جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

الّنُــــوم مع الشيــــطان بين الفرح، والحُزن شّعرةً، ولَحَظّةْ، وبين الألم، والأمل اخِّتِلَافُ حرفٍ،

الأديب الكاتب الصحفي، الباحث المفكر العربي والإسلامي والمحلل السياسي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر/ محمد عبد الله أبو نحل عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب والاكاديميين والعلماء والمثقفين والإعلاميين العرب رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقاً الأستاذ والمحاضر الجامعي غير المتفرغ، ورئيس المركز القومي لعلماء فلسطين dr.jamalnahel@gmsil.com

 مدير مكتب فلسطين

وكل شيءٍ في الحياة قدراً مقدوراً؛ ومّصيراً مكُتوباً، في لوحٍ محفوظا؛ وعداً صادقاً غير مكذوبا؛ وأمراً معلوما؛ فّكُل شيء مسّطُوَرا؛ ومنقوشاً، ومرسوماً؛ وبِقضاءْ، وكما قال الامام الشافعيُ رحمه الله: “فَمَن وقعت بساحتهِ المنايا”، فلا أرضٌ تقّييهِ ولا سماء”. فاذهبُوا، وامضوا حيثٌ شئتمُ، فّكُلٌ مُسخَرٌ لما خُلقِ لهُ؛ وسيروا في الأرض ليالاً، وأياماً أمنين، مطمئنين، فرحين، وفي بحر دُنيا التباهي، والتلاشي، والماشي أغلبُ الناس هائمين، وحالنُا كّفِريقين،

أحدهُما عاشقين، ومحبين، طيبين، طاهرين، صادقين، مؤدبين، للخير فاعلين، ومؤّديِنْ، والّسِنُتهُم كَمِسكٌ، وعِنّبَرٍ، ورياحين، ظَاهِّرهِّم كّبَاطِنهمِ واضحِيّنْ، غير متُلونيِِّن؛ وليسوا كالفريق الثاني أتباع الشياطين، من إرهابيون، و قتلة، ومجرمين!؛ ارتضوا النوم مع الشياطين؛ مُشاكسون مُعادوُن للحق، فاجرون، ظالمُون، مُعاكسون، ومُنكِسون، كاذبين،

مُتلونين، غادرين، أثمين، فاسَدين؛ لأوطانهم خائنون، وللأعداء مُِحّبُون، مُطّيِِعُون، وفي ركابهم سائرون، وماضون!… ونحنُ جميعاً حقيقةً غير مُخلدون، وعن الدنيا كُلنُا مُسافرون، ومهما أمّضَيتُم أياماً، وشهوراً، وسُنون من العمر تنامونُ، وتصحون، وتأكلون، وتشربون، وتلهون، وتلعبون، وتعملون، وتسافرون، وتركبون، وتمشون، وتمرضون، وتُصِّحُون، وتَّغَنُون، وتّفّتقِروُن، وتُغّنُوُن، وتّطَربُون، وفي الافراح تتمايلوُن، وتتراقصون، وفي الأحزان تتباكون، وتبكون،

وتخشعون، وتدّمعُونْ، وفي الألم والمحن تُّولُوِلُون، وفي الرخاء تسعدون، وفي النور تُبصرون، وفي الظلام تغفلون، وتغّفُون، وتنامون، وهكذا تطوينا عجلة الأيام طياً، وتطّحننُا الدنيا طحنّاً، وتعّجِننُا عجّناً، وتدمغُنا دمغاً، وتّشَغَلُ أدمَغَتنُا، وتُشِعلُها بأحداثها، بيت وصِّبِ، ونّصَبْ، وفرح؛ وكثيراً ما يسدلُ الليل أستارهُ علي بلادٍ، ويحل الليل؛ وفي مكانٍ أخر من الكُرة الأرضية ينبلج الفجر، ويطلع نُور الصباح وهكذا تستمرُ الحياة. وبين الوري تري اليوم، وتسمع العجب العُجاب، منهُم الَصبُ المُصاب، أستاذ في الَردِ، والردحِ، والجُواب؛ ومنهم من يسير بين الناس، واعضاً مُرشداً ناصحاً للناس في نور النهار، وفي حلكة الليل يأبي إلا أن ينام في أحضان الشيطان

فيرتكب الموبقات، والفواحش المُهلكات، ومن الناس من يدعي العدل، والانصاف، والاصلاح بين العباد، ويلبس ثياب الوعاظّ الزُهاد، وصلي وصام وقام، ولكن قلبهُ أسودّ مِزّراب، مُرتشي أفاك ينام ليلهُ في حُضّنِ الشيطان، ومن الناس يكون لسانهُ أحلي من العسل، وقلبهُ أمرْ من الصبر، يلقاك بالأحضان، والترحاب، وتسمع منه قولاً جميلاً رقيقاً، كأنه ملاكُ طاهر وتحسبهُ بأنهُ ليس من هذا الزمان، من شدة حلاوة لسانهِ، وكأنه أحلي من العسل!؛

وحينما ترافقهُ في حلهِ وترحالهِ، وسفرهِ، أو تتعامل معهُ في البيع، أو الشراء وتري فعلهٌ عكس قولهِ؛ فتعلم أنه شيطانٌ أفاكٌ رجيم!؛ وفي الدنيا كثيراً من بني أدم قد استباح حرمة الدماء، وسلب، ونهب الاموال، ونشر الأفكار الضالة، وضلل العقول حتي منِْ أولي الألباب، وكان شيطاناً من شياطين الإنس، وأخاً وصديقاً لشيطان الجن، والشّيِطّانُ إن صدقك فهُو كذاب! ويوم القيامة يقول: ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ

مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)؛ وهكذا يقف إبليس يوم القيامة خطيبًا في جهنم على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعاً!!.. لذلك إن أردت أن لا تنام في حضن الشيطان نهاراً أو ليلاً، فَّاجَعل سريرتك مثلُ علانيّتك، كن رحيماً رفيقاً، رقيقاً، أنيقاً، وُداً، وَودُوَداً، قبل أن تصبح عظاماً ودُودّاً!؛؛

وكّنْ صادقاً صدوقاً، أميناً، مؤتمناً، تفوح منك رائح الانسانية، والرحمة، والحب، والسلام، ومِّسَكْ الأخلاق لكل العالمين، والناس أجمعين؛ وَكُّنْ كالغيث حيثُما حلل نّفَعْ، وكن بدراً، وقمراُ نّيِراً، منيراً؛؛ وقتها كُل من يراك سيدعو لمن رَباَكْ؛ وعليك أن تفعل ما تقول،

ولا تكن ممن يّقُول، ولكنهُ لا يفعل؛ فهذا رضي أن ينام في أحضان الشيطان، فكن إنسان، ولا تكن شيطان؛ كّمن صلي وصام وقام، ولكنهُ فرق بين الأزواج، وغلب شّرهُ خيرهُ، وأذي الأحباب والجيران، وغش في الميزان، فّكَان كالشيطان!.