جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

تصافحوا، تصالحوا، تَّسَامحَوُا، تّراحموُا، تّحَابُوا، تُرْحّموْا يُعد الاختلاف بين الناس سُنة الله في أرضه

الأديب الكاتب الصحفي الباحث المفكر، والمحلل السياسي الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل عضو اتحاد الكتاب والأدباء العرب، وعضو اتحاد الصحفيين dr.jamalnahel@gmail.com

 مدير مكتب قلسطين

تصافحوا، تصالحوا، تَّسَامحَوُا، تّراحموُا، تّحَابُوا، تُرْحّموْا يُعد الاختلاف بين الناس سُنة الله في أرضه، ولكن المهُم أن لا يتحول الاختلاف إلي خلاف دائم، ينتُج عنهُ الاقتتال، والقتل، والتشاحن، وطّحْن بعضنا بعضاً!؛ يقول تعالي: ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ولذلك خَلَقَهُمْ)؛ ولقد حصل الخلاف بين أفضل قوم، وأعظم، وأفضل رجال عرفهم التاريخ البشري، بين بعض الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين؛ وهم خير القرون، وأعظم الناس، وأصفاهم، وأنقاهم أفئدة؛ وكيف لا يكونوا كذلك! وهُمُ الذين اختارهم اللهُ عز وجل ليكونوا أصحابًا للنبي الخاتم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم؛ حيث تروي كتب السيرة، والتاريخ أن الفتنة وقعت بين الصحابة الكرام، وذلك في زمن الخليفة ذي النورين الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه، واقتتل الصحابة الكرام في معركة الجمل، وبعدها كانت معركة صفين؛ فأما موقعة الجمل بإيجاز فهي معركة، وقعت في البصرة عام 36 هـ، بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، بالإضافة إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والتي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، وسميت المعركة بالجمل نسبة إلى ذلك الجمل، وقد استشهد الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم في تلك الفتنة العظيمة؛ التي كانت من أعظم، وأشد الفتن على الإطلاق في تاريخ الدولة الإسلامية!؛؛ لذلك فإن الاختلاف في الرأي ظاهرة طبيعية، وصحية؛ ولكن على أن يكون هذا الاختلاف من أجل المصلحة الوطنية العامة، ومن أجل بناء الوطن، والإنسان، ومن أجل عمارة الأرض، واصلاحها، ونشر الخير، والفضيلة بين الناس، وللبناء، والتعمير، وليس من أجل التخريب والتدمير،،، فلقد أوجد الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد الخلاف، والشقاق، وصنع النكبات والويلات، وتسبب لانتحار بعض الشباب في غزة بدل الانتصار!؛ وأوجد الهجرة لألاف الشباب من فلسطين لبلاد الغرب، مما تسبب الموت والغرق في قوارب الهجرة لمئات الشباب!؛ وضرب الانقسام النسيج الاجتماعي الفلسطيني بِّمَقتل فمزقهُ إرباً!؛ ففرق الانقسام بين المرء، وزوجه، وبين الأخ، وأخيهِ وبين الأب وبنيه، وحتي بين فّصِيلتهِ التي تّؤُويه، وخلق الانقسام الانكسار والاحباط، والفقر، والأمراض، وتسبب بمآسي أكثر من الاحتلال نفسهُ!؛ فأصبحت تري جيش من المتسولين، والمتسولات، ومن الطفار، وحتي من كبار السن؛ الكثير!؛ وقد أوجد الانقسام الضجر بين الشعب مما تسبب بوجود بعض الحالات المريضة نفسيًا، والمُنهارة، والعصبية للشباب، حتي تسير في الشارع فتجد في بعض الأحيان من يمشي في الطريق ويكُلم نفسهُ !؛ وخلق الانقسام الأسود بين إخوة الدم والدين، والسلاح، طائفة باغية من تُجار الوطنية، وتجار الدم فُجارًا!؛ ، كما أوجد الانقسام مساكين، وفقراء لا يجدون كيس طحين؛ ومنهم لا يجد بيت يأويه، فنام في قارعة الطريق؛ وأصبحنا نسمع يوميًا عن موت الشباب بالجلطات الدماغية والسكتة القلبية، فلقد سبب الانقسام والحصار، المتواصل منذ 12 عامًا، الفقر المُدقع، وأدامّ الوبار والدمار على الشعب الذي اكتوي ولا يزال يكتوي بنار الانقسام، حتي اقتربنا من الانفصال التام لا سمح الله!!