جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

تقارير دين ودنيا مقالات

تقرير ……………….. تاريخ إنتهاكات حقوق الانسان فى بورما

 

تقرير / كريم الرفاعي

أول ظهور للإضطهاد أسباب دينية وقعت في عهد الملك باينوانغ 1550-1589م. فبعد أن استولى على باغو في 1559م حظر ممارسة الذبح الحلال للمسلمين، و سبب ذلك هو التعصب الديني، و اجبر بعض الرعايا للاستماع إلى الخطب و المواعض البوذية مما يجبرهم لتغيير دينهم بالقوة. و منع أيضا عيد الأضحى و ذبح الأضاحي من الماشية. و قد منع أيضا الملك ألاينجبايا الأكل الحلال في القرن الثامن عشر.

و في عهد الملك بوداوبايا (1782-1819) قبض على أربعة أشهر أئمة ميانمار المسلمين في مييدو و قتلهم في العاصمة أفا بعد رفضهم أكل لحم الخنزير. و وفقا لأقوال مسلمي مييدو و بورما فقد مرت على البلاد سبعة أيام مظلمة بعد إعدام الأئمة مما أجبر الملك على الإعتذار و اصدر مرسوما باعتبارهم أولياء صالحين.

أعمال شغب عنصرية و دينية

في ظل الحكم البريطاني ساهمت الضغوط الاقتصادية و كراهية الأجانب إلى زيادة المشاعر المناهضة للهنود و من ثم المسلمين. ففي أعقاب أعمال شغب مناهضة للهنود سنة 1930، اندلعت توترات عنصرية بين العرقية البورمية و بين المهاجرين الهنود و السلطة البريطانية. و تحولت المشاعر البورمية ضد هؤلاء بأنهم أجانب و شملهم المسلمون من كافة الأعراق. و بعدها في سنة 1938 اندلعت اعمال شغب ضد المسلمين متأثرة بأقوال الصحف.

حملة بورما للبورميين

تلك الأحداث السابقة أدت إلى ظهور حملة بورما للبورميين فقط، فنظموا مسيرة إلى بازار للمسلمين. و فرقت الشرطة الهندية تلك المظاهرة العنيفة مما أصيب فيها ثلاثة رهبان. فاستغلت الصحف البورمية صور للشرطة الهندية تهاجم الرهبان البوذيين للتحريض على زيادة انتشار أعمال الشغب. فنهبت متاجر المسلمين و منازلهم و المساجد فدمرت و أحرقت بالكامل، كما تعرض المسلمين إلى إعتداء و قتل، و انتشر العنف في جميع أنحاء بورما، فتضرر حوالي 113 مسجدا.
جراء تلك الأحداث عين الحاكم البريطاني لجنة تحقيق في 22 سبتمبر 1938، فقررت اللجنة ان السبب الحقيقي وراء ذلك السخط هو تدهور الأوضاع السياسة الإجتماعية و الاقتصادية في بورما. فاستغلت الصحف هذا التقرير لبث الكراهية ضد البريطانيين و الهنود و المسلمين. فحتى لجنة سايمون التي أنشئت سنة 1927 للتحقق من الآثار المترتبة على تطبيق نظام الحكم الثنائي في الهند و بورما قد أوصت بتعيين مقاعد خاصة لمسلمي بورما في المجلس التشريعي، و أوصت أيضا بتشديد ضمان حقوق المواطنة الكاملة لجميع الأقليات: الحق في حرية العبادة و الحق في اتباع الأعراف الخاصة بهم و الحق في التملك و الحق في الحصول على حصة من الإيرادات العامة للإنفاق على مؤسساتهم خيرية و التعليم الخاص بهم. و أوصت كذلك بحكومة مستقلة منفصلة عن الهند أو في حالة من السيادة الذاتية.

إتحاد الشعب الحر لمناهضة الفاشية

تأسس الإتحاد الشعب الحر لمناهضة الفاشية (Anti-Fascist People’s Freedom League) بالمختصر: AFPFL للجنرال أونغ سان و معه يو نو. ثم ظهر مؤتمر مسلمي بورما و ذلك قبيل الحرب العالمية الثانية. و قد أضحى يو نو أول رئيس وزراء لبورما بعد استقلالها سنة 1948. و بعدها بفترة طلب من مؤتمر مسلمي بورما ان تسحب عضويتها من الإتحاد الشعب الحر، و ردا على ذلك قرر رئيس المؤتمر يو خين ماونغ لات الإنسحاب من المؤتمر و الإنضمام إلى الإتحاد. و في سنة 1955 طلب يو نو من مؤتمر مسلمي بورما أن يحل نفسه، ثم أزاله من عضوية إتحاد الشعب الحر في 30 سبتمبر 1956. و بعدها أعلن يو نو أن البوذية الدين الرسمي لبورما مما أثار غضب الاقليات الدينية.

انقلاب ني وين

ساءت أحوال المسلمون بعد انقلاب الجنرال ني وين، فقد طردوا من الجيش و تعرضت تلك الأقلية للتهميش و الإقصاء. و وصفت الأغلبية البوذية المسلمين بأنهم “قاتلي بقر” حيث هي ذبائحهم من الماشية في عيد الأضحى، و استخدموا ضدهم كلمة كالا وهي كلمة عنصرية مهينة تعني الأسود. و وزعت اتهامات بالإرهاب ضد المنظمات الإسلامية مثل اتحاد كل مسلمي بورما مما اجبر المسلمين بالإنضمام إلى جماعات المقاومة المسلحة للقتال لنيل الحرية.

اعمال شغب ضد المسلمين في ماندلاي (1997)

في يوم 16 مارس 1997 وفي الساعة 3:30 عصرا ظهرت أخبار عن محاولة اغتصاب ابطالها مسلمين، فتجمهر ماعددهم 1,000-1,500 من الرهبان البوذيون و غيرهم من الغوغاء في ماندلاي. و استهدفوا بالبداية مساجد المسلمين، ثم املاكهم من محلات و منازل و عربات النقل القريبة من المساجد. فقد أفادت التقارير بأنهم سلبوا و نهبوا و دمروا الممتلكات، و اعتدوا على جميع الأماكن الدينية و دمروها، فقد قتل جراء اعمال الشغب ثلاثة أشخاص و اعتقل 100 راهب.

اعمال شغب ضد المسلمين في ستوة وتوانغو (2001)

كان التوتر بين البوذيين و المسلمين في أشده بستوة، فمشاعر الإستياء بينهما لها جذور عميقة و سببه أن كلا الطرفين يشعر انه محاصر من الطرف الآخر. حتى اندلعت الشرارة الآولى في فبراير شباط 2001 عندما رفض سبعة من الرهبان الصغار أن يدفعوا لصاحبة كشك مسلمة ثمن كيك اكلوه عندها. و وفقا لأحد الشهود المسلمين أن المرأة انتقمت بأن ضربت أحد هؤلاء الرهبان الجدد. و أكد الشاهد بمجيئ بعض المسؤولين الرهبان للاحتجاج فأعقبه شجار. فضرب زوج البائعة أحد الرهبان على رأسه فنزف الدم منه. مما أشعل أعمال الشغب، فما حل المساء حتى بدأت الإضطرابات تنتشر بسرعة لعدة ساعات. حيث أضرم البوذيون النار في مساكن المسلمين و ممتلكاتهم و أشعلوها. فأحرق نتيجة لذلك أكثر من 30 منزلا و دار ضيافة تابعة للمسلمين. و قد وقف رجال الشرطة و الجنود موقف المتفرج و لم يفعلوا شيئا لإيقاف العنف منذ البداية. لاتوجد تقديرات موثوقة لعدد القتلى أو الإصابات، لكن حسب مصادر النشطاء المسلمين فقد توفي أكثر من 20 شخصا. وقع النزاع في الجزء الذي تسكنه الأغلبية المسلمة في المدينة، لذا فقد لحقت الأضرار معظم ممتلكات المسلمين.

في سنة 2001 وزع الرهبان في جميع الأنحاء كتيب “ميو بياوك همار سوي كياوك تاي” (الخوف من ضياع العرق) و غيرها من المنشورات المناهضة للإسلام. و سهلت جمعية اتحاد التضامن و التنمية توزيع الكتيبات، و هي منظمة مدنية انشئها المجلس العسكري الحاكم، مجلس الدولة للسلام و التنمية. كان سبب تفاقم تلك المشاعر العدائية و التي أحس بها المسلمين هو الإستفزاز بعد تدمير تماثيل بوذا في باميان بولاية باميان في أفغانستان. فافادت تقارير منظمة حقوق الإنسان أن التوتر بين الطائفتين البوذية والمسلمة في توانغو كان موجودا بأسابيع قبل أن يتصاعد و يندلع في منتصف مايو 2001. و طالب الرهبان البوذيين بتدمير مسجد هانثا في توانغو “انتقاما” لتدمير تماثيل بوذا في باميان. و في يوم 15 مايو 2001 اندلعت اعمال شغب ضد المسلمين في توانغوا، فخرب الغوغاء الذين يقودهم الرهبان البوذيين مقرات المسلمين من شركات و ممتلكات و قتلوا مسلمين. فكانت الحصيلة مقتل أكثر من 200 مسلم و تدمير 11 مسجدا و احراق أكثر من 400 منزل. و في نفس اليوم تعرض 20 مسلما كانوا يصلون في مسجد هان ثا للضرب من القوات الموالية للمجلس العسكري، فمات بعضهم. و في يوم 17 مايو 2001 وصل الفريق ون ميينت السكرتير الثالث للمجلس العسكري و وزير الشؤون الدينية ففرض حظر التجول في توانغو. فتم قطع جميع خطوط الاتصالات حيث هدمت جرافات المجلس العسكري مسجدي هان ثا و مسجد سكة قطار توانغو في اليوم التالي. أما باقي مساجد توانغو فقد ظلت مغلقة حتى مايو 2002، و اجبر المسلمون على الصلاة في مساكنهم. و بعد أعمال العنف بيومين تدخل الجيش فتوقف العنف مباشرة.

و كانت هناك تقارير افادت بأن السلطات المحلية نبهت كبار المسلمين قبل الهجمات و حذرتهم من عدم الرد لتجنب تصاعد العنف. و قد ظلت تفاصيل بدء الهجمات و الذين قاموا بها غير واضحة قبل نهاية السنة، فالذي جرى من عنف قد زاد من حدة التوتر بين الطائفتين البوذية والمسلمة.

اعمال شغب ضد المسلمين في أراكان (2012)

بدأ البوذيون إبادة جماعية أخرى في ولاية راخين في يونيو 2012، بعد أن صرح رئيس ميانمار ثين سين بأنه يجب طرد مسلمي الروهنجيا من البلاد و إرسالهم إلى مخيمات لللاجئين تديرها الأمم المتحدة. بدأ كل شيء في 3 يونيو 2012 عندما قتل الجيش البورمي و الغوغاء البورميون 11 مسلم بدون سبب بعدما أنزلوهم من الحافلات، فقامت احتجاجات عنيفة في اقليم أراكان ذو الأغلبية المسلمة، فوقع المتظاهرين ضحية استبداد الجيش و الغوغاء، حيث ذكرت أنباء بمقتل أكثر من 50 شخصا و احراق آلاف المنازل حيث اشتبكت عرقيتي روهنغيا المسلمة مع البوذيون الأركان بغربي بورما.

الاضطهاد و العقوبات الدينية والاقتصادية التي يتعرض لها المسلمون الآن

و تفرض الحكومة كذلك مجموعة من العقوبات الدينية و الاقتصادية على السكان المسلمين في إقليم أراكان و من أهما :-

الناحية الاقتصادية

  1. تصادر الحكومة الميانمارية أراضي المسلمين  وقوارب صيد السمك دون سبب واضح.
  2. فرض الضرائب الباهظة على كل شيء، و الغرامات المالية، و منع بيع المحاصيل إلا للعسكر أو من يُمثّلُهم بسعر زهيد بهدف إبقاء المسلمين فقراء، أو لإجبارهم على ترك الديار.
  3. منع المسلمين من شراء الآلات الزراعية الحديثة لتطوير مشاريعهم الزراعية.
  4. إلغاء العملات المتداوَلة بين وقت و آخر من دون تعويض، و دون إنذار مسبق.
  5. إحراق محاصيل المسلمين الزراعية و قتل مواشيهم.
  6. عدم السماح للمسلمين بالعمل ضمن القطاع الصناعي في أراكان.

الناحية الدينية

  1. لا تسمح الحكومة بطباعة الكتب الدينية وإصدار المطبوعات الإسلامية إلا بعد إجازتها من الجهات الحكومية و هذا أمر صعب جداً.
  2. عدم السماح للمسلمين بإطلاق لِحاهُم أو لبس الزيّ الإسلامي في أماكن عملهم.
  3. تصادر الحكومة ممتلكات الأوقاف و المقابر المخصصة لدفن المسلمين و تُوزّعها على غيرهم أو و تحوّلها إلى مراحيض عامة أو حظائر للخنازير و المواشي .
  4. يتعرّض كبار رجال الدين للامتهان و الضرب و يتم إرغامهم على العمل في معسكرات الاعتقال.
  5. يُمنع استخدام مكبرات الصوت لإطلاق أذان الصلاة، و قد مُنع الأذان للصلاة بعد رمضان 1403 هـ (1983م).
  6. تتدخل الحكومة بطريقة غير مشروعة في إدارة المساجد و المدارس بهدف فرض إرادتها عليها.
  7. يُمنع المسلمون من أداء فريضة الحج باستثناء قلة من الأفراد الذين تعرفهم الحكومة و ترضى عن سلوكهم.
  8. منع ذبح الأضاحي.
  9. هدم المساجد و تحويلها إلى مراقص و خمّارات و دُور سَكَن أو تحويلها إلى مستودعات و ثكنات عسكرية و متنزّهات عامة، و مصادرة الأراضي و العقارات الخاصة بالأوقاف الإسلامية و توزيعها على الماغ البوذيين. و قد قال نائب رئيس اتحاد الطلاب المسلمين في إقليم أراكان إبراهي محمد عتيق الرحمن في حديث لـ”وكالة الأنباء الإسلامية ـ إينا”: إنّ حكومة ميانمار قامت خلال عام 2001م بتدمير نحو 72 مسجداً و ذلك بموجب قانون أصدرته منعتْ بموجبه بناء المساجد الجديدة أو ترميم و إصلاح المساجد القديمة، كما أن هذا القانون ينص على هدم أي مسجد بُنِيَ خلال العشر سنوات الأخيرة.
  10. حملات التنصير و خاصة بعد إعصار نرجس الذي ضرب بورما عام 2008 حيث بلغ عدد ضحايا هذا الإعصار على الأقل 78 ألف قتيل و 56 ألف مفقود و ملايين المشردين.
  11. المحاولات المستميتة لطمس الثقافة الإسلامية و تذويب المسلمين في المجتمع البوذي البورمي قسراً، فلقد فرضوا الثقافة البوذية و الزواج من البوذيات وعدم لبس الحجاب للبنات المسلمات و التسمّي بأسماءٍ بوذية.
  12. طمس الهوية و الآثار الإسلامية: و ذلك بتدمير الآثار الإسلامية من مساجد و مدارس تاريخية، و ما بقي يُمنع منعاً باتاً من الترميم فضلاً عن إعادة البناء أو بناء أي شيء جديد لـه علاقة بالدين من مساجد و مدارس و مكتبات و دُور للأيتام و غيرها، و بعضها تهوي على رؤوس الناس بسبب مرور الزمن، و المدارس الإسلامية تُمنع من التطوير أو الاعتراف الحكومي و المصادقة لشهاداتها أو خرّيجيها.