جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

سُّقوا كؤوس الْمَوْتِ ينطبق علينا المثل الشعبي العامي

بقلم الأديب الكاتب الصحفي والمفكر العربي والإسلامي الأستاذ الدكتور/جمال عبد الناصر محمد عبدالله أبو نحل عضو مؤسس في اتحاد الكتاب والأدباء العرب

مدير مكتب فلسطين

سُّقوا كؤوس الْمَوْتِ ينطبق علينا المثل الشعبي العامي القائل: “أَجَتْ الَحَزِينَة تِّفرَح، فلم تجد لها مَطرَحْ”؛؛ كالّطِريح تعيش غزة مطحونة مطروحة بين نيران، وبطش، وقصف الاحتلال ليلاً ونهاراَ، وبين نكبة الانقسام الفلسطيني

، وقد تُقرع طبول الحرب في أي وقت؛ إن غزة عصرها الحصار، والانقلاب مزقها، وأفزعها، وأفجعها، وأوجعها؛؛؛ يكادُ يِجُف حبر قلمِي،

وتتوهج الدموع في العيون؛ وينّشطرُ القلب ألمًا وُحرقةً، ولوعةً، وحسرةً على ما آلت إليه أحوال سكان غزة، فكلما ّسِرتُ في مدينة غزة وَجدْتُ أطفالاً في عمر الزهور اليانعة المتفتحة، يتسكعون،

أو يتّسولون علي مفترقات الشوارع، وعلي قارعة الطرقات!؛ وقد احترقت أحلامهُم، وسُلبت طفولتهم، كما أُحِرقت براءة طفولة عائلة الدوابشة، الذين أحرقُهم وهم نيام أمنين قبل فترة عصابة من المجرمين الغاصبين المستوطنين الصهاينة!؛ وتري في غزة اليوم بعضاً من كبار السن، وقد اشتعل رأسهُم شيبًا وهم يتسولون، وتري بعض الأُسر لا يجدون كسّرة الخُبز؛ , وأما شباب غزة فحدث وحرج، عن شباب حائر ضائع بلا مستقبل، وبحرٌ لُجي من الخريجين الجامعين، وجيش من العمال بلا عمل!؛ وبطالة متفشية منتشرة،

انتشار النار في الهشيم، وأكثر من عشرين الفاً من شباب غزة هاجروا في قوارب الموت إلي تركيا، أو أوروبا، ولكل بقاع الأرض!؛ وفي غزة تّجدْ من يحمل الشهادات العليا الدكتوراه، والماجستير بغير عمل!؛ وتري أغني الأغنياء ممن أكلوا قوت الفقراء من الذئاب والقطط السمان!؛”

واليوم في غزة قوافل من الأخوات العوانس، والمطلقات، وقد زاد عددهن بشكلً مضطرد بعد مضي اثنتي عشر عامًا علي الحكم الجبري. والحصار لا يزال مفروضاً علي القطاع!؛ وأحُوال السكان يندي لها الجبين، ويرثي لها، ويدمي لها القلب، من فقرٌ مدقع!؛ وحتي التُجار أصابهم الحصار، بمقتلٍ أدي بهم إلي الانكسار!؛ ومنهم من أودع في السجون بسبب الشيكات المرجعة بغير رصيد؛ وتري في غزة بعض المساجد تبني بتكلفة تزيد تكلفة المسجد الواحد عن 4 مليون دولار!؛ ولسنا بالطبع ضد اعمار المساجد بيوت الله عز وجل في الأرض، بل مع إقامة بيوت الله في الأرض

؛ ولكننا ضد البهرجة، وبسط اليد كل البسط، لأن لقمة في فمِ جائع خيرُ من الإسراف في زخرفة البناء للجامع، وخيرُ ممن كسي الكعبة بالحرير، وألبسها البراقع؛ وخيرٌ ممن ادعي التدين، وأنهُ راكع، وساجد؛ ولكن الضيم، والظلمُ علي يديهِ واقع؛؛؛ ولننظر لحديث النبي في صحيح البخاري، ومسلم:

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- « بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِىٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِى إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ فَغُفِرَ لَهَا بِه، والعكس صحيح في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(دخلت امرأة النار في هرة)، انظر!؛ بغي مني بني إسرائيل تدخل الجنة في كلب، وامرأة مُسلمة تدخل النار في قطة لماذا؟ لأنها حبست القطة- فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض)، حتي ماتت الهرة!؛ فالأمر في غاية الخطورة!؛ وتري في غزة يصعد بعض الخطباء المنابر فيقولون في عمر الفاروق قولة الحق :” حكمت فعدلت، فأمنت، فنِمت يا عُمر ولكن أفعالهم غير أقوالهم؛ فالكل منا مسؤول عن استمرار تلك الكوارث في غزة، والمستفيد الأول منه هو الاحتلال هو السبب الرئيس في مصائبنا فهل عدنا لوحدتنا الوطنية، وأنهينا الانقلاب،

واتقينا الله في شعبنا المكلوم، لأن الله لا يغيرُ ما بقومٍ حتي يُغيرُوا ما بأنفسهم.