؛ ومن يدفع ضريبة الانقسام هو الشعب الفلسطيني المكلوم ثمنًا باهضًا من دمهِ، وحياته لذلك الوضع المُريب الغريب العجيب الخارج عن تقاليد، وأعراف شعبنا الفلسطيني البطل؛ وديننا الاسلامي الحنيف، إن مآسي الانقسام البغيض تعادل قسوة الاحتلال المجرم، وتفوق الوصف؛ ولهذا فإنهُ يتوجب علي الجميع الكل الفلسطيني والعربي وخاصة أصحاب القرار، الوقوف وقفة جادة، ومخلصة، وأمينة، وصادقة عند مسؤولياتهم الوطنية، لإنهاء الانقسام؛ ويجب مساندتهم من كُل المفكرين، والكتاب، والعلماء، والأدباء والشعراء، وأساتذة الجامعات وكُل مؤسسات المجتمع المدني الخ..؛ من الشرفاء، والمخلصين من أبناء الشعب الفلسطيني، وأبناء الأميتين العربية، والإسلامية بكافة شرائحهم، ويجب علي القادة، الترفع علي الجراح والتعالي عليها، والتسامح والتصافح والتحاب وانهاء الانقسام، علي كُل واحدٍ منُهم أن يقف عند مسئولياته الأخلاقية، والدينية والإنسانية والوطنية والأدبية، وليس عيبًا أن يتنازل الأخُ لأخيه من أجل المصلحة الوطنية العليا، علي قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وعلينا أن نكف عن عبارات الردح، والتطبيل، والتخوين لبعضنا والشتم، عبر الفضائيات ووسائل الاعلام؛ وعلينا أن ندفع بالتي هي أحسن، وأن نكون جميعًا مثل الذين قال الله عز وجل فيهم: ” وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ” ، وأن نتسامح ونتراحم ونتصالح ونتصافح، وأن نعلو فوق الجراح ويكفينا نكبات الاحتلال، وعلي أصحاب الأجندات الخاصة، والمكتسبين ماليًا من بقاء الانقسام أن يكفوا عن ذلك ويتقوا الله في شعب يذبح ليل نهار بسكين الانقسام البغيض الحافي؛ فويلٌ لهم مما كسبت أيديهم وويلٌ لهم مما يفعلون؛ فلن يرحم التاريخ ولا الشعب كل من يعمل على استدامة وبقاء الانقسام كائنًا من كان، ولا يحسبون أن الشعب جاهلاً وغافلاً عما يفعل أولئك الظالمون، بل إن الشعب يغلي، كالبركان قبل الانفجار، ومُّدِرك تمامًا لكل ما يدور من حوله؛ وإن النار من مُستصغر الشرر، فلقد ضاقت علي الشعب، وخاصة في غزة الدُنيا بما رحُبت؛ فلا ملجًا، ولا منجى لنا من الله إلا لله، ومن ثم بالوحدة الوطنية، وإنهاء هذا الانقسام ينجو الجميع؛ ففتح، لن تسطيع شطب حماس، والأخيرة لن تسطيع شطب فتح؛ والجميع تحت سياط الاحتلال المجرم، فكُلنا في الهواء سواء، ونحن نركب في سفينةٍ واحدة هي فلسطين، تجري في بنا جميعاً في بحر لجُيٍ مُتلاطم هادر الأمواج، وهي تبُخر بنا عباب البحر، ويضربها موج الاحتلال واتباعهُ من كُل مكان؛ وحدبٍ، وصوب، ويحيط بها الموت من كل مكان، توشك على الغرق بالجميع دون استثناء أحد، أو تنجو بالجميع، وأملنا كبير بكل الشرفاء من أبناء شعبنا، ومن الفصيلين الكبيرين أن يُحَكِموا المصالحة، والمصلحة الوطنية العليا، لأننا نحن الأن على مفترق طرق وكأننا صرنا محمولين على ما تبقي من السفينة، من ذاتِ ألواحِ ودُسُرّ، فيجب العمل على سد الخُرق الذي أصاب السفينة الفلسطينية، لنعود لحمة واحدة متحدين نقاتل صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص عدوًا مُجرمًا حرق الأخضر واليابس، وعلينا أن نخجل أمام دماء الشهداء وأهات الثكالى، وأنات الأسري الأبطال في سجون الاحتلال، وأمام المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض للتهويد والتقسيم ومحاولات هدمه ليلاً ونهاراً؛ وليسقطُ الانقسام البغيض