شهدت
الأرضُ منذ أكثر من ربع قرن تلوثاً وتدبدباً في التوازن الأيكولوجي ، بسبب
الإنسان وما يخلفه من نفايات سامة تقضي على التوازن الطبيعي
للأرض ،والقضاء على العديد من الحيوانات والحيتان في المحيطات ،
خاصة
تلوث طبقة الأوزون والمحيطات التي أصبحت تئن في صمت, و مرجع ذلك في الغالب
مادة البلاستيك هذه المادة التي لا تتأقلم مع الطبيعة ولا تتحلل في التربة
وتبقى آلاف السنين ،
ناهيك عن الموت الذي يهدد الحيتان في
المحيطات بسبب تناولها لهذه المادة القاتلة .. والكوارث الطبيعية التي
أصبحت تهدد الكوكب المعجزة أو الكوكب الحي ، من فيضانات وزلازل وبراكين
والحرائق التي فاقت في السنوات الأخيرة ذروتها ، وأصبحت تهدد حياة الكائنات
الحية و بالخصوص الإنسان ،
الذي بدوره كان له الدور الكبير في
تلوث البيئة ، من انبعاث غازات مميتة من المصانع وصنع الأسلحة الفتاكة التي
تقضي على الأخضر واليابس ، والحرب البيولوجية التي أضحت تمارس بين الشعوب
والدول المستفحلة في الأرض كأمريكا ،
والصين : الدولتان اللتان
شهدتا مؤخراً صراعا كبيرا بسبب المنافسة الصناعية و من يكون الأقوى في
الارض ؟؟؟ وما بين اتهامات بيولوجية بين الصين وامريكا بسبب تفشي فيروس
كورونا المستجد كوفيد 19،
الذي انتشر في العالم بشكل رهيب ، حيث
ادعت امريكا أنه ( فيروس صيني) وما تروج له وسائل الاعلام في بيكين وموسكو،
أنه فيروس وسلاح أمريكي لتدمير الصين؟ و هذا لخدمة أغراض اقتصادية دولية
لا غير ،
الأمر الذي جعل العالم يتوق لمعرفة من المتسبب في افتعال
هاته الكارثة الإنسانية التي راحت ضحيتها أرواح ليس لها أي ذنب ، وكادت أن
تشن حرباً كلامية إعلامية بين الصين وامريكا ، لولا تفشي هذا الوباء بشكل
سريع ..
وحسب خبراء علماء البيئة والبيولوجية فإن الأرض تدافع عن
نفسها من أجل البقاء، بين المجموعة الشمسية ، وتقول الديانات السماوية، أن
الله عز وجل هو من يرسل كل هذه الكوارث ليعلم الإنسان أن الأرض تركها له
الله أمانة ليحافظ عليها ،
وجعله خليفة له عليها. وما هذه الكوارث إلا ليتقي الله ويعترف بأخطائه ويصلحها في سبيل حياة أفضل و استمراره عليها . لكن
الإنسان عثا في الأرض فسادا بسبب الاختراعات والتجارب البيولوجية التي أدت
به الى تفشي الأوبئة القاتلة التي أصبحت تهدد الأرض وتهدده ..
.
كوباء كورنا كوفيد 19 القاتل الذي ظهر نهاية ديسمبر 2010 ، والذي قتل
الآلاف وحير العلماء في ايجاد حل له واستفحل البلدان يعبر القارات بدون
جواز سفر ولا تأشيرة ولا حقيبة سفر ، حتى الدول المصنعة والمتطورة أركعها،
ودخل
بيوت الجنيرالات والامراء والملوك ، والاغنياء ومشاهير السينما في هوليود
فهددها، وأرعب أمريكا و أوروبا ، وزرع الرعب في كل رؤساء العالم ، وحير
العلماء… جرثومة صغيرة غيرت مجرى حياة الإنسان
، وعجز الطب
على ايجاد دواء أو لقاح لها ، أو حتى الحد من انتشاره السريع… لم يمهل
الدول العظمى للتصدي له ، وهناك من تهاون به ، ولم يكترث له … يقولوا
علماء البيولوجيا ، أن فيروس كورنا كوفيد 19 ،
يتأقلم مع كل مناخ
ومع كل البشر ويتماشى مع الإنسان أينما وجد في العالم ، لهذا انتشر بسرعة
رهيبة عبر العالم ، هناك بعض الدول وخاصة الاوروبية ، استهانت به ولم تعمل
له حساب ، فكانت النتيجة وخيمة حيث قتل الوباء الآلاف،
خاصة في ايطاليا واسبانيا وفرنسا ،وإيران ، والصين منبع الوباء التي أظهرت قدرتها الصين على مواجهة هذا الفيروس المميت ،
أما
امريكا التي تعتبر الدولة الاقوى في العالم ، والتي تحكم العالم بقبضة من
حديد ، لم تسلم من الانتشار الهائل والخطير لهذا الغول في صفوف شعبها، الذي
يعتبر نفسه أنه هو الاقوى ولا أحد يهدده ، لكن هذا المجهول القادم من
الصين العدو اللدود لأمريكا والمنافس القوي لها ، ها هو يقسم ظهرها، ويشوه
مفاتنها..
