التي حاربها لثمانية أعوام كاملة وللسعودية وللكويت التي إحتلها في ليلة سوداء حالكة، وكان يقمع الكرد بقوة ويهدد سوريا والأردن. السنة من جانبهم كانوا يخشون من قدرة الجيش على تقليص نفوذهم وإنهائه بالكامل بعد عقود من الحكم السني المطلق الذي تحول الى هباء خلال أيام بفعل التدخل الأمريكي وصعود الشيعة كقوة أولى في العراق وتمدد إيران، وعدم قدرة السعوديين والقطريين وبقية العرب على كبح جماح طهران التي تمكنت من فرض شروطها في الداخل العراقي وعلى مستوى الإقليم، وصارت تحرك خيوط اللعبة في اليمن وسوريا والبحرين ولبنان، وجعلت من الخليج مساحة نفوذ لها برغم كل الأساطيل الأمريكية والقواعد العسكرية التي تغطي الرمال في شبه جزيرة العرب وماحواليها. لم يكن السنة يرغبون بجيش شيعي قوي، يساند حكما شيعيا مدعوما من إيران.

تغيرت الأمور خلال سنوات قليلة. المالكي ذهب، والقوى الشيعية التي كانت تمنع تسليح الجيش صارت تسانده بقوة، والسنة يعولون عليه كثيرا في خلق توازن بين المكونات برغم أن الغالبية العظمى من الجنود النظاميين هم شيعة، وبرغم وجود ضباط كبار من الشيعة، وبرغم إن القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء شيعي بإمتياز، القادة السنة المولعون بنشر المخاوف يعتقدون أن ظهور الحشد الشعبي المدعوم من إيران والمسلح بفتوى المرجعية الشيعية العليا سيكون عامل إنهيار كامل للمنظومة السنية ولحلفائها العرب والإقليميين، وسيحد من قدرة الجيش النظامي وحتى المجموعات الشيعية المناوئة للحشد خاصة وإن هناك مكونات شيعية تعيش على وقع الخلافات فيما بينها. ويرى هولاء القادة إن الجيش النظامي يمكن السيطرة عليه والتحكم فيه حتى مع وجود غالبية شيعية مكونة له، لكن صراع المؤسسة العسكرية مع الحشد الشعبي قد يمكن القادة السنة من اللعب على هذه الجزئية وإستثمارها.

الحرس الثوري الشيعي، هو الوصف الجديد للحشد الشعبي المسلح بقوة من إيران والمدعوم منها ومن النجف، وينتمي له عشرات آلاف من الشبان الشيعة المتحمسين الذين يشكلون مادته الأساسية ويعملون بطريقة مشابهة لعمل الحرس الثوري من حيث التدريب والتسليح والدعم اللوجستي والقدرات ونوع التعبئة العقائدية والقدرة على الإمساك بالأرض والسيطرة على مؤسسات كاملة ضمن هيكلية الدولة العراقية الجديدة ولديه نوع من الإستقلالية المالية والتسليحية برغم أنه مايزال يعتمد على الدعم الحكومي وهو دعم قد يتوقف في أي لحظة ماسيضطر الحشد الشعبي للحصول عليه بالقوة.

الحشد الشعبي بحاجة الى تدعيم مقدراته الإقتصادية الداخلية خاصة بعد قناعة تامة من طهران بمستقبله ودوره، ورضوخ حكومي للأمر الواقع، وتسليم أمريكي بعدم إمكانية القضاء عليه برغم الضربات التي وجهت لمجموعات منه في تكريت والفلوجة والرمادي وديالى والسبب يعود لتكوينه الشعبي ولإرتباطه بالمرجعية الشيعية العليا.