تعاظمت الانتقادات داخل إسرائيل لقرار القيادة السياسية في تل أبيب، بتنفيذ عملية الاغتيال ضد قيادات ميدانية كبيرة في حزب الله والحرس الثوري الإيراني أول أمس الأحد، في منطقة “القنيطرة” في الجولان السوري.
وانضم المزيد من النخب الصهيونية لاتهام رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، بأنه أقدم على هذه الخطوة لاعتبارات سياسية داخلية عشية الانتخابات التي من المقرر أن تنظم في آذار/ مارس القادم، مع كل ما ينطوي عليه الأمر من إمكانية أن يتدهور الوضع إلى مواجهة شاملة.
وشكك آفي سيخاروف، المعلق في موقع “وللا” الإخباري في أن تكون عملية الاغتيال قد جاءت لإحباط عمل كان يخطط له حزب الله في الجولان، مشيرا إلى أنه كان يتوجب على القيادة السياسية أن تأخذ بعين الاعتبار إمكانية أن يرد الحزب بشكل كبير على هذه العملية.
وفي مقال نشره الموقع صباح الثلاثاء، حذر سيخاروف من أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لا يمكن أن يمر مرور الكرام على هذه العملية التي أصابت كبرياءه واحترامه.
من ناحيته كشف عاموس هرئيل، المعلق العسكري في صحيفة “هآرتس” النقاب عن أن خلافات نشبت داخل القيادة العسكرية حول عملية الاغتيال، مشيرا إلى أن بعض القيادات العسكرية المهمة أوصت بعدم تنفيذها بسبب التداعيات السلبية التي يمكن أن تنتج عنها.
وأوضح هارئيل في تحليل نشرته الصحيفة صباح اليوم الثلاثاء، أن كلاً من نتنياهو ووزير حربه موشيه يعلون قد استغلا الخلاف بين العسكريين وتبنيا موقف القيادات التي أيدت تنفيذ العملية، ملمحا إلى أن هناك ما يدلل على أن الاعتبارات الانتخابية كانت حاضرة بقوة.
من ناحيته، قال الدكتور يهودا بلنغا، الباحث في “مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية” التابع لجامعة “بار إيلان”، إن افتراض بعض نخب الحكم في إسرائيل أن حسن نصر الله سيرتدع عن الرد، ليس في مكانه.
وفي مقال نشرته صحيفة “ميكور ريشون” اليوم الثلاثاء، نوه بلنغا إلى أن الافتراض السائد في إسرائيل يقول إن قوة الردع التي راكمتها إسرائيل خلال حرب 2006 ما زالت مؤثرة وقوية، وأن هذا الواقع يسمح بتوجيه ضربة قوية له دون المخاطرة بالرد.
وفي سياق متصل، دعا يورام شفايتسر، رئيس قسم دراسات الإرهاب في “مركز أبحاث الأمن القومي” الإسرائيلي القيادة السياسية في تل أبيب، إلى التروي وعدم المسارعة في الرد على رد حزب الله المتوقع.
وفي مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” صباح اليوم الثلاثاء، أوضح شفايتسر أن حزب الله غير معني بالمواجهة مع إسرائيل لأن مثل هذه المواجه تتعارض مع مصالح إسرائيل، متوقعا أن يقدم الحزب عل رد من باب “رفع العتب”.
وعلى الرغم من أن فرص اندلاع مواجهة شاملة مع حزب الله تبدو محدودة، إلا أن إسرائيل أقدمت على اتخاذ خطوات ميدانية عاجلة لتحسين قدرتها على مواجهة أي طارئ.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نصب بطاريات من منظومة “القبة الحديدية” للتصدي لعمليات إطلاق صواريخ محتملة من الجولان أو جنوب لبنان.
في الوقت ذاته، أقدم الجيش على توسيع عمل وحدة الهندسة الميدانية المعروفة بـ “يهلوم”، وذلك في إطار حرصه على البحث عن أنفاق يرجح أن يكون حزب الله قد حفرها أسفل المستوطنات الشمالية