جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

” الْوِرْد الْمَوْرُود، والرِفّدُ المَرفُود “

الأديب الكاتب الصحفي، الباحث المفكر العربي والإسلامي والمحلل السياسي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر/ محمد عبد الله أبو نحل عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب، والاكاديميين، والعلماء، والمثقفين، والإعلاميين والمدربين العرب المستشار الثقافي لمركز أجنحة السلام، والديمقراطية في كندا، ورئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقاً

إن البدايات للكل، ولكن الثبات للصادقين، والخزي، والعار لَلأفاكين، الدجالين؛ ولكُل مَكارٍ، ومَكارة، وغّدَارٍ، وغّدارة، وخَوُانٍ، خَائِنٍ، وخَائنةٍ للأمانة كائناً من كان، ستكُون نهايتَهُم مُؤلِمة، وسوداُوية، في كل زمانٍ، ومكان؛ وإن صلي الخائن للأمانةِ في الصف الأول، وصَام، وقام الليل، وزعِم أنهُ مُسلم، ومَّثل دور المسكين، والحمِل الوُديع!؛ فتّجِد لِسانهُ يقطرُ عسلاً، وقلبهُ أمّرُ من الصبر، ثعلباً مكاراً، وشيطاناً رجيماً؛ فمصيرهُ كَظُلْمِات الَليّلِ البهيِم. إن الظالمين من الناس أغوتُهم شهوات الدُنيا،

فسَقطُّوا في الرذيلة، بدل الِّسمُو في الفضيلة، وهكذا كانت نهاية فرعون، وجُنودهِ مُخزية، ومفُجِّعة قال الله تعالي :” يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ، وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ”. وكما لكُلِ مقامٍ مَقال، ولِّكُل بدايةٍ نهاية، ولِكُّلِ قصةٍ حكايةٍ، ورواية، ولكل خائنٍ خاتمةُ سُوءٍ، وزفتاً!؛ ومن شّبْ علي شيءٍ شَاَبْ عليهِ، ومن عاش علي شيءٍ مات عليهِ،

فالطاَهِرين من الناس الأنقياء الأتقياء لا ينظرون إلي سّفَاسِّف الأمور، أو أسفل أقدامهم؛ بل إلي المعالي يرتفعُون، ويرتقوُن، فّيَتعلمُون، ويُعّلِمُونْ، ويعَمَلَوُنْ الصالحاتْ، ويكدّوُن، ويجتهدون لأنهُم لِدخُول الجنان مشتاقون، ويأملُون، ويتمنُونْ، الظّفر، والفوز بها؛ وهُمْ عن الرذاِئل، والفجور، والظُلم، والظالمين يمتنِّعُونْ،

ويبتعدون، وفي دٌجي الليل البهِيم يتعبدُون، أوابون عائدُون تائبون، للخيرِ مُحّبُون، وفاعلون، وعن الشرِ يبّتعِّدُوُنْ، يّصَبِرون علي الألمْ، والضيمِ، والضُّرِ، وعلي من شّيمتُهم الغدرِ!؛ فالمُتقون صابرُيّنَا، صّبَروا، وصابروا، وثابروا، وجاهدوا، وناضلوا، وكافحوا، وسعوا في مناكبهِا مُصلحين، غير مُفّسِدين، فلا يّسَعُون للحرام، ولا يأكلون إلا طيب الطّعَام، ويقوُلون أجمل الكلام، وحتي إن جاعت أمعُاؤهُم، وشحَتْ، وخُوتْ جيُوبهُم، وشّحِبِت وجوهم؛ ولو عانوا الحنظل والمُّرْ!؛لأنهُم بطبعهِمْ لا يشربُون إلا من النبع الصافي، لأنهُم كصاحِب القلبِ المخُمومْ، ولِسانُ حالهم يقُول:

“ونـشـربُ إن وردنــا الـمــاء صـفــواً، ويـشـربُ غـيـرُنـا كدراً، وطـيـنـًا”. أما خــائِّنْ الأمانة، من الظالمين، ويلٌ لهم من مصيرٍ أسود إن لم يتوبوا إلي الله عز وجل؛ ولقد كان ابن عباس رحمه الله يقول: “والله ليردن جهنم كل برّ،ٍ وفَاجر: “ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا”، وأما عن خائن الأمانة فيكفي قول الله عز، وجل في كل من حَمل الأمانة: ” إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا، وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا”.