جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

علم النفس لمحة فلسفية…بقلم /هيام محى الدين

بقلم هيام محى الدين

يبزغ اليوم شكل جديد للتطور المجتمعي يعتمد في نمط سيطرته ونفوذه علي الثورة العلمية التقنية, وعلي المعرفة العلمية, وعلي كفاءة استخدام المعلومات في جميع مجالات الحياة, يتعاظم فيه دور صناعة المعلومات بوصفها الركيزة الأساسية في نمو الاقتصاد الوطني وتتعزز من خلاله الأنشطة المعرفية لتحتل أكثر الأماكن أهمية وتأثيرا في منظومة الإنتاج الاجتماعي.إن انتشار تكنولوجيا المعلومات, وانصهارها في الكيان المجتمعي, سيجعل من المعرفة أهم أسس السلطة وأبرز عوامل الترابط الاجتماعي، إن إشاعة المعرفة وإتاحة المعلومة تزيدان من فاعلية المجتمع وحيويته, ومناعته ضد أساليب القهر والاستبداد ولكي تتحقق تكنولوجيا المعلومات هذا الدور الاجتماعي الحيوي, علينا أن نحسن استغلال مواردها وتوظيفها، فالذكاء الجمعي للمجتمع لا يتوقف فقط علي توافر المعلومات بل علي مداومة تحديثها وتنظيمها واستثمارها في شتي مجالات الحياة، وفوق ذلك كله, يتوقف علي إشاعة قيم المجتمع المعلومات وأخلاقياته

لا شك في أن عالما جديدا يتشكل مع ظاهرة العولمة, يتغير معه مسار العالم سواء على صعيد الوقائع أو علي صعيد الأفكار, من ثورة المعلومات إلي العولمة, من الإعلام المتعدد الي العقول الإلكترونية.. وكلها أحداث يتغير معها المشهد الكوني علي نحو تتغير معه أنماط التفكير وعلاقات القوة, بقدر ما يتغير نمط العيش وعمليات التواصل.إن الثورة العلمية التقنية تفتح أمام البشرية إمكانات هائلة, وتمارس تأثيرها في جميع ميادين نشاط الإنسان المعاصر, وتنعكس في العمليات الاجتماعية والثقافية والروحية للعالم المعاصر.المعرفة قوة والقوة أيضا معرفة, تفرزها هذه القوة لخدمة أغراضها وتبرير ممارساتها وتمرير قراراتها فقد حلت سلطة العلم وتطبيقاته التقنية المذهلة محل مختلف السلطات المعرفية الأخرى التي واجهت البشرية طوال تاريخها.

تكفي الإشارة إلي سلطة الإعلام الفضائى الراهن الذى يستند إلى تكنولوجيا المعلومات, مشكلا بذلك , الأفكار والرؤى والتوجهات والسلوكات , وصانعا للقناعات , ومقولبا للبشر . أما الإعلام العربي فقد أضحى مكبلا بقيود ارتباطه الوثيق بالسلطة , وتائها بين التبعية الفنية والتنافس السلبي علي سوق إعلامية إعلانية محدودة .

هنا تأتى الحاجة إلى ضرورة إعادة علم النفس النظر فى نظرياته وممارساته, كى يتم استيعاب منطقة الداخلى والفلسفة التى بنى عليها يتمثل دور علم النفس فى توجيه الإعلام الفضائى, لمصلحة تمكين الناس والارتقاء بنوعية حياتهم من خلال التنمية المجتمعية ذلك ان هناك حالة من الحصار المزدوج للإنسان العربى بدأت تتشكل ,

وهى مصادر الطاقات البشرية وقمقمتها لحساب السلطة من ناحية وهدر الوعى فى أكثر حالاته حيوية وعطاء من خلال ترويج قيم الإثارة ومتع اللحظة الراهنة فى الإعلام الفضائى ,من ناحية ثانية وتقع على علم النفس مهمة كشف آليات إدارة الإدراك وصناعة الموافقة وتستطيع الوعى هذه وصولا إلى تأسيس الوعى الجماعى والذكاء الجماعى الذى يجعل الإنسان العربى يسترد من خلال الإعلام الفضائى وإمكاناته الهائلة زمام سيطرته على كيانه وصناعة مصيره يمكن تلخيص مكانة المعرفة راهنا ومستقبلا : المعرفة هى القوة والقوة هى المعرفة والمعرفة هى السلطة.