جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

ثقافة و فن مقالات

واقعية الأبداع عند الشاعر رجب الشيخ

بقلم / عدي العبادي
يعد الإبداع جانب مهم وحيوي في المنتج الشعري وهو الارتقاء بالضربة واختلافه عن الصورة الشعرية بقوته حيث ان هناك صور شعرية عادية لكن تظل صور لما تحملها من صفات وهناك ابداع .
و هو ما يتجوز به الكاتب نقسه و الإبداع الفاصل بين الشاعر العادي و الشاعر الكبير فنزار القباني و بدر شاكر السياب كلامهما من جيل الخمسينيات و كتبا ألعمودي و الحر لكن بدر شاعر كبير و تعلق قصائده في الذاكرة العربية .
و يعد من الرواد وصاحب الفضل في التجديد بعد ان كسر الشعر العمودي الذي كان مهيمن الى الذائقة لعقود طويلة اما نزار القباني فهو شاعر فقط و مع ان له قصائد جميلة وصلت الى طبقة الشباب و لست هنا في صدد المقارنة لكن أحببت ان اوضح الفرق بين تجربتين من نفس الجيل فكلك شاعر اسلوبه المميز جمهوره ومن اجل فهم الابداع في نصوص الشاعر رجب الشيخ الذي يقول في احد نصوصه:
دعيني
أرسمك
بشغف مختلف …
علني أمسك بأول خيط
ضوء …
وأول نظرة أعجاب أسجلها
ضمن دفاتر أشعاري. ..
وأول قصيدة
عشق أزلي ترافقني
رحلة أصابعي اللعوب…
تمر على جسد لازال طريا
نديا …شهيا..
لم تطأه نسمة ريح ساخنة
مجموعة أطروحات تتسم بروعة الانبثاق و قد برع الشاعر باختزال شعري فكان اشتغاله بالتأويل تاركا للمتلقي عملية الاشتباك مع النص و فك شفرة لمعرفة ما يريد الشاعر قوله فالمتلقي المرسل له المعني بالخطاب و لهذا يسعى الى بناء علاقة بين نصه و الذائقة ونلاحظ انه جعل الخطاب مفتوح حيث كانت صور عدة و تشبيه حداثوي بقوله علني أمسك بأول خيط و مع انه لم يحدد هوية أي الخاطب لفتح باب الفضول لدينا
أن الموتَ ظلُ الحياة
حينما شعرَ
أن الحياةَ أغنيةٌ
الا الانتظار
في طوابيرِ القداسة ِ
الصور ترسم ُ
أصوات ٍخفيضة
غرناطة تفتش عن آثار
تنام مع السلفادور دالي
عند معترك (الخطوط الوهمية)
بسريالة الوجود ….
بوح عن مكنونة خاصة و إيضاح إرهاصات عاشها الشاعر رجب الشيخ و ترجمها شعرا على أوراقه و شاركناه المنجز بسبب وجود جوانب جمالية في سياقات كتاباته حيث يضع حوار مفتوح ذو جوانب ابداعية على سياق نص مع مفردات متنوعة ان هذه الاستعارات هي من سمات الشعر فالشعر يصيبك بالدهشة عند سماعه أو الاطلاع عليه و معرفة إمكانية سحره و له فرسان جسدوا الإبداع في إعمالهم التي ظلت على طول الزمن شاهدة لم يكتف الشاعر بكل الوصف الذي طرحه و ما يعتقد به اتجاه عالمه رؤيته للواقع بل اسرد واقعية تنتمي لما يريده مطل علينا بوعيه الفكري.