جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

الثقافة الإيرانيّة بين الفن و التفنن بقلم الباحثة: منى بعزاوي

15226531_1294475793916768_111497436_n


 

بقلم الباحثة: منى بعزاوي

 

مدير مكتب -تونس

مقدمة:

تأسست الفرقة المسرحيّة سيمرغ ( العنقاء) الإيرانية سنة 1996 و تضم أكثر من 30 فردا من مختلف الفئات من فنانين ومبدعين. هذه الفرقة كرّست كل جهودها من أجل الالمام بمسرح الطفل و إرساء ثقافة خاصّة بأدب الأطفال، فضلا عن ترسيخ آليات التواصل مع الطفل في ظل سيطرة مستلزمات الحياة اليوميّة.

و قدانفتحت أنشطة المركز لثقافي على ماهية التفاعل الثقافي بين الدولتيت ” تونس و إيران” في إطار التعرّف على تجليات الفنون المختلفة و إرساء ثقافة بديلة داخل المجتمعات، حتى لا يكون الفن متقوقعا على ذاته و حتى لا تكون الفنون ذات رمزية أحادية الأبعاد. فكان لهذه الفرقة المسرحية أن قدمت أنموذجا للتفنن المسرحي من خلال تكوين عناصر مختصّة في هذا المجال، فكان الإخراج للمخرج المسرحي القدير “محمد برومند” و التصميم و صانعة الدمى للسيدة “منيرة أمير يوسفي” و”مريم خوشدل” و كان التلحين للملحن “مجيد صانعي”. الأمر الذي جعلها تتبوأ المكانة العالميّة البارزة في مختلف الدول العربيّة و الغربيّة فضلا عن الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. إذ قدمت عديد العروض الفنيّة طيلة سنوات على غرار “سراييفو و نيودلهي و بوغوينو و مومباي وأوكرانيا وروسيا و كندا و نيبال” و غيرها من الدول.

و في ظل المهرجان الدولي لمسرح الطفل سنة 2016 بتونس، و بالتنسيق مع المركز الثقافي الإيراني بإشراف المستشار ” محمد أسدي موحّد” قدمت فرقة سيمرغ الإيرانيّة لتقديم عروضها المسرحيّة في تونس، من ذلك مشاركتها بمسرحية ” معجزة المحبة” بدار الثقافة” ابن رشيق” بالعاصمة و دار الشباب “بأكودة” بمدينة سوسة الساحليّة ضمن مشاركتها الأولى في تونس. فكان أن جمعنا لقاء بهم من خلال تقديم لوحات فنيّة متنوعة للأطفال. و التي جمعت من خلالها بين التفنن في المضمون الفني والإخراجي، و بين الرموز المتحركة بين الفعل و الصمت من أجل اخراج صورة مختلفة عن الأنظار للمشاهد، بحيث تنفتح الرؤى على لوحات فنيّة متحركة و أخرى صامتة تعبر عن ماهية الطفل في الحياة و عن كيانه الوجودي داخل النص و داخل الذات.

لذلك نطقت تلك العروض بماهيات متعددة داخل الفضاء الواحد، وصّورت معالم متعالية داخل الفن المسرحي للطفل. و كان المخرج والكاتب حريصا على إيصال هذه الرؤى للأطفال و لأدب الطفل عموما حتى تكون الرسالة ذات مصداقية نبيلة تمس الطفل بالدرجة الأولى، لاسيّما و أنه في بداية تكونه و نشأته داخل الأسرة و داخل الحياة عموما.

و نظرا لذلك استرجع المخرج هويته الماضية من خلال التصالح مع ذاكرته أيام اشتغاله بالإذاعة و التلفزيون الإيراني، و أيام تعلمه للمسرح داخل المعاهد و الجامعات، الأمر الذي جعله يؤسس مركزا للتربية يكون مؤهلا للأطفال و التلامذة في بداية نشأتهم، إذ عمل على تأسيس مجموعة للأطفال و تدوين مسرحيات مختلفة الأبعاد لهم في مرحلتهم الإبتدائيّة، ثم تأسيس مجموعة للكبار في نفس المجال في مدينة مشهد لاعتبار أنها لم تكن تحتوي على مراكز لتعليم المسرح للأطفال هناك.

