جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

تقارير مقالات منوعات

الدروز ما بين الطائفية و الديانه

تقرير / كريم الرفاعي

الدروز أو الموحدون الدروز هم عرقية دينية تدين في مذهب التوحيد ذات التعاليم الباطنية؛ تعود جذور الدروز إلى غرب آسيا. يعتبر الدروز شعيب من قوم مدين المؤسس الروحي والنبي الرئيسي في مذهب التوحيد.

مذهب التوحيد أو الدرزية هي ديانة توحيدية وإبراهيمية تستند إلى تعاليم أفلاطون، وأرسطو، وسقراط، وأخناتون، وحمزة بن علي بن أحمد والحاكم بأمر الله. تعتبر رسائل الحكمة التي من مصادر العقيدة الدرزية، جنبًا إلى جنب مع نصوص تكميلية مثل رسائل الهند. تتضمن عقيدة الدروز عناصر غنوصية، وأفلاطونية محدثة، وفيثاغورية،وإسماعيلية، ويهودية، ومسيحية، وهندوسية، فضلاً عن فلسفات ومعتقدات أخرى، مما أدّى إلى خلق لاهوت عُرف في السرية والتفسير الباطني للكتب الدينية وتسليط الضوء على دور العقل والصدق. يؤمن الدروز في الظهور الإلهي، ويؤمنون في التناسخ أو التقمص. وهي عبارة عن رجوع الروح إلى الحياة بجسد آخر هي فكرة فلسفية ودينية وعلمية مرتبطة بالجسد والروح والذات حسب المعتقدات الدرزية.

لعبت الطائفة الدرزية دورًا هامًا في تشكيل تاريخ بلاد الشام، وتستمر في لعب دور سياسي كبير في هذه المنطقة. كأقلية عرقية ودينية تعرّض الدروز ٌإلى الإضطهادات في العديد من الأحيان. إذ لا يُعتبر الدروز جزءًا من الإسلام، وبالتالي العديد من الفتاوى كفّرت الدروز وأعتبرتهم مرتدين عن دين الإسلام.

 من أبرز حملات الإضطهاد التي تعرض لها الدروز كان من الظاهر لإعزاز دين الله خليفة الدولة الفاطمية حيث قام بحملة لإبادة المجتمعات المحلية الدرزية والذي شمل تطهير عرقي في كل من أنطاكية وحلبوشمال سوريا. جرت محاولات أخرى ممثالة من قبل المماليك والعثمانيين. وفي الآونة الأخيرة، تم استهداف الدروز من قبل تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بداعش فضلًا عن تنظيم القاعدة إلى حملات تطهير في سوريا والدول المجاورة للأشكال غير الإسلامية.

المذهب الدرزي هو واحد من الجماعات الدينية الكبرى في بلاد الشام، مع حوالي 1.5 مليون نسمة. يتواجد الدروز في المقام الأول في كل من سوريا، ولبنان، وفلسطين، إلى جانب مجتمعات محلية صغيرة من الدروز في الأردن وفي المهجر خاصة في فنزويلا والولايات المتحدة. تتواجد أقدم وأكبر المجتمعات الدروز في كل من جبل لبنان وجبل الدروز.

تختلف العادات الإجتماعية لدى الدروز وتختلف بشكل ملحوظ عن تلك بين المسلمين أو المسيحيين، كما ويُعرف الدروز كمجتمع متماسك، ولكن أيضًا كمجتمع مندمج بشكل كامل في أوطانهم.

التسمية

يُشير الدروز إلى أنفسهم بإسم الموحدون نسبةً إلى عقيدتهم الأساسية في “توحيد الله” أو بتسميتهم الشائعة “بنو معروف” ويعتقد الباحثون أن هذا الإسم هو لقبيلة عربية اعتنقت الدرزية في بداياتها أو ربما هو لقب بمعنى أهل المعرفة والخير، أما إسم “دروز” فأطلق عليهم نسبة إلى نشتكين الدرزي الذي يعتبرونه محرفًا للحقائق ويكره الدروز هذا الإسم ويرفضونه بل يشيرون إلى أن هذا الإسم غير موجود في كتبهم المقدسة ولم يرد تاريخياً في المراجع التي تكلمت عنهم.

