كتب: تامر أفندي
كواحد من هذه الأجيال الجديدة، قرأنا وسمعنا عن زمن الجدعنة والفتوات، لكننا لم نر واحد من تلك الأساطير، حتى منحتنا الصدفة زيارة العمدة أيمن عبد الجواد في قرية شرانيص. مركز قويسنا. محافظة المنوفية.
كنت أنا وصديقي المهندس محمود النادي في زيارة للكابتن أيمن البربري، وفي حديثنا أخبرناه أن هناك مشكلة في المنوفية، على الفور قال لنا: “اعتبروها اتحلت”، وفتح هاتفه واتصل بالعمدة أيمن وحدد معه ميعاد، وبعد أن أنهى المكالمة حدثنا كمن يحكي عن أسطورة عن العمدة أيمن وعن مضيفته المفتوحة للجميع وحكمته في رد المظالم وكيف أن كلمته سيف لا يرد على رقبة الكبير والصغير، ظننا أن في الأمر مغالاة لكن حين ذهبنا إلى هناك وجدنا الواقع أفضل من الوصف بمراحل، فما إن تطأ بقدمك القرية وتدخل زمام العمدة إلا وتشعر بهيبته وأن ثمة أمر مختلف بدءا من مكتب الخفراء المرتب والملون بعلم مصر في بيت فتحت أبوابه لاستقبال الغريب والقريب ثم إلى مضيفة تعج بالناس يتوسطهم العمدة جالسا يستمع لمشاكل كل مجموعة على حدا كقاضي وعمدة للقرية.. ونحن نجلس عرضت أمامنا أكثر من مشكلة ولم يستغرق حلها وقتا سريعا، فالرجل من فرط ما مر به حاضر الذهن.. قليل الكلام.. نافذ الحكم.. يستحيل خداعه أو اختلاق حوار عليه أو مراوغته حتى في أحجيات المظلوم يفهم مطلبه من بضع كلمات ويكفه عن عناء الحديث.. أناس من كل مكان في الجمهورية يتوافدون على مضيفته في مشهد يترجم ما سمعناه من حكايات لأمر واقع نشاهده ونراه..ويؤكد أن مصر بها روافد “الجدعنة”، ممتدة وينابيعها لا تنضب.
أنا شخصيا أبهرني العمدة بحضوره وشخصيته واشكره على كرمه وشهامته وجرأته في رد المظالم والوقوف بجوار الحق.. نموذج نتشرف به جميعا ولمن يحب أن يرى ويسمع ويجلس مع هذا العمدة الأسطورة فاسمه لا يحتاج إلى كتابة عنوان.. فأنى سألت في اي مكان في مصر دلك الناس.