جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أسرة و مجتمع

أم وبس..

baby-brains-300x199

24

أم وبس

الأمومة عمل ممتع ولكن مرهق فى نفس الوقت، فهى تحتاج للكثير من الصبر، الوقت، الصلابة، والمرونة. في الوقت الذى تختار فيه بعض الأمهات أن تكن أمهات عاملات، فإن أخريات تفضلن البقاء فى البيت والتفرغ لتربية أطفالهن. إن قرار البقاء فى البيت والتفرغ لتربية الأطفال ليس بالخطوة السهلة خاصةً بالنسبة للزوجة العاملة، لكن أحياناً إدارة البيت تتطلب الكثير من الجهد والوقت حتى أن كثير من الأمهات تشعرن براحة أكبر بمنح كل وقتهن لأطفالهن. المهم هو أن تكونى سعيدة بما تفعلين، والأمر ليس دائماً واحد بالنسبة لكل الأمهات. فبعض الأمهات تشعرن بعدم القدرة على التأقلم مع مسألة البقاء فى البيت والتفرغ لإدارة البيت ورعاية الأطفال فقط، فى أحيان أخرى قد ينبع الشعور بعدم الراحة من الضغوط الاجتماعية، أو الأسرية، أو المادية. لكن هناك الكثير من الطرق للخروج من تلك المشكلة.

لماذا قد تشعر الأم المتفرغة بالاكتئاب؟

يقول د. تامر الجويلى – مدرس الطب النفسى: “إن التوقف عن العمل مع التخلى فى نفس الوقت عن الاهتمامات هو السبب الرئيسى وراء شعور الأم المتفرغة بالحزن والاكتئاب.” أغلب الشكاوى الشائعة للأمهات المتفرغات تكون لها علاقة بالوحدة، العزلة، والشعور بعدم تقدير الذات، فأغلبهن تشعرن بعدم التمتع بالاحترام والتقدير الكافيين من قبل المجتمع أو حتى من قبل أسرهن.

يقول د. تامر أن قرار الأم بالبقاء فى البيت قد يهز تقديرها لذاتها وثقتها بنفسها، فهى تحسد الأمهات العاملات اللاتى تعملن خارج البيت لأنها تعتقد أن وجودهن فى عملهن يرفع من قيمتهن. تقول داليا – أم لطفلين فى الثامنة والرابعة ولا تعمل: “من الصعب أن أشعر بتقديرى لذاتى وأنا فى مجتمع يمدح ويقدر طوال الوقت المرأة العاملة.” وتضيف: “أحياناً أشعر بالحرج عندما أقابل سيدة تستطيع أن تحقق التوازن بين عملها ومتطلبات بيتها، وساعتها أتساءل إن كان قرارى بالبقاء فى البيت كان قراراً سليماً أم لا.”

من مميزات عمل المرأة أنها لا تحتاج للتفكير فى إجابة إذا ما سئلت: “ماذا تعملين؟” فهى لن تضيع وقتها فى التفكير فى نظرة الناس لها، فالأم المتفرغة تشعر أن هذا سؤال محرج. تقول غادة – أم لطفلين في  الخامسة والثانية: “بالرغم من أننى أشعر بالفخر ومقتنعة بأن ما أقوم به هو الأفضل لأسرتى، إلا أننى أجد نفسى أحتاج لتبرير سبب اكتفائى بكونى أماً، خاصةً إذا كانت السائلة أم عاملة، فأحب دائماً أن أضيف أننى أكمل دراساتى العليا لأننى أشعر أنه ليس كافياً أن أكون أماً فقط.” يقول د. تامر أن أفضل طريقة للإجابة عن هذا السؤال هى أن تجيبى بكل فخر وثقة وتقولى: “أنا أم متفرغة.” فأنت لا تحتاجين للاعتذار أو التبرير أو الشرح، وبذكر عملك الذى تقومين به ببساطة وبشكل مباشر فأنت تعكسين بذلك تقديرك لذاتك وثقتك بنفسك. أنت تحتاجين تذكرة نفسك دائماً بأسباب اختيارك لأن تكونى أماً متفرغة ويجب أن تكونى فخورة باختيارك وبالتالى لا يهم حقاً عدم فهم بعض الناس أو تقديرهم لاختيارك.

أحياناً التفرغ الكامل لمتطلبات البيت والأسرة قد يؤدى إلى شعور الأم بالوحدة والعزلة، فأنت تقومين كل يوم بنفس الأشياء وفى نفس المكان، ومع نفس الأشخاص. فأنت تعملين 24 ساعة وإذا حدث وأخذت يوم أجازة فغالباً يكون بسبب المرض. يوضح د. تامر أن الكثير من الأمهات المتفرغات تجعلن حياتهن تدور حول الأعمال المنزلية فقط وتشعرن بأن بإهمالهن لاهتماماتهن الشخصية هن يفعلن الأفضل بالنسبة لأطفالهن، لكن تعرضك للضغط النفسى بسبب الروتين الذى تقضين فيه ساعات طويلة قد يجعلك تفقدين الرغبة والطاقة لفعل أى شئ، مما قد يؤثر فى النهاية على علاقتك بأطفالك. هناك أمهات متفرغات أخريات قد لا تضعن كل وقتهن فى الأعمال المنزلية لكن فى نفس الوقت لا تفعلن شيئاً مفيداً. يوضح د. تامر أن الأم التى لا تطور اهتماماتها لا يستفيد منها أطفالها، وقد يعانون من عدم تقدير الذات، أو قد يكونون أكثر عرضة لل”فوبيا” مثل الخوف من الأماكن المظلمة على سبيل المثال، وأيضاً عدم تمتعهم بمهارت اجتماعية جيدة. أنت اخترت أن تكونى أماً متفرغة لتقضى وقتاً أطول مع أطفالك، لكن فى الواقع إن قيمة الوقت الذى تقضينه مع طفلك أهم من طوله. إن اختيارك أن تكونى أماً متفرغة لا يعنى أن تظلى طوال اليوم تقومين بأعمال منزلية، أو أن تهملى اهتماماتك الشخصية. حقيقة أن أطفالك هم أكثر من يحتاجون إليك لكن هم أيضاً يحتاجون لأن تكونى سعيدة.