مذهب إسلامي أم ديانة مستقلة

لقد كانت علاقة العقيدة الدرزية بالإسلام موضع بحث وتشكيك دائمين من قبل الباحثين والنقاد. تاريخياً إنشقّت الدرزية عن الفرقة الإسماعيلية بالأخص، أثناء الخلافة الفاطمية في القرن العاشر. إذن تاريخياً تعود أصول الدرزية إلى أصول إسلامية، حسب هذا الرأي. أما عقائدياً، فقد اختلفت آراء الباحثين حول الموضوع فهناك من لا يعتبرونها من الإسلام، ومن الباحثين من اعتبر الدرزية مذهباً من المذاهب الإسلامية. ومنهم من إعتبرها ديانة مستقلة بحد ذاتها حتى وصل الوضع إلى درجة عالية من الضبابية حتى على أعلى المستويات فبعض المشايخ الدروز يقولون عن أنفسهم ورعاياهم إنهم مسلمون، مثلاً الشيخ محمد أبو شقرة وفي الوقت نفسه تعتبر الطائفة الدرزية في سورية مذهباً إسلامياً بالرغم من وجود الأحكام المذهبية الخاصة بها والتي يُعامل أبناء هذه الطائفة وفقها معاملةً تختلف عن معاملة باقي الطوائف الإسلامية في سوريا.

من جهةٍ أخرى وعلى صعيد العالم الإسلامي أصدر الأزهر فتوى تقول بانتماء الدروز إلى الإسلام. وفي نفس الوقت هناك العديد من الفتاوى التي تكفّر الدروز وتخرجهم من البيت الإسلامي.

في سوريا مؤخرًا صدرت فتوى من مفتي الجمهورية إعتُبر فيها الدروز والعلويون والإسماعيليون مسلمين.

يعتمد علماء الدروز على العديد من الأدلة لإثبات إسلامهم منها:

  1. الحاكم بأمر الله كان مسلمًا (بنى الجوامع وأقام الصلاة في أوقاتها وأقام دعائم الإسلام).
  2. التقاليد الاجتماعية الدرزية المشابهة تمامًا لنظيرتها الإسلامية، مثلاً طقوس الزواج والعزاء وشعيرة عيد الأضحى .
  3. يقول الدروز أن رسائل الحكمة التي تعتبر من مصادر العقيدة الدرزية والتي يعتبرها الدروز تفسيرًا لكتاب القرآن لا تحتوي أي شيء يخالف القرآن, أما بعض الرسائل التي فيها بعض الشك فيقول الدروز أنها “كتبت في عصور لاحقة بعد اختفاء الحاكم, وقد أثبت التحليل الكيميائي ذلك”.
  4. يعترف الدروز بالشهادتين وبالرسول محمد والقرآن الكريم والقضاء والقدر واليوم الآخر .

أما من كتاب تأريخ الفكر والمذاهب الإسلامية فإن العديد من الكتّاب الإسلاميين أجمعوا على أن الدروز مسلمون, في الكتب التي تحدثت عن تاريخ الإسلام أو المذهب الدرزي ومنهم عبد الله النجار ، الدكتور محمد حسين كامل , الدكتور عبد الرحمن بدوي .

التشابه

الدروز بيعتبرو نفسيهم مسلمين على الحاجات دي:

  • الدروز بيعترفوا بكل الأنبياء والرسل اللى إتقالت فى القرآن و بالشهادتين و القرآن.
  • تقاليدهم متشابهة للتقاليد الاسلامية، زي طقوس الجواز والعزا والاحتفال بعيد الاضحى
  • الدروز بيعتبروا رسايل الحكمة متختلفش عن اللى فى القران, وفيه دروز بيعتبروها تفسير للقران
  • الحاكم بأمر الله كان مسلم ومن سلالة اهل البيت.
  • بيعتبروا لحم الخنزير والخمرة حرام

والدرزية فى الاصل هى فرع من فروع الشيعة الفاطمية انشقت عن المذهب الاسماعيلى فى القرن العاشر.

الاختلاف

  • ممنوع فى الدرزية الجواز باكتر من واحدة.
  • ممنوع الواحد يرجع لطليقـته.
  • واخدين موقف محايد من الحديث النبوي ومش بيستعملوه فى التشريع إلا لو كان له سند صريح فى القرآن.
  • بيختلف الدروز مع السنيين فى تصنيف الصحابة, فـ بيقدموا ”سلمان الفارسي“ و”المقداد“ و”ابو الذر الغفاري“ و”عمار بن ياسر“ علَى ”ابو بكر و عمر و عثمان“.

العقيدة

يعتقد الموحدون الدروز أن الله واحد أحد لا إله إلا هو ولا معبود سواه الواحد الأحد الفرد الصمد المنزه عن الأزواج والعدد وهو الحاكم الفعلي والأزلي للكون وممثوله في القرآن (على العرش استوى) و(أحكم الحاكمين) فهو الحاكم الأحد المنزه عن عباده ومخلوقاته فالله عن وصف الواصفين وإدراك العالمين وهو في مواضع كثيرة من رسائل الحكمة، حاكم الحكام المنزه عن الخواطر والأوهام جل وعلا فلا مجال لتشبيه لاهوته أو حلوله في أحد من البشر.

والغاية من علوم التوحيد هو رفع البشر إلى منازل عالية وهي تبدأ من مرحلة الموحد وهي إتباع حلال الحلال أي أفضله ومبادئ التوحيد الفضائل العفية والعدل والطهارة ثم منزلة حرف الصدق ثم منزلة الحدود ثم منزلة المؤانسة أو الناسوت وهي سعادة السعادات وغاية الغايات من خلق النفوس وهي جوهر التوحيد. بعد غيابه إنما عليهم في غيابه صيانة أنفسهم من المعاصي وعمل الخير بين البشر.

  • الوصايا السبع
  1. صدق اللسان.
  2. حفظ الإخوان.
  3. ترك عبادة العدَم والبهتان.
  4. البراءة من الأبالسة والطغيان.
  5. التوحيد لمولانا في كل عصر وزمان.
  6. الرضى بفعل مولانا كيف ما كان.
  7. التسليم لأمر مولانا في السر والحدثان.
  • نجمة الدروز

“الحدود” في عقيدة التوحيد خمسة من كبار الأنبياء كان لهم الدور الأول والأساس في إرساء دعائمها وإنشارها:

  1. الأخضر: لقب لحمزة بن علي بن أحمد الزوزني.
  2. الأحمر: لقب لأبي إبراهيم بن محمد بن حامد التميمي.
  3. الأصفر: لقب لأبي عبد الله محمد بن وهب القرشي.
  4. الأزرق: لقب لأبي خير سلامة بن عبد الوهاب السامري.
  5. الأبيض: لقب لبهاء الدين أبو الحسن علي بن أحمد السموقي المشهور “بالضيف”.
  • الكتب المقدسة

يعترف الدروز بالقرآن لكن يفسرون معانيه تفسيراً باطنياً غير المعاني الواضحة في النص. ولهم كتاب آخر يسمى رسائل الحكمة من تأليف حمزة بن علي بن أحمد وهو تفسير للقرآن يمنع الإطلاع عليها لأي كان حتى أبناء الطائفة نفسها عدا شيوخ الطائفة.

  • ميثاق ولي الزمان

وهو مدخل ديانة التوحيد لدى الدروز وعهدهم الأبدي معها، وهو العهد أو القسم الذي به يصبح الدرزي درزياً، وبإمامة حمزة وبرفض جميع الأديان والمذاهب والتبري منها، يختلف هذا الميثاق عن ما يسبقه في الترتيب ضمن رسائل الحكمة إختلافاً جوهرياً ويعتقد أن من وضعه هو حمزة بن علي، ويعتقد الدروز أن هذا الميثاق هو أزلي وأنه يتقمص مع روح الموحد حيث يؤمن الدروز بالتقمص، وأنّ من وقع على الميثاق في زمن الكشف بقي موحداً وموقعاً على الميثاق في جميع أجياله وحيواته اللاحقة.

النشأة

في عام (996م / 386 هـ) مات الخليفة الفاطمي العزيز بالله وتولى الخلافة بعده ولي عهده، المنصور ومن بعده إبنه الملقب بأبي تميم أحمد، وكان له من العمر حوالي إحدى عشر سنة. اتخذ الخليفة الصغير لنفسه لقب “الحاكم بأمر الله”. وكان قوي العزيمة وذو شخصية استثنائية اثارت الجدل الكثير في عصره وحتى الآن. وكان كثير البطش.

في سنة 408 هـ استدعى الامام الحاكم كبير دعاته وأحد المقربين اليه وهو حمزة بن علي وأمره أن يذهب إلى بلاد الشام ليتسلم رئاسة الدعوة الإسماعيلية فيها ويجعل مقره (وادي التيم) بسبب الإضطرابات الحاصلة في تلك المنطقة بذلك الوقت. وتمكن حمزة في خلال وقت قصير من السيطرة على الاضطراب وعمل جاهدا لتوسيع وانتشار الدعوة الإسماعيلية في بلاد الشام. حتى لقبه الإمام الحاكم بالسند الهادي.

في 23 فبراير 1021م خرج الحاكم بامر الله ليلاً وبدون حراسة كعادته ولم يعد. واختلفت المصادر في تفسير الأمر الذي حصل في تلك الليلة لكن تبقى الحقيقة أن الحاكم بامر الله قد اختفى من دون أثر.

إضطر الإسماعيليون في القاهرة إلى إعلان وفاة الحاكم بأمر الله وإعلان إبنه الظاهر لإعزاز دين الله إماماً وحاكماً للدولة الفاطمية. إلا أن حمزة بن علي رفض التسليم بموت الحاكم. وقال أن الحاكم اختفى ليعود في وقت لاحق ليملئ الأرض عدلاً.

لذلك فهو رفض الاعتراف بإمامة إبنه الظاهر وأعلن هو ومن إتبعه في بلاد الشام عن إنشقاقهم عن الدولة الفاطمية.

نشتكين الدرزي

في البداية كشف نشتكين الدرزي دعوتهم وهذا كان مخالف لأصحابه الذين أكّدوا على سرية الدعوة، إلا أن الكثير من الناس حيث قام بفتح سجل في مساجد القاهرة ليكتتب فيه المؤمنون بألوهيّة الحاكم بأمر الله، فاكتتب فيه سبعة عشر ألفاً [كلهم يخشون بطش الحاكم]، فثار الناس بعد ذلك على هذه الدعوة بمساعدة الأتراك، فاختبأ نشتكين في قصر الحاكم إلى أن استطاع الهرب إلى وادي التيم [على السفوح الغربية لجبل الشيخ في جنوب شرق لبنان]، وكان يقطنه التنوخيون، والذين كانوا يدينون بالولاء للعبيديين، حيث تمكن من نشر دعوته بينهم، وقام بطرح أفكار جديدة مختلفة عن أفكار حمزة، ولقّب نفسه ب”سيف الإيمان” و”سيد الهادين”، وتصدّره هذا جعل حمزة يحقد عليه ويؤلب الناس عليه حتى قتلوه في عام 411 هـ .

أما حمزة وأتباعه التجأوا عندما ثار الناس إلى مسجد ريدان قرب قصر الخليفة، ولم يكن مع حمزة بن علي داخل المسجد سوى إثنى عشر نفراً، بينهم إسماعيل بن مُحمد التميمي، ومُحمد بن وهب القرشي وسلامه بن عبد الوهاب السامرّيّ، وكان معهم بهاء الدين عليّ بن أحمد الطائي وأيوب بن علي، ورفاعة بن عبد الوارث ومحسن بن علي.

  • سارة

عندما نكث سُكين وكان داعياً لمذهب التوحيد في وادي التيم وانحرف عن الدعوة، رأى بهاء الدين أن يتدبر الأمر بالحسنى ويحاول قطع الطريق على هذا الداعي المنحرف، فأرسل إليه السيدة سارة، وكانت تدعى بصاحبة العفة والطهارة وعُرفت بالتقوى والعلم وقوة الحجة.

  • سـُكين

وكانت مهمة السيدة سارة محفوفة بالمخاطر فقد سبقها الداعي عمار فأوقع به جماعة سُكين وقتلوه. استجاب البعض من جماعة سُكين إلى السيدة سارة وعادوا إلى مسلك التوحيد، غير أن سكين مع نفر من الفاسقين رفضوا دعوتهاوأضمر معهم لها الشر، وخططوا للايقاع بها.لكن ذلك فشل إذ قاد الأمير معضاد بن يوسف، أمير من أمراء الغرب في جبل لبنان، حملة عسكرية وهاجم سُكين وأعوانه وهزمهم ولم ينج إلا القليل، وكان سُكين قد هرب من المعركة شبه عار وظل يسير إلى أن وجد منزل متطرف في إحدى قرى جبل الشيخ وتدعى قرية عرنة وكانت قربه امرأة موحدة تخبز على التنور، فأقترب منها وطلب أن تدفئه وتطعمه، فغافلته ودفعته إلى التنور فمات حرقًا بعد أن الهمها الله بانه عاصي مرتد.

  • الظاهر

اعتلى عرش الخلافة الفاطمية الأمير علي الملقب بالظاهر. حقد الخليفة الجديد، الظاهر.

  • زمن المحنة

أراد الظاهر الفتك بالموحدين مع أنه كان قد تعهد للحاكم بأمر الله بعدم التعرض للموحدين بأربعين قسم فأراد الظاهر وأقام الظاهر على الموحدين محنة هدر فيها دمائهم في أنحاء مملكته، من أنطاكيا شمالًا إلى الإسكندرية جنوبًا، مما جعلبهاء الدين يقوم بحجب الدعوة أكثر أيام المحنة. أهم محنتان تعرض لهم الموحدون في هذه الفترة هما؛ محنة حلب ومحنة إنطاكية، حيث قتل الألوف منهم بعد العذاب والتنكيل. فكان رجال الظاهر يذبحون الموحدين ويرفعوا رؤوسهم على الرماح، أو يحرقونهم في النار، أو يعملوا فيهم السيف ويبقرون البطون ويقطعون القلوب والأكباد. وكانوا يصلبون الرجال على الصلبان، ويسلبونهم أموالهم، ويسبون النساء والأولاد ويذبحون الأطفال الرضّع في أحضان أُمهاتهم. دامت المحنة سبعة سنوات.

  • عودة المحنة

سنة 1035م (426 هجري) عاد الخليفة الظاهر إلى الفتك بالموحدين وذلك للقضاء على نشاطهم في بث التوحيد. سنة 1036م (427 هجري) مات الظاهر وتسلم الخلافة إبنه المستنصر بالله.  [بحاجة لمصدر] ينقسم المجتمع عند الدروز عادةً إلى عقال (يكونون قد اتبعوا المسلك الديني) وجهال (يعلمون بأمور عقيدتهم لكنهم غير متبعين طريق الزهد أو المسلك الديني).

 

الزواج والطلاق في دين الدروز الموحدين

يوجب على الموحدين (الدروز) أن يتزوجوا من بعضهم ولا يجوز من غيرهم. والزواج في مذهب التوحيد يجب أن يكون مبني على القبول.المحبة، الائتلاف، الإنصاف، العدل والمساواة. لذلك منع تعدد الزوجات لأن ذلك يقضي على الإنصاف حسب زعمهم. وشروط الزواج هي أن يتعرف الزوجين على حقيقة بعضهم البعض، سواء من حيث الحالة الصحية أو الروحية أو العقلية. وإذا حصل الزواج وجب أن يعامل الزوجين كلاهما الآخر بالمساواة والعدل. واجب الزوج أن يساوي زوجته بنفسه وينصفها مما يملك. ولكلا الزوجين الحق في طلب الطلاق، وبعد الطلاق لا يحق لهم الزواج من بعضهم البعض. إذا طلب أحد الزوجين الطلاق من دون أسباب موجبة يحق للآخر أن تحصل أو يحصل على نصف ما يملكه أو تملكه طالب أو طالبة الطلاق.

التاريخ السياسي للدروز

  • في سوريا

يعود التاريخ السياسي للدروز إلى نحو ألف سنة فبعد أن اعتنقت بعض العشائر التنوخية في جبل لبنان مذهب التوحيد وتغلبهم على المحنة وفرضهم لوجودهم في بلاد الشام غدوا لاعباً أساسياً في تاريخ المنطقة فقد ساهم التنوخيون الدروز في مقارعة الصليبين لا سيما في معركة حطين وكسبوا ثقة الزنكيين والأيوبيين وقوي وجودهم في ظلهم وبرزت من وقتها عائلات الدروز العريقة كأرسلان واللمعيين وغيرهم ثم تابعوا تقوية نفوذهم بالوقوف مع المماليك ضد التتار والمغول ولا سيما في معركة عين جالوت وقفوا مع العثمانيين ضد حملة محمد عليضد بلاد الشام وصمدوا في جبل العرب جنوب دمشق حوالي سنة بقيادة الشيخ يحيى الحمدان حاكم الجبل في تلك الفترة، حيث كبدوا المصريين خسائر فادحة فيما يعرف بمعارك (اللجاه) وظلت العلاقة مع العثمانيين في أخذ ورد حيث كانوا يقوموا بالتمرد على السلطة العثمانية وكان الحكم العثماني يبعث الحملات إلى الجبل للسيطرة عليه دون جدوى ولما سيطر القوميين العنصريين الأتراك وصاروا ينتهكون حرمات الجبل وعاداته ويعدمون الأحرار ومنهم ذوقان الأطرش ويحيى عامر وعدد من الأحرار أعدموا عام 1911م ويضيقون على العرب عموماً فقام الدروز بمحاربتهم ثم أعلنوا الولاء للشريف حسين وتطوع المئات منهم في الجيش العربي فيما شكل سلطان الأطرش في جبل الدروز بسوريا قوة فرسان سارت مع الجيش العربي من الجبل وكانوا في طليعة الذين دخلوا دمشق ورفعوا العلم العربي فوقها.

وبعد احتلال سوريا من قبل فرنسا قام الدروز بإشعال فتيل الثورة السورية الكبرى في جبل الدروز بقيادة سلطان باشا الأطرش في عام 1925م وخاضوا معارك عديدة كبدت الجيش الفرنسي خسائر كبير كمعركة الكفر وتل الحديد والمزرعة ونقلوا الثورة إلى دمشق وغوطتها وإلى لبنان وجبل الشيخ ورفضوا تشكيل دولة درزية وكان لهم الدور الأكبر والأساسي في الاستقلال عن فرنسا حيث ثاروا على الجيش الفرنسي بعد دخول الجيش الفرنسي والبريطاني وقضائه على حكومة فيشي.

وبعد الاستقلال اندمج الدروز في كل بلد مع مواطنيهم واشتركوا معهم في الأحداث السياسية وفي سوريا حاول أديب الشيشكلي وهو رئيس الجمهورية لعام 1954م إثارة فتنة حيث حاول استخدام الجيش الوطني للفتك بالدروز وحصل ذلك في عدة قرى إلا أن سلطان الأطرش والزعماء السوريين الآخرين إستطاعواإقصاء الشيشكلي ونفيه إلى البرازيل حيث إغتاله أحد الدروز الموتورين منه وهو نواف غزالة وهي حادثة الاغتيال الوحيدة في تاريخ الدروز حتى الآن.

كما ساهموا في جميع الحروب ضد الكيان الصهيوني وسقط منهم كثير من الشهداء، يحافظ الدروز على طابعهم المميز حتى الآن.

ولهم عاداتهم وتقاليدهم المجتمعية الخاصة ويتميزون بمحافظتهم على النطق بكامل أحرف اللغة العربية بشكلها الصحيح (القاف مثلاً)وهم في سوريا التجمع الأكبر للدروز في العالم (حوالي 700،000 نسمة) ومن المدن التي يتواجدون فيها السويداء وصلخد وشهبا والقريا في جبل الدروز (العرب) وجرمانا قرب دمشق ومجدل شمس وغيرها في الجولان السوري.

قام الدروز السوريين في الجولان المحتل بإحراق الهويات الإسرائيلية ورفع شعار لا بديل عن الهوية السورية، وقاموا بانتفاضات واستمروا تحت الحصار لمدة ستة أشهر وقد اعتقلت الحكومة الإسرائيