جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

تقارير مقالات

التنمية المستدامة في ظل جائحة كورونا

بقلم / أحمد عويضة

قد تكون جائحة كوفيد-١٩ الكارثة الأكبر التي تواجه العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وبتوجيهها ضربة عنيفة لأعمدة الاستدامة الثلاثة – المجتمع والاقتصاد والبيئة – سيتم النظر إليها كنقطة تحول في تاريخ القرن الحادي والعشرين. ما هو التأثير الطويل المدى على السعي العالمي الحثيث نحو الاستدامة وهل ستتطلب الجائحة إعادة تحديد لأهداف التنمية المستدامة.

فى ضوء موضوع القرن التنمية المستدامة وشروطها ونتائجها الاستراتيجية اكتب انا احمد عويضة سياسى ومحلل استراتيجي

تتفق عدة حكومات على أن جائحة كوفيد-١٩ هي أكبر كارثة واجهها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وبتوجيهها ضربة عنيفة لأعمدة الاستدامة الثلاثة – المجتمع والاقتصاد والبيئة – سيتم النظر إليها كنقطة تحول في تاريخ القرن الحادي والعشرين. هذا، وتثير الديناميكيات العالمية وعوائق النمو الناجمة عنها أسئلةَ كبرى عن تبعات فيروس كورونا المستجد على أهداف الأمم المتحدة الـ ١٧ للتنمية المستدامة.

وبحسب تقديرات منظمة العمل الدولية فإن ٨١ بالمئة من القوة العاملة العالمية متأثرة حاليًا بالإغلاق الكامل أو الجزئي لأماكن العمل. والأكثر تأثرًا بذلك هم العمال المياومون، والعاملون لحسابهم الخاص، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يؤخر تحقيق الهف ١: “القضاء على الفقر”. لذلك يجب أن يتم إدراج ضمان اجتماعي أكبر للعمال والموظفين في أوقات الطوارئ وتقلبات السوق تحت الهدف ٨: “شروط عمل لائقة ونمو اقتصادي”. كما يجب أن يتضمن تمكين أنظمة الرعاية الصحية، ذلك لأن الاقتصاد القوي يحتاج إلى أناس أصحّاء البنية.

قبل تفشي الفيروس، خطت المنظمات الدولية خطوات واسعة نحو إنجاز الهدف ٢: “القضاء التام على الجوع” منذ إطلاق الأهداف الإنمائية للألفية عام ٢٠٠٠. غير أن الأزمة الحالية قد تؤثر على إنتاج الغذاء وتوزيعه. ولن تؤدي الحواجز التجارية، كالحظر على التصدير وفقدان المدخول ووسائل العيش إلا إلى تفاقم مشكلة الجوع حول العالم. وهذا يظهر الحاجة إلى المزيد من الاستثمار في الأنظمة الغذائية المستدامة، وخاصة في المجتمعات المحرومة: الزراعة المحلية من قبل المستفيدين أنفسهم، وخلق وظائف محلية وتقليل الحاجة إلى خدمات النقل. ومن شأن هذا أن يقلل من سهولة تأثرهم بالصدمات الاقتصادية العالمية.