عندما تمارس التامل بشكل يومي فان تحديد هويتك عن طريق شخص اخر يتوقف كليا …ببساطة لن يسهل على الآخر اختراقك وتغيير برمجتك اوغسل دماغك لأنك انت المسؤول الوحيد على برمجتك ستصبح كل الآراء التي لاتنسجم معك ثانوية ولا أهمية لها ومن هنا سترسم خارطة طريق جديدة لا تمت للواقع بصلة …الواقع الذي وقعت عليه أفكار من هنا وهناك وباختلاف مراجعها ومصادرها وايديولوجياتها..
. شكلت هذا الواقع المتغير النسبي ..”لا توجد مسلمات أبدية ولا حقائق مطلقة كل شي نسبي حتى النسبية ذاتها “…
.انشتاين .تذكر أنه لا توجد قاعدة سوى تلك التي تبناها عقلك وفي المقابل يرفضها الآخر وهذا لا يعني عدم وجودها او لا يحق لها أن توجد او ان تكون بمجرد عدم الاعتراف بها او رفضها بل ان ذلك هو لقمة الاعتراف المبطن بالخوف ونحن لا نخاف إلا من شي نجهله او عندما يزعج الايجو لدينا ..
وهذا مايعمق الشعور بالألم الذي يحمل لك رسالة بأنه حان الوقت للتغيير …الشخصية السوية نفسيا لاتكبت الألم بل تطهر نفسها منه من خلال الكتابة مثلا او البكاء او الفضفضة او من خلال الفن …ولكن المهم ان تعترف بوجوده عن طريق العقل الواعي لتتم تصفيته وتجاوزه والتشافي منه نهائيا بعد ان كان متخفيا في العقل اللاواعي الذي كان يزعزع توازنك النفسي واستقرارك العاطفي لأنك لم تفتح كل تلك الملفات التي اودعتها عنده منذ طفولتك ولكنك لم تفتحها لمراجعتها وتحليلها وفهمها ..
.وتحويلها إلى دافع قوي للصمود أمام عقبات الحياة. ….ستضحك كثيرا عندما تفتح ملفا كان يسرق النوم من عينيك واعتبرته شغلك الشاغل ولكنه اليوم لا يعني لك شيئا فهل تراه فقد أهميته بمفعول الزمن ام انها العبثية ؟…عديد الأسئلة التي تتدافع وتتزاحم في ذهنك والجواب واحد “اذا لم تتجدد ستتبدد”اذا لم تتقدم ستتقادم “..
..وستكتشف بمرور الزمن ان اثقل ملف كان يهد كاهلك هو ملف التسامح ادعوك صديقي القارىء لمسامحة ماضيك والى التحرر من الشعور بالذنب فذلك يعيق مسارات الطاقة لديك ويمنع سريانها ….ولن يحصل التدفق والنهل من المنبع الا حينما تراجع ملفاتك لترحم نفسك اولا ومن ثم ترحم العالم من اذيتك المدمرة …
….تقبل خيباتك وأدرك المعنى والمغزى من وجودها حتى لا تصب جام غضبك في عملك من خلال الايقاع بالابرياء هم ابرياء من كل ما حصل معك تذكر هذا جيدا..هم فقط مختلفين عنك” ولكي تتقن فن التواصل علينا ان نفهم ان كل شخص يرى العالم بشكل مختلف عنا وأن نبني طريقة كلامنا وحوارنا على هذا الاساس”
.أنتوني روبنز. عندها ستعدل عن المشاركة في تكوين البيئة المسمومة بالأفكار القاتلة لكرامة الإنسان وعزته وانت تخال انك تعلي من شأنك وتحمي قلعتك الوهمية بجبروتك وديكتاتوريتك وقسوتك التي تخنقك في كل مرة تشد الخناق على الآخر لتتنفس الأوكسجين الذي تفتقده أفكارك …
لن تتنفس السعداء إلا من خلال العطاء والرحمة فما ترسله سيعود إليك اضعافا وأضعاف …فكل ماترسله سيعود إليك من نفس النوع !…
..انتبه انت من تنسج عالمك انت من تختار ان تكون عبدا للاوهام او حرا باليقين ان الخير فيما أختاره الله! ….✒..حنان بن نصر