و لهذا السبب أنتج المخرج نمطا تعليميا خاصّا بالأطفال، و دأب طريقه نحو تكوين جيل من المسرحيين الأطفال ّيعبّر عن مقاصدهم و أراءهم وثقافاتهم و طموحاتهم بالشكل الذي يضمن استمراريتهم في الحياة ويحّكم مسألة التواصل مع الآخر داخل محيطهم. و قد تم تخصيص أساتذة مختصّة في مجال المسرح لتعليم الأطفال و احاطتهم بكل آليات الفن المسرحي على غرار الأستاذ “أمير يوسفي” و “حميد قلعئي” و “جواد رحيم زاده” و “مهدي كيان مياناس” و “جعفر حداد بور” و “يوسف نيك برو” و غيرهم.

و كانت لهذه الرؤى الفنيّة أبعادها في ذات الطفل ، والتي أسهمت في إكتشاف كيانه و دغدغة حواسه بالشكل الذي جعل أحاسيسه مجّسدة على الركح و على أرض الواقع. و جعلت من قضاياه مرتبطة بمحيطه الداخلي و الخارجي، حتى إنها تفاعلت معه تفاعلا كبيرا الأمر الذي ساعد على بلورة ثنائية التأثر و التأثير داخل النص و داخل الواقع ، فكانوا يقدمون في اليوم ثلاثة عروض فنيّة للصغار و الكبار .

و كان من أهم القضايا التي تم التترق إليها ضمن مجالات رؤاهم قضايا أخلاقيّة و تربويّة و صحيّة و قضايا خاصّة بالطبيعة و البيئة و أخرى خاصّة بسلوكيات الطفل داخل البيت و طرح ماهية التواصل مع الآخرين من مختلف الفئات و في مختلف المجالات. و كان هؤلاء الأطفال لا يتجاوزون في سن الطفولة و النشأة الإبتدائية و بعضهم في مرحلة الشباب و البعض الآخر كبار .

و قد أكّد لنا المخرج أنه لم يجد أية صعوبة في التعامل مع الأطفال أو في تجسيد هوية النص المسرحي لأنّه كان يستشير أولاده في الموضوع و يختبر أرائهم بالشكل الذي يجعلهم مقياسا و منظارا نقديا للموضوع المطروح، فكانت التجربة تقام في بدايتها على أولاده و من ثمة يقع تجسيدها على المسرح كي تصل الرسالة المراد تحقيقها بالشكل الذي يضمن رؤية الطفل لها و مدى تعامله معها. و بالتالي كان المخرج ذا بعد تواصلي في عملية انتقاء النص و في عملية الاختيار. بحيث لم يكن الرائي الوحيد للقضايا المطروحة بل كان النص المسرحي نتاج صيرورة من الذوات الأطفال الذين يتحكمون في النص. فيضمن استمراريته في الفعل الإيجابي لنفسية الطفل و أدبه. و هذا ما أسهم في بلورة قضايا ذات أبعاد معنوية من خلال تقديم عروض متنوعة و أبعاد عميقة ملمة بالأدب و المعرفة و التنوير و النقد و غيرها و قد تم التركيز في هذه القضايا على محدودية اللحظات الزمنيّة داخل التجسيد تفاديا لماهية الملل وتمهيدا لمرحلة جذب الطفل للمسألة. فكانت في أغلبها لا تتجاوز الساعة تقريبا.

و كانت مرجعية المخرج المسرحي بناءة في انتقاء النصوص المسرحية بالشكل الذي يضمن استمراريتها في الذاكرة و في الذهن، فكان يكتب مسرحياته للطفل و يستنبط رؤاه الفنية من قصص و أساطير خالدة في التاريخ. إذ كان يقوم بعملية تواصل مع الأسطورة في ظل اللحظة الراهنة فتتحول رؤاه إلى نصوص مسرحية عميقة الأبعاد غير مستقلة عن فهم الأطفال. فضلا عن كونه كان يستمد بعض النصوص من القصص المعاصرة لأنه يرجّح أنها الأقرب لذهن الطفل من الأسطورة والمخيال الشعبي.

