جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

العدالة الغائبة المُغيبة وإن سألوك عن العدل: فقل مات عُمر!!

الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي والاسلامي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين والهيئة الفلسطينية للاجئين سابقاً عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وعضو اتحاد الصحافة الدولية، والالكترونية عضو مؤسس في اتحاد الكتاب، والأدباء والمثقفين، والمُدونين، والمدربين العرب أستاذ ومحاضر جامعي غير متفرغ؛ والمفوض الوطني والسياسي dr.jamalnahel@gmail.com

“متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”؟؛ نّحيا في عصرٍ غابت فيه شمس الحق، وصار الفجر غروب، وأظلم نور العدل،

والفضل بين الناس؛ حيثُ عاثت الغرابيب السود في الأرض فساداً، وافساداً!؛ والأّدْهَى، والّأَمرْ،

والمصيبة الكبيرة أن يكون الظلم الواقع علي عامة الشعب بسبب بعض قادة أدعياء الّدِيِنْ، والاصلاح؛! ويسمون أنفسهم أولياء الله الصالحين، وإخوان مسلمين!؛ فّيصلون،

ويصومون، ويحجوُن علي أجمل ما يكون؛

ولكننا حينما نري أفعال بعض قَادتُهم تجد العجب العُجاب، وكأننا أصبحنا في زمانٍ يتعلم فيه الشيطان فنون الشيطنة، والظلم،

والأبالسة من بعض شياطين الإنس!.. تعيش الأمُة العربية، والإسلامية اليوم فترة مُظلمة فيها ظُّلم أسُودِ كالصريم، وفيها بحوراً من الْجّوُر، والدموية، والسوداوية، والمحسوبية، والواسطة، والرشاوي،

والعربدة، والبلطجة، وغياب العدل، والعدالة، والنزاهة،

والشفافية، وكثيرًا ما يتقوى الظالم، ويستأسد مُتستراً تحت ثوب المقاومة، والجهاد،

أو من خلال مكانهِ، وموقعه، وسلطانهِ في العمل، وعبر امارتهِ الظلامية!؛ فنُشّاهد ما تشيب منهُ الوُلدان في أيامٍ نحسات،

تمُر علي الشعوب، فيها ظلماً، وقهراً، وفقراً، وقمعاً كثيراً، وكبيرًاً!؛؛ كّمَنْ يقُّتل القّتِيل ويمشي في جنازتهِ باكياً مولولاً يذرفُ دموع التماسيح، ويّتخذ التقّيةْ لهُ سبيلاً، فّيُظهر عكس ما يبُطنْ، وهو منافق معلوم النفاقْ،

أفاكٍ رجيم، يسير بين الناس بكلامٍ مّعسول، وكأنهُ حمل وديع، وإن كانت لهُ لِحّيَة وصلي، وصام وقام وزعم أنهُ مسلم!؛؛ وهو شيطان رجيم، ومُرتشيِ لعين

، وقد امتلأت عروشهِم، وكروشهم بالمال، والطعام الحرام، وعلت عروشهم وارتفعت علي أنقاض شعبٍ مّسحُوقٍ غلبان!؛ وفي النهاية تسمع منهم أجمل الخطب الرنانة، ويخُرجون فتوي جاهزة لتحليل كل ما يروق لهُم ولو كان مُحرماً!؛

حسب أهوائهم، ومصالحهُم، يُّكّفِرُوُن كل من لا يتبعهم؛ ويعتقدُون أن الله عز، وجل لمن يهدي سِّوُاهُمْ، فينظرون نظرة ازدراء لكل من لم يكن من جماعتهمِ!؛

فأّسُموا الرشوة بغير اسمها!؛ فإذا أردت انجاز أي مُعاملة فعليكْ أن تُنجِزْ تنسيقاً بالونّجِّزْ؛؛ وإن ذهبت للقضاء وأنت مظلوم،

وكان الظالم مسؤول أو أبن مسؤول، أو صاحب مسؤول فغالباً يضيعُ حَّقكُ؛ وتُسجن ظُلماً كما سُجن سيدنا يوسف، ولّبِثْ مظلوماً في السجِن بضع سنين؛ بينما الظالم خارج السجن!؛؛

نحن في زمان لم يعد فيهِ شيئاً نزيهاً، أو شفافاً عَلي الِّاطِلاقْ، فلقد دخل العفن في كل مكان فافسد علي الناس الطعام،

والشراب؛؛!!! فويلٌ ثم ويلٌ لمن هّفْ، وشّفْ، وغّفْ، وسرق، وظلم، واعتدي مُتخذاً من الدين سِّتاراً لظلمهِ؛؛ “ألا يعلم هذا الظالم المُجرم “مُّدعي التدّيُنْ” بأن الله يري”!؛

فويلٌ لهم مما كسبت أيديهم من ظُلمٍ، وسحقاً لهم بما كانوا يظلمون؛ فإن الله عز وجل يُمِهل ولا يهُّمِلْ، “إن أحسنتم أحسنتمُ لأنفُسكم؛ وإن أسأتم فلها،

فإذا جاء وعدُ الأخرة ليسوؤوا وجوهكمُ”، وفي يوم القيامة ينادي مُناديٍ أيها المظلوم تّكَلم، وأيها الظالمُ لا تتكلم!!؛؛ فأين نحن من أخلاق الصحابة الكرام؟!؛ بل أين نحنُ من طهارة أقدامهم؟؟؛

فلم نصل لطهارةِ أرجلُهم في النقاء، والصدق، والعدل، والوفاء، والصفاء؛؛

وأضرب لكم مثالاً واحداً فقط في العدل: فعن عطاء بن أبي رباح قال: حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز: أنها دخلت عليه فإذا هو في مصلاه، سائلة دموعه، فقالت: يا أمير المؤمنين، أٍلشيء حدث؟

قال: يا فاطمة إني تقلدت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلّم فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود،

والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، وذي العيال في اقطار الأرض، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم،

فخشيت أن لا تثبت لي حجة عن خصومته، فرحمت نفسي فبكيت،، وكان رحمهُ الله وَرِعًا تقيًا، جاءوه مرّة بالزكاة فقال أنفقوها على الفقراء والمساكين فقالوا ما عاد في أمة الإسلام فقراء ولا مساكين، قال فجهزوا بها الجيوش، قالوا جيش الإسلام يجوب الدنيا، قال فزوجوا بها الشباب, فقالوا من كان يريد الزواج زوج، وبقي مال فقال اقضوا الديون على المدينين، قضوه وبقي المال,

فقال انظروا في أهل الكتاب(المسيحيين واليهود) من كان عليه دين فسددوا عنه ففعلوا وبقي المال، فقال أعطوا أهل العلم فأعطوهم وبقي مال، فقال اشتروا به حباً وانثروه على رؤوس الجبال, لتأكل الطير من خير المسلمين؛ حتي لا يقُال جاع طيرٌ في عهد أمير المؤمنين؛؛؛

والله لو وضعنا إيماننا اليوم في كفة وإيمانهم في كفة لكنا أسوأ من السوء نفسهُ!؛؛ فيا من تدعون أنكم إخوانًا مُّسِلمين؛ أقيموا الدين بدل الحقد في قلوبكم؛ يقُّمْ الدين علي أرضكم، ولن يكون نّصرُ،

طالما بقي الظلم سيد الموقف، وكنتم أُمراء الظلم بالأفعال، وأُمراء الدين بالأقوال فقط!!؛؛ وكان الشعب جائع، والقيادات أصابتها التُخمة من كثرة الشبع!!؛؛ صححوا البوصلة وأصلحوا فساد قلوبكم،

من قبل أن تسكن أجسادكم القبور دُهور، فتكون للظالمين حُفر من النار إلي يوم البعث، والحساب، يوم لا ينفعُ الظالمين مّعذرتُهم.. ا