الملكة التي لا يظلم عندها احد ، هكذا كتبت ذات يوم سنة 2016 عند زيارتي الى لندن ، في مقالاتي من أدب الرحلات ، ورأيت الناس هانك يتعايشون مع بعض في سلم وسلام وحريات انسانية. لم اراه في اي دولة أوروبية ، الملكة اليزابث الثانية. Queen Elizabeth II بمثابة حجر زاوية راسخ في بنيان البلاد، ومرآة للأمة …….
. في عام 2002، وفي الخطاب التي ألقته بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لجلوسها على العرش، وصفت الملكة دورها بأنه يتمثل في كونها “دليلا لهذه المملكة خلال الأوقات المتغيرة”، مما يجعلها أطول ملكة تعمر في الحكم في تاريخ بلادها، وملكة لا يخفى عنها شيئا مما يحدث في العالم من تغيرات وواجب عليها أن تواكب العصر ، رغم التقاليد التي تعيشها كملكة
واعترفت بأن “التغيير صار متواصلا، وبات التكيف معه بمثابة حقل معرفي متشعب”. تمثل هذه الكلمات التحدي الذي وضعته الملكة لنفسها، ألا وهو جعل الاتساق والاستقامة والوفاء سمات رئيسية لملكها، وصقل صورتها كملكة يمكن الاعتماد عليها والوثوق بها.. كما كانت مستعدة لمواجهة التغييرات التي حدثت في العالم، لخصت الملكة فلسفتها بدقة عندما قالت: “القيم التقليدية المحفورة في تاريخنا تسلحنا جيدا لمواجهة عصر التغيرات هذا، وفعلا استطاعت ان تعايش كل التقلبات والحداثة والعولمة ،
خلالها تربعا على العرش لمدة 76 سنة وعاشرت تقريبا قرناً من الاحداث العالمية والحروب والتطورات التي واكبها …. الملكة اليزابث الثانية التي طالما أحببتها منذ كنتُ صغيرة، كنت منبهرة بالنظر لصورها في المجلات والجرائد ، وكم كانت تعجبني اناقتها وثيابها الراقية وقباعتها التي كانت متناسقة مع الطقم او الفستان حتى وهي في اخر ايمها بقيت انيقة ومبتسمة ، كنت أقرأ أي مقال يخصها ،
الملكة التي كانت تدير الديبلوماسية الخارجية للمملكة سراً؟، أو بطريقة غير ملفتة لنظر ، ولا تغيب عنها الأحداث ، التي عايشت أحداث القرن ، من حروب وانتصارات، كانت بالنسبة لي ذلك الحلم الجميل ، حلم الملكة التي أسكنتنا جميعاً ونحن صغار ، ومن منا لم تحلم يوما أن تكون ملكة …؟
رغم أنه كان مجرد حلم بالنسبة لنا ، وكان حقيقة للملكة اليزابث 2 ، عاشته بكل التفاصيل ، ملكة أشعر أنها الحدث الجميل الذي بقي من الزمن الجميل …. الملكة التي حكمة مملكة كانت لا تغيب عنها الشمس ، بعد زمن السلم أصبحت الملكة اليزابث الثانية كل صيف تسافر الى قصرها في ويلز
وتفتح قصرها ، في لندن بكنغاهم Buckingham Palace للسواح ، هو المقر الرسمي لملوك بريطانيا. يقع في لندن، ويعتبر مكاناً لجل الأحداث المتصلة بالعائلة البريطانية المالكة، ومكاناً لانعقاد العديد من الإجتماعات وزيارات قادة الدول، إضافة لكونه نقطة جذب سياحية رئيسية.
يعتبر القصر مزار جذب سياحي ونقطة محورية للشعب البريطاني في لحظات الفرح والأزمات والمتاعب، من هناك أيضا تصدر جل التصريحات الصحفية التابعة للمكاتب الملكية.
الذي يقع في قلب لندن للزوار والسواح ؟ من أجل أن يعيشوا تلك اللحظات الجميلة من حياتها الملكية ، الشيء الذي أحزنني أنني عند زياتي الى لندن ، كنت متشوقة جداً لزيارة القصر في صيف 2016 ، لكن الحظ لم يحالفني ،فوجدنا القصر مغلق في ذلك اليوم ،
فاكتفيت بالنظر والتمعن والتخيل وأخذ الصور من أمام القصر ، وحسب ما قرأت عنه وحكى عن خباياه ، أنه قصر يحتوي على الحياة اليومية للملكة ؟، بما فيه وجود بعض الحيوانات الاليفة التي تربيها داخل القصر ، حتى تعيش. حياة الانسان العدي وهذا حبها للطبيعة ، الملكة الوحيدة التي فتحت القصور الملكية وحولتها الى متاحف مجاناً للسواح ، لندن التي تحتوي شوارعها على أجمل القصور الملكية
، والحدائق الغناءة التي تنبض بحس الملكة الحاكمة في بريطانيا ، وأنت تتجول فيها الا وتشعر بالأمكنة وكأنها تتنفس بروح الملكة اليزابث الثانية ، بريطانيا التي اشعر انها محمية بعزة وشموخ هذه الملكة، التي حافظت على المملكة ، وجعلتها احدى اجمل المدن في العالم تنعم بالسلم والتعايش الديانات والحريات الفردية وايضا حرية الاعلام التي بدأت من لندن ،
وعمت بقية العالم ، رحلت الملكة اليزابث الثانية ، وتركت ارثا سياسيا وثقافيا وملكياً ، يقتدى به بقيد شعوب العالم