جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

استيقظي ياحلوتي
مقالات

استيقظي ياحلوتي

استيقظي ياحلوتي

استيقظي ياحلوتي
هبة بنداري

استيقظي ياحلوتي ، المشكلة الكبرى من وجهة نظري أن النساء يرغبن في أن يعشن الرومانسية دون أن يقمن بخطوة إيجابية في هذه العلاقة.. فعلى الرجل دائما أن يشتري الزهور ويشعل الشموع ويسكب العطور أما هي فتقف موقف المتفرج.. رضيت المرأة بأن تقوم بدوره في الكثير من أمور الحياة وتحمل المسئوليات عنه وتخجل من إبداء رغبتها في أن تكون أنثى وأنثى فقط تتدلل وترتبك مشاعرها أحيانا بحكم فطرتها الرقيقة.. أصبحت ترتدي ثيابه الظاهرية وفي أعماقها أنثى تشتعل نيرانها أحيانا من الغضب وأخرى من واقع لا ترغب به وليس لديها الشجاعة لرفضه.. لاتدري في حقيقة الأمر إلى أي جانب هي في هذا المجتمع.

اقرأ أيضا : هبة بنداري … ما بين الجسد والروح

اندهشت بشدة وتعجبت حين تصفحت الإحصائيات التي تأتيني بشكل منظم ودقيق من الفيس بوك لمعرفة حركة المتابعين والقراء على الصفحات لدي وأعمارهم وأجناسهم لأنني وجدت أن نسبة متابعة النساء للمقالات الأدبية والثقافية والأنشطة العامة واهتمامهم بالمشاركة في الندوات وإبداء الرأي بكل حيادية وبدون تصوير الرجل بأنه العدو الأكبر في الحياة هي قليلة ومحدودة.. حقيقة أنا حين أكتب فإن قلمي يكون منصفا للجنسين فلا أجد مبررا لتشويه الرجال ولا لوضع المرأة في برواز المسكينة قليلة الحيلة والمفترى عليها من هذا الوحش الأكبر.. قلت مرارا وتكرارا بأنني لم أجد من الرجال إلا كل الخير ولا يجب أن تقيم المرأة الرجل بوجه عام من خلال تجربة شخصية فاشلة مرت بها وليس من الحق أن يعمم الرجل في حديثه عن المرأة ويضعهن جميعا في بوتقة واحدة.

الأجيال الماضية من النساء رضخت لفكرة أنهن مظلومات وخرجت الحركة النسوية منذ عصر التنوير بالقرن الثامن عشر لتأخذ النساء حقهن الضائع بصور زائفة وباهتة.. رسخت لأفكار ساذجة جعلت من المرأة أضحوكة ومخلوق بلا هوية ليس رجلا ولا امرأة.. فالمرأة خلقها الله حرة وأعطاها حقوقها كاملة من فوق سبع سماوات وحين يمارس بعض الرجال تصرفات خاطئة فليس الجميع بهذه الصورة وحين تختل الموازين في مجتمع ما فهذا المجتمع يتكون من الرجل والمرأة معا.. لذا فالمرأة عليها مسئولية كاملة في إخراج جيل ناضج أو مشوه نفسيا لأنها تتقاسم الحياة مع الرجل شاءت هذا أم أبت.. وهل يمكن أن تقدم لنا امرأة ارتضت لنفسها دور الضحية في مجتمع ما فردا ناضجا أو إنسانا واعيا يتحمل المسئولية ويقدر الحقوق والواجبات.

يتهمني البعض بأنني قاسية في حكمي على المرأة ولكن في حقيقة الأمر أنا أرغب أن تعرف المرأة مدى قوتها الحقيقية والتي تتحدث عنها فقط ولا تمارسها بإيجابية وإن مارستها خرجت في صورة تشنجات واتهامات للرجل وعصبية وعناد غير مبرر وهذه الأفعال هي ردود فعل نفسية على شعور عميق لديها بأنها مضطهدة.

الآن وصلنا في مجتمعاتنا العربية لصورة حديثة للمرأة بعد سنوات وقرون من هذه الحركة النسوية والتي تتخبط بين أفكار واعية وترغب في تعديل أوضاع خاطئة ومحو ظلم كبير يقع في بعض الأحيان على المرأة وبين أفكار مسمومة تقتلع فطرتها لتغرس مكانها هراءات تسير بالمرأة للهاوية.. أفرزت هذه التخبطات في عصرنا هذا تلك الفتاة المتمردة على كل شىء وحتى على كونها أنثى.. الفتيات الآن من سن ٧ – ١٨ عاما ليس لديهن من الأحلام سوى حب الذات والبعد عن محيط العائلة.. ومن ١٨ – ٢٥ لا يرغبن في الزواج ولا تكوين أسرة ولا تحمل أدنى مسئولية بل شاغلهن الشاغل هو كيف يبنين أنفسهن؟ ولقد سمعت هذا الكلام من فتيات كثيرات ومن أعمار مختلفة.. لم يعد العريس الوسيم هو ماتحلم به الفتاة حتى وإن كان غنيا.

هذه الأجيال وما تعانيه من فقد للأحلام والهوية وانعزال نفسي وانغلاق على أنفسهم.. حتى أن الكثير من الشباب والفتيات منهم لم يعد بينهم وبين عائلاتهم أي جسور للتواصل نتحمل نحن مسئوليته حتى وإن لم نشارك فعليا بها ولكن السكوت في حد ذاته عن أخطاء ترتكب وأفكار مسمومة يتم نشرها هو قبول وإقرار منا بإجازة وضع ما.. المجتمعات المخلخلة نفسيا والضعيفة فكريا هي الأكثر عرضة للسقوط في بئر الضياع.

شاهد أيضا: قصة الصحابي الحبشي بن حرب قاتل مسيلمة الكذاب