فيروس ينتقل بسرعة البرق بين البشر ، حيث تجاوزت الإصابات والوفيات إلى حد لم يكن يتوقعه الرئيس دولاند ترامب ،
حتى
إن الامريكيين تهافتوا على شراء الأسلحة ، خوفاً من تفاقم الوضع وحينها لم
يجد المواطن الأمريكي ما يأكله ، لم يتخيل أن فيروسا سيتولد منه مخلوقات
تشبه تلك التي مثلها شاهدها في سينما هوليود،
أو شاهدها على أنها أفلام من صنع الخيال العلمي . لعل
الحجر الصحي والبقاء في البيوت هو درسٌ للإنسان أن يعيد بناء نفسه بناءً
صحيحاً كإنسان خُلقَ من تراب وإليه يعود ، وارسلهُ الله ليعيش في الأرض
ويأكل من طيباتها الى حين ..؟ لكن أنانية الإنسان تجاوزت الحياة العادية ،
ها
هي الأرض تعيد عافيتها بالتدريج ، توقفت كل المصانع التي تلوث الجوو تهدد
طبقة الأوزون ، اغلقت المطارات وتوقفت عن التحليق في الجو وصفدت الحانات ،
والملاهي الليلة ، وبيوت الدعارة ، والأنشطة الرياضية ، والثقافية ، واغلقت
الدول حدودها ، وكل مظاهر العمل توقفت… إلا الطبيعة لم يوقفها أحد ها
هو الربيع حل ككل سنة، واستقبلته العصافير والحيوانات والكائنات الحية ،
التي عاشت عبر آلاف السنين صديقة للطبيعة … ها هو الانسان قابع في بيته إلى إشعار آخر ،
ها
هي الارض تتنفس لتعيد ترتيب غشائها الفضائي ، وتمسح عن سمائها ثلوث صنعه
الانسان ، كثيرا ما يقال أن معادن الناس تظهر عند الشدائد ، وقد كشف لنا
فيروس كورنا المستجد ، الكثير من الأشياء التي كان الإنسان غافلا عنها ،
كالتريث والتفكير مليا في الحياة التي يعيشها ، وهو يجري وراء لقمة العيش ،
ويقضي
عز شبابه لاهثا وراء المجد وجمع المال ، وعندما يتقدم به العمر يندم على
شبابه الذي لم يعيشه ، لذلك نجده يموت وهو يجري وراء تحقيق أحلامه والكثير
منها لا يتحقق .. فيروس كورنا المميت القاتل الصامت كشف أشياء كثيرة في
الانسان ، من خلال الحجر الصحي في البيوت ، الشيء الوحيد الذي وجده نافعا
له هي ثقافته التي اكتسبها من الحياة ، أو درسها والتي كانت تعتبر عند
البعض لا قيمة لها مقابل المال ، حيث أصبح الفن والثقافة العزاء الوحيد
الذي يخرجه من عزلته ،
ألا وهو الغناء والعزف من الشرفات وهذه
الظاهرة بدأت أولا في ايطاليا وانتشرت في بقية دول العالم ، وكشف هذا
الوباء عن سيمات ثقافية يمتاز بها كل بلد عن غيره ، وأعاد الى الواجهة
أهمية التراث والتنوع الثقافي عند شعوب العالم. أما عند الشعوب العربية
الإسلامية فالذي يفصل بين الليل والنهار هو الأذان ،
الذي يذكره
بأن الله أقوى من كل سلطان ، وأرسل هذا الوباء للعالم لكي يذكره أن الأرض
لها حق أن ترتاح من فسادك وتلوثك لها ، وأنها هي الام التي تعودون إليها
ذات يوم ، ربما لو لم يرسل الله هذا الوباء لتنقية الأرض من البشر ،
لكانت ستحل بها كوارث لا يحمد عقباها … لهذا : اعد بناء نفسك أيها الإنسان قبل فوات الأوان .