و قد دأب على تمثيل هذه الصور من أجل تحقيق ماهية الارتباط والمحافظة على صيرورة الفهم القريب للطفل الناشئ و عدم الاقتداء بالتقيد في النص المسرحي بالأساطير لأن الأسطورة ليس لها مؤلف مألوف ساكن الذات و الذاكرة و ليست مشخصة للفعل و الحركة. وقد انبنت رؤاه الفنية في قراءة الأسطورة من خلال اقتباس بعض القضايا المطروحة في مضمونها و التي تم تجسيد أغلبها للكبار و ليس الأطفال فكان أن اقتبس من أسطورة الشاهنامه للفردوسي قصة ” رستم وسهراء” في تأصيل ماهية العلاقة بين الأب و الابن و قد كان لهذا الأثر التاريخي تأثيره على رؤى بعض المسرحيين و الفنانين لاعتبار أن جذوره الأصلية منحدرة من مدينة مشهد. هذه الأصول هي التي جذبت الفنان المسرحي من أجل قراءة النص و القضية المطروحة برؤية صاحب المكان، فكانت رؤيته ذاتية و شخصية للأشياء بعيون معاصرة لها وليست برؤية تقوقعية على القضية المراد تأصيلها في الواقع. لذلك كانت “الشاهنامه ” مؤثرة على عواطف الكبار أكثر من الصغار و كانت نتاجا لصيرورة الذات الواعية بالتاريخ و المنفتحة على المعارف الفلسفية العميقة.

و بالطبع كانت المسألة غير مستقلة عن التراث الأسطوري للفرس على غرار اقتباس نصوص من “منطق الطير لفريد الدين العطار النيشابوري ” و الذي كان أصله خراساني، حتى إنّ أصل تسمية فرقة المسرح “سيمرغ أو العنقاء” مقتبسة من هذه الأسطورة، إذ إن الفنان يؤمن بأهمية الثقافات التاريخية في تأثيث هوية الأدب في مختلف تجلياته.

و قد أقر المخرج أن الفنان لطالما يرتحل داخل هويته الذاتية و الهويات الأخرى من أجل تجسيد معارف مشتركة بين الذوات و من أجل الاستفادة من لغات مختلفة في الفن المسرحي لأن المسرح هو فن الصمت و الحركة و فن تجسيد كل الفنون. فالمسرح ينفتح في رؤاه على فلسفة الفنون الصامتة و فن الموسيقى و فن الصورة و السينما وغيرها و على سبيل المثال فقد قدمت في ظل هذا التفاعل الثقافي مسرحية “الورقة الأخيرة” و التي كانت مشتركة بين فنانين إيرانيين و ممثلين من أفغانستان و أمريكا و تركيا و كندا و بريطانيا و تم تجسيدها بذوات للكبار و الصغار في رسائل معنوية مختلفة.

و كان المقصود من الورقة الأخيرة أن الفن المسرحي لا يقف عندنهاية ما، فعندما تسقط الذات على الأرض يصبح كل شيء فانيا ليس له وجود و لا ماهية و لا هوية, و بالتالي تنتهي الاستمرارية في الأشياء، لذلك انبنت رؤى المخرج المسرحي على فلسفة الطبيعة الدائمة التي لا تزول في الأبد و في المطلق بحيث تحافظ على ماهية الديمومة اللامتناهية في الوجود المطلق. إذ كل شيء يفنى و لكن الطبيعة تبقى ساطنة فضاء الخلود و الجمالية التامة.

فالطبيعة أجمل من الكائن المستبد على الأرض. ذلك الكائن الذي يفرض وجوده و وجود الآخرين عن طريق التسلط و الاستبداد المطلق، فيكون وجوده سببا في القضاء على البشرية و بالتالي فناء ماهية الاستمرارية و التواصل لذلك يفعل الفن المسرحي فعله و يعمل على نشر السلام و المحبة الكونية. و حقيقة لقيت معظم مسارحه اقبالا كبيرا من مختلف الشرائح الاجتماعية و النخب الثقافية و وجدت هذه هذه المسرحية رواجا واسعا في مختلف أقطار العالم فقد تم عرضها في بوسنة و الهند و إيران و تركيا و غيرها من الدول.

أمّا بالنسبة للمخرج المسرحي فكانت المسرحية الأقرب إلى ذاته هي مسرحية ” معجزة المحبة “كاكولي” لانها تدور حول ماهية الحب والصداقة فتعبر عن هوية الإنسان و عن الإنسانية في الوجود المستمر واللامتناهي، فكان له رؤية استشرافية للمواضيع المجسدة في الفعل المسرحي بالشكل الذي يضمن هويتها الدائمة في الفعل داخل الذهن وداخل النص. بالرغم من أن هذه الرؤى لم تأت من تجارب الذاتية في الحياة، بل من انفتاحي على الآخر و التفاعل معه في مختلف قضاياه حتى تصبح المسألة في الفن المسرحي عملية تبني للقضايا.

هذا التبني هو الذي يجعل من العاطفة ذات حركية و فاعلية و يجعل من الذات ذات إنسانية دائمة، فالحب مشترك داخل كل الثقافات وكل اللغات و عند كل الذوات الإنسانية، و هو أساس و لبّ كل العواطف على اختلاف المرجعيات الثقافية و التاريخية و غيرها حتى إنّ ماهية العشق تستمد من ينابيعه الممتدة في الوجود. لذلك تكمن الأهمية في الحياة في محبة الناس و التعايش مع بعضها بسلم و سلام كي تنتهي الحروب و ينتفي الطغيان. و بالتالي يكون حب الناس نتاجا متواصلا ومتحّدا مع حب الطبيعة لاعتبار أن الحب من منظوره الفني هو “الجنة في الكون”.

هذا التفاعل الحقيقي و الرسالة المعنوية النبيلة هي التي جسدها الفنان المسرحي ضمن مسرحياته من خلال رموز ثابتة في الطبيعة ومنفتحة على الآخر، من ذلك اعتماد رمزية “الطائر و الشجرة” في مسرحية من مسرحياته، و التي أنتج من خلالها هوية عرفانية في الوجود المطلق من حيث تجسيد ماهية الحرية و التحرر و السكون والطمأنينة و الجمال و العشق و السلام و المحبة و غيرها من القيم الإنسانية المتعالية. و عند انتهاء مشاكل الحياة و مستلزماتها داخل الذات تصبح هذه الذات مثل الشجرة الخضراء الساكنة في فضاءها والهادئة في كيانها. فتتحول الانطباعات السيئة إلى انطباعات جميلة واستشراقية منيرة داخل الحياة.

و تتم عملية التجسيد داخل الفضاء المسرحي من خلال التقاء الفنون مع بعضها البعض، و من خلال امتزاجها داخل لوحة فنية متحدة، من ذلك الرسم و الموسيقى و الدمى المتحركة و الصورة و غيرها. و قد أكد المخرج من خلال زيارته الأولى إلى تونس أنّ مثل هذا الفن الممتزج فيما بينه لم يشاهده عند الفنانين المسرحيين التونسيين خاصّة في مستوى الالمام بقضايا الطفل، فكأن المسرحيّة بعيدة عن الطفل و كأن النص خارج عن مدارات تفكير الطفل في مستوى الإبتدائي، لاسيّما و أن تونس منارة الثقافات و الانفتاحات على مدى العصور ، لاعتبارها قد انفتحت منذ القديم على الثقافة الفرنسية و غيرها و ربما ذاك الانفتاح هو الذي أسهم في اشعاعها على المستوى الثقافي و الفني. إلا أنّ الفن المسرحي الذي شاهده بقي متقوقعا على ذاته أكثر ممّا هو مجسد لهوية أدب الأطفال. و لعل الانتقال السياسي لتونس هو الذي كرّس هذه الهوية داخل الفن المسرحي، لاعتبار أن الأرضية اليوم ليست مهيأة بالشكل الذي يدفع المبدع لإنتاج نص متحّد بقضايا الأطفال أو إن العوامل الثقافية و الرؤى تختلف من جهة إلى أخرى.

و لكن مهما تكن العوامل في ظل هذه الأرضية، فإن الفن المسرحي لابد أن يحافظ على هيكلته و أبعاده الرئيسية كي لا يكون فنا مصطنعا متصلا بالخيال لا الواقع. لذلك لابد من ضرورة المام الطفل بقضاياه والتعامل معها بالشكل اليومي المستمر حتى يستشرف من معانيها معالم الجمال والأمل و يحقق وجوده الذاتي داخل الفن.

مختلف هذه المعالم الفنية وجدها الفنان في مختلف البلدان التي زارها و اختلط بثقافاتها المختلفة، إذ اعتبر أن الهند اليوم هي بلد الفنون والرقصات الفنية في مجال مسرح الطفل لأنها تقدم مادة فنية أو لوحة عميقة مششخصّة للفعل و الحركة و الصورة في آن. فضلا عن دولة “ماليزيا و ألمانيا و بعض مناطق بالجمهورية الإسلامية الإيرانية على غرار طهران و همذان و مشهد”. أمّا تونس فقد أكد الفنان أنها جمهورية قوية جدا في المسرح إلا أن مسرح الطفل يعد نوعا ما بعيدا عن أدب الطفل و عن كيانه المتصّل بالمحيط. لذلك وجه الفنان المسرحي “محمد برومند” رسالة إلى أهل المسرح مفادها التنصيص على أهمية تعليم المسرح للأطفال لاعتبارهم الأجيال الناشئة و لابد من جعلهم الذوات المتحكمة في النص المسرحي المدوّن من أجل استشراف أدب بديل وأفضل يضمن استمرار العاطفة و يضفي المصداقية التامة. و لابد أيضا من تأسيس مراكز تعليمية لهذا الفن الراقي لتعم مسألة السعادة الذاتية للإنسان داخل مجتمعه. لاعتبار أن الفن هو الصدق و لصدق فن.

و رأى المخرج المسرحي أنّ مختلف هذه الرؤى الفنية هي التي تساهم في بلورة ماهية الفن المسرحي و تؤصل هويته العميقة من خلال فعل التدوين و الكتابة و قد أسهم المخرج في تدوين مختلف الكتب في هذا المجال على غرار كتاب “مطرب العشق” سنة 2016 و كتب صدرت سابقا من ذلك كتاب “سلام على محمد رسول الله” و “ملائكة المطر” حول الامام رضا و كتاب “رجال الشمس” حول حرب الدفاع المقدس و”مدينة الجنة” ، كما أنتج أفلاما وثائقية في نفس المجال على غرار فيلم ” جكي جكي نانه خانم” و فيلم ” آخر لوحة” و هو لازال في طور الإنجاز .

 

خاتمة:

إن الفن هو صيرورة الذات مهما كانت تصوراتها. و هو الهوية النفسية والاجتماعية و التاريخية و الحضارية و الثقافية التي تسهم في بلورة ماهيتها و هويتها داخل المجتمع بالشكل الذي يساهم في إرساء أدب التواصل و الحوار مع الآخر . فيكون المسرح بوابة لكل الرؤى و الأفكار ولوحة لعرض تجليات الذات و المجتمع بمختلف التصورات و التمثلات التي تكون مستمدة من ذاكرة الفرد و من ذاكرة المجموعة و من الواقع عموما. لاعتبار أن النص المدوّن يدوم داخل الذاكرة و يعيش أكثر ممّا يعيش صاحبه.

فكانت فرقة سيمرغ أنموذجا فنيا في مسرح الأطفال، و مثلا يحتذى به اليوم في مختلف المجالات و لعّل هذه الرسالة الفنية العميقة هي التي بوأت للمركز الثقافي الإيراني بتونس اليوم المكانة البارزة في نشر هوية ثقافية متنوعة تتجلى من خلالها الفنون في قوالب مختلفة و تتشكل بداخلها الذوات في مدارات لامتناهية الرؤى. حتى أصبحت الثقافة الإيرانيّة اليوم أنموذجا لماهيتي الفن و التفنن في رحاب اللاإطلاقية للتصورات و التمثلات و اللوحات الفنية.

15231662_1294475783916769_1690436966_o15239294_1294480527249628_1071418001_n

15240177_1294475553916792_1854028039_n15281938_1294475743916773_627635205_n

15226531_1294475793916768_111497436_n15280967_1294475770583437_1808493004_n