جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

الداعي بهنسي سيف: يكتب: هل الحج فرقةٌ أم الحج عرفة

الداعي بهنسي سيف

 

يجتمع المسلمون يوم عرفة، من كل حدب وصوب، ليقفوا في عرفات؛ في مشهد لا مثيل له على سطح الأرض، ملبيين نداء إبراهيم عليه السلام الذي أمره الله به أن: ﴿..أَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ [الحج: 27]؛ ليقفوا هناك لا فوارق بينهم،

متناسين تفاضلهم في شتى مناحي الحياة، تاركين التفاخر بالعصبيات وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منكراً ذاك الخُلُق المنبوذ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ؛ إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ» ومع هذا التحذير الشديد إلا أنَّ قوماً كالذئاب؛ يتواجدون بين ظهرانينا، يستصحبون خلافات من حقب قد ذهبت أدراج النسيان، استجلابها يضرُّ بالأمة حاضراً ومستقبلاً، استحضروا عفريتناً لا يستطيعون صرفه؛ من فتن طهرَّ الله منها أيدينا، ليس مطلوباً أن ندنس بها ألسنتنا،

هذه الفتن تؤدي إلى مزيد فرقة وشقاق، تتزلزل وتتبركن من جرائها مجتمعات هادئة مطمئنة؛ تُسْتَتْبَعُ لا محالة؛ بتسونامي من الفوضى المقيتة عند الله وعند الناس وما التفجيرات الإرهابية التي تحدث من جراء هذه الفوضويات النكراء عنا ببعيد. إن الوقوف بعرفات؛ يفرض علينا وَحْدة لا فرقة فيها، تجتمع فيها القلوب قبل الأبدان، مع حضور إيماني ملائكي طاهر البدن رقيق القلب منشرح الصدر،

فهو نهارُ وليلةُ قدرٍ، وقد أحسن حكيمٌ بوصفه مشهد عرفات حين قال: فَرَأَيْتُ مُعْجِزَةَ الإِلهِ بِخَلْقِهِ وَقَفُوا سَوِيّاً يَطْلُبُونَ رِضَاهُ بِمَلاَبِسِ الإحْرَامِ جَاؤُوا كُلُّهُمْ وَدُعَاؤُهُمْ.. لَبَّيْكَ يَا أَللهُ فَفَقِيرُهُمْ، وَغَنِيُّهُمْ، وَذَلِيلُهُمْ وَعَزِيزُهُم، لاَ يَسْألونَ سِوَاهُ وَقَدْ اسْتَوى بِأمِيرِهِمْ مَحْكُومُهُمْ فَجَمِيعُهُمْ لاَ يَرْتَجِي إِلاَّ هُو رَفَعُوا الأَكُفَّ إِلَى السَّمَاءِ كَأَنَّمَا يَوُمُ الحِسَابِ أَتَى وَكَانَ لِقَاهُ وَرُؤُوسُهُمْ نَحْوَ العُلاَ مَشْدُودَة وَعُيونُهُمْ تَرْنُو إِلَى عَلْيَاهُ أَجْسَامُهُمْ مُخْضَلَّةٌ بِدُمُوعِهِمْ وَالْكُلُّ يَبْكِي يَبْتَغِي رُحْمَاهُ فمن رحمة الله أن فرقةُ الأمة يجمعها الوقوف في عرفات، رمز وَحْدَتِها وشموخها، لو كان قومي ينتبهون. توحدوا يرحمْكم الله..