بقلم : أسماء أسامة
يعتبر الأدب تنظيم جمالي عبر بنيات اللغة يختص برسالة خاصة يقدمها من خلال الوضع الإجتماعي للمؤلف والشخصيات والأحداث وتلقي الجمهور وكلها أمور تدل على التأثير بين الواقع الإجتماعي والأدب لذا ففي بعض الأحيان يعبر عن التغييرات الإجتماعية للمجتمع وتقديم تحليل للرؤية الإجتماعية له من خلال استعراض الوقائع الإجتماعية بالتوثيق المباشر ودراسة الحالة أو تحليل هذه الوقائع تاريخيا ولعلنا نلاحظ أن نصوص الروايات التي صدرت أخيرا تتناول التغييرات والصدمات المجتمعية في المجتمع المصري محدثة إسقاطا تاريخيا علي الأحداث فرصدت على سبيل المثال علاقة الابن بأبيه والمتعلم بمعلمه وعلاقة الشعب بالسلطة الحاكمة والربط بين علاقات المجتمع ووعيه وتوظيف التحولات المجتمعية لتبدو كاشفة عن أخطاء كثيرة من كونها أخطاء وقعت في الماضي .
ومن الروايات التي أحدثت إسقاط الحاضر على الماضي رواية ” سيرة العريان ” عبد الجواد خفاجي فأحداث الرواية درات في فترة غزو العراق ولكنه أحدث إسقاط للحظة الراهنة التي خاضت تجارب ثورية ومتغيرات سياسية .
فالتغيرات والتحولات المجتمعية بضغطها على المؤلف هي التي جعلته يسقط الأحداث الماضية على الحاضر وتجلي هذا واضحا في العديد من النماذج التي تناولت العلاقة الإجتماعية في الرواية مقدمة للقارئ علاقة أساسية يقيمها المبدع في أحداث روايته لتعبر عن نفسها بصفتها مناضلة تجاه تغيير الأوضاع الإجتماعية ومعبرة عن رغبتها في التحول الإجتماعي إلى مستقبل أفضل .
