قالت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للصين التي استمرت من 22 الى 25 ديسمبر الجاري حققت فوزا مشتركا كبيرا للصين ومصر حيث أثمرت عن نتائج إيجابية كثيرة للجانبين.
وقالت “شينخوا”: زيارة السيسي علامة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية حيث وقع البلدان على وثيقة بشأن الارتقاء بعلاقاتهما من مستوى التعاون الإستراتيجي إلى علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة في فترة زيارة السيسي والتي تتناول مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والتبادل العسكري والأمن والثقافة والتبادل الإنساني والعلوم والتكنولوجيا والشؤون الإقليمية والدولية.
ومع أن زيارة السيسي للصين دامت 4 أيام فقط، فلا شك أنها ستجلب ايجابيات طويلة الأمد لمصر التي تحتاج بشكل ملح إلى الدعم الخارجي، علما بأنه تم توقيع نحو 30 اتفاقية متنوعة بين البلدين في مختلف القطاعات مثل الطاقة والبنية التحتية.
ومن الواضح أن الرئيس السيسي نجح في تلبية تطلعات الشعب المصري في زيارته المثمرة للصين التي تنكب على تعزيز الترابط والتبادل مع الدول الأخرى في إطار مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن 21.
وستضحي الصين، التي تعتبر أكبر شريك تجاري لمصر، بلا ريب ركيزة مهمة لتنفيذ التخطيط الاقتصادي المصري الطموح حيث ستتدفق المزيد من الاستثمارات والتكنولوجيات الصينية إلى مصر المتعطشة إليها، مما يقدم ضمانا متينا لتحسين المعيشة وتعزيز الأمن في الدولة الأفريقية.
وبالنسبة للصين، ستستفيد أيضا من زيارة السيسي في المناحي العديدة، حيث أكد السيسي دعم مصر القوي للمبادرة الصينية لطريق الحرير. وبذلك ستنفذ المبادرة بشكل أكثر سلاسة في العالمين العربي والإفريقي نظرا للنفوذ المصري فيهما. الأمر الذي سيزيد من النفوذ السياسي والاقتصادي الصيني في المنطقتين.
وفي سياق آخر، سيجد ما تملكه الصين من طاقة الإنتاج الزائدة والتكنولوجيا الرائدة سوقا واسعة في مصر التي تعاني من الأساس الاقتصادي والتكنولوجي الضعيف، وستباع المزيد من المنتجات الصينية في مصر.
وبالنظر إلى أن الصين قد أصبحت ثالث أكبر مصدر استثماري في العالم، فإن المستثمرين الصينيين سيجدون فرصا متنامية في مصر التي تعمل على إنعاش اقتصادها من خلال جذب الاستثمار الأجنبي .
والواقع إن الصين ومصر تقبعان في مرحلة تاريخية جديدة لتطوير العلاقات الثنائية.
فمن الجانب الصيني، تتسم القيادة الجديدة في الصين برؤية إستراتيجية بعيدة في تنفيذ سياستها الخارجية حيث طرحت مبادرة طريق الحرير الطموحة في وقته ما يعطي فرصا تاريخية للكثير من الدول بما فيها مصر.
كما تتمتع القيادة الصينية بالأسلوب العملي حيث لم تكتف بطرح المبادرة فقط، بل تعمل على تفصيلها من خلال خطوات عملية تدريجية وتحرص على بذل أقصى جهدها في تقديم أكبر دعم للدول الأخرى .
أما القيادة المصرية الجديدة، فلا تبخل بجهدها في تعزيز التبادل والتعاون مع الدول الأخرى وخاصة الصين من أجل سرعة تنمية الاقتصاد وتحسين المعيشة.
فمنذ تولي الرئيس السيسي منصبه في يونيو الماضي، قد بذل جهودا دؤوبة لتعزيز الترابط مع الصين حيث قام عدد من المسؤولين المصريين رفيعي المستوى بزيارات مكوكية للصين من أجل زيادة ثقة الشركات الصينية تجاه أفق السوق المصرية.
وفي فترة زيارته للصين، كان الرئيس السيسي حريصا للغاية على استغلال جميع المناسبات من أجل الترويج للسوق المصرية حيث كان مشغولا جدا في إجراء لقاءات مع المسؤولين الصينيين ورجال الأعمال المحليين فضلا عن زيارات مكثفة للشركات الصينية.
وفي الوقت الذي تعززت فيه الثقة الصينية تجاه مستقبل مصر، تواجه الصين بصفتها ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومصر التي تعد قوة مهمة جدا على الصعيدين العربي والإفريقي تواجهان فرصا تاريخية جيدة بشأن تقوية العلاقات الثنائية وتحقيق الفوز المشترك الأكبر ما يعود بمنافع أكثر على الشعبين الصيني والمصري.