جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

اخبار عربية

التظاهرات الداعمة للمجلس الرئاسي اليمني.. رسالة جديدة للسعودية و«هادي»

Fhfvhgf

بدافع من الشرعية الدستورية التي يستمدها المجلس الرئاسي اليمني من الشعب، شعرت السعودية وحلفاؤها من قوى العدوان على اليمن وعلى رأسها الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، بقرب انتهاء دورهم السياسي في اليمن، حيث خرجت حشود يمنية شعبية لتؤكد تلك الرسالة وتضع السعودية وهادي في مأزق سياسي جديد.

جاءت المباركة الشعبية من الداخل اليمني فيما يشبه الاستفتاء على شرعية المجلس وأدائه الدستوري، حيث شهدت العاصمة اليمنية صنعاء تظاهرة شعبية غير مسبوقة تأييدًا للمجلس السياسي الأعلى، وامتلأ ميدان السبعين والشوارع المحيطة بالعاصمة اليمنية صنعاء بالحشود المليونية غير المسبوقة، وتكاتفت العديد من الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى جانب الحراك الجنوبي واتحاد نساء اليمن وعلماء البلد ووجهاء القبائل، في هذه المظاهرة الحاشدة، معبرين عن تأييدهم للمجلس السياسي الأعلى في اليمن في أداء مهامه الدستورية كسلطة تستمد شرعيتها من الشعب اليمني وحده، في مشهد تاريخي واستثنائي يوحي بقدرة الشعب على الالتحام، رغم الظروف كافة التي تواجهه.

خلال المسيرة المليونية في صنعاء، ألقى رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، كلمته أمام الحشود، وحيا الجماهير اليمنية المشاركة في الملحمة الوطنية، قائلًا: هذه الحشود تساوي أضعاف سكان 4 من دول الخليج التي تشارك في العدوان على اليمن، قبل أن يتوجه للدول المشاركة في العدوان على اليمن بالقول: عارٌ عليكم أن تتآمروا على شعبنا الذي هو مهد الحضارة والذي لم يحمل أي عداء لكم، مضيفًا: على قوى العدوان أن تفهم أن هناك معادلة جديدة بدأت تتشكل في اليمن والشعب ركيزتها.

وتابع الصماد أن الحكومات التي لم تصغِ لصوت الشعب اليمني هي غير جديرة باحترام الشعب اليمني الذي سيحاسبها يومًا ما، وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن المجلس جاء تلبية لطموحات الشعب واستجابة لمطالبه، وأوضح أن هناك تحديات ومصاعب جمة أمام المجلس، ومع ذلك فإن المجلس قادر على مواجهة كل التحديات.

في الإطار ذاته، قال الصماد: إن المجلس سيعمل على تشكيل حكومة في الأيام القليلة المقبلة، وعلى تطبيع الأوضاع الأمنية وتوزيع الشراكة السياسية والمجتمعية، والتواصل مع الجميع في الداخل والخارج، ودعا أعضاء البرلمان للعودة إلى الجلسات وإعادة الحياة الدستورية للبلاد، وبينما أكد أن المجلس لا يملك عصا سحرية، وأن هناك تحديات جمة تواجهه تعهد بأنهم سيبذلون الجهود والطاقات في سبيل تلبية احتياجات المواطنين الضرورية، والعمل على تطبيع الأوضاع الأمنية، ومحاربة القاعدة وداعش.

وفيما يخص المفاوضات اليمنية المتوقفة في الكويت، التي عجزت مرارًا عن إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، توجه رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى الوفد الوطني اليمني المشاركة في محادثات مسقط، ودعاهم للعودة إلى اليمن وعدم اللقاء بالمبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، الذي وصفه الصماد بالعاجز عن استصدار تصريح بالسماح لطائرة الوفد الوطني للعودة إلى صنعاء، مختتمًا كلمته بالتأكيد أن بلاده تمد يد السلام لا الاستسلام، وأنها ستمد يدها إلى الجميع باستثناء الكيان الصهيوني، وحيّا الجيش واللجان الشعبية اليمنية معاهدًا بأن يكون معهم بكل ما يملك.

خلال تظاهرات الحشود الجماهيرية في ميدان السبعين، ألقى كل من الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، محمد الزبيري، واللواء التابع للحراك الجنوبي، خالد باراس، وفتحية عبد الله المُمثلة لاتحاد نساء اليمن، وممثل عن علماء اليمن، ومشايخ القبائل ووجهاء اليمن، كلمات تشيد بصمود الشعب والجيش اليمني واللجان الشعبية في وجه العدوان السعودي، معربين عن دعمهم للمجلس السياسي الأعلى في أداء مهامه الدستورية، داعين إلى استكمال ملء الفراغات الدستورية وإيصال البلد إلى انتخابات رئاسية وتشريعية.

استمرار انعقاد المجلس السياسي الأعلى، وتأييد إيران وروسيا له، إلى جانب حصوله على تأييد وشرعية شعبية يمنية، رغم استشاطة السعودية وحلفائها منه، كل هذا يعتبر رسالة قوية وخطيرة إلى قوى العدوان على اليمن، مفادها أن الحياة السياسية اليمنية ستستمر وأن شرعية البرلمان اليمني باتت في قبضة الشعب فقط، وأن الرئيس اليمني المدعوم من الدول الخليجية، وعلى رأسها السعودية والإمارات، بات خارج الملعب بعد أن حصل على كارت أحمر من الشعب.

في ذات الإطار، أصدر المجلس السياسي الأعلى في اليمن، أمس السبت، قرارًا بتشكيل لجنة عسكرية وأمنية ضم قائمة بأسماء 13 عضوًا، وصدر قرار المجلس السياسي الأعلى رقم 3 لسنة 2016، بشأن تشكيل لجنة عسكرية وأمنية بالعاصمة صنعاء، في خطوة قد تكون الأولى على طريق تشكيل حكومة لإدارة البلاد.

تسبب فشل التحالف السعودي في حسم الحرب في اليمن لصالحه بعد 17 شهرًا من القصف، في خسائر سياسية وعسكرية وتراجع الدعم الدولي له إلى جانب تغير المعادلات الميدانية بسرعة على الأرض، كل هذا قد يدفع القوى الدولية الداعمة للعدوان، إلى إعادة التفكير بجدية في مدى قدرة هذا التحالف على تحقيق أهدافه، وقد يكون انسحاب المستشارين الأمريكيين الذين كانوا ينسقون في ميدان القتال مع القوات والطائرات السعودية في جبهات القتال، أمس السبت، وإعلان منظمة «أطباء بلا حدود» وقف عملياتها الإنسانية في اليمن، بعد تعرض مستشفياتها وأفراد من طواقمها إلى غارات قتلت العديد منهم قبل أيام، نقطة البداية لانسحاب الدعم الدولي كاملًا من التحالف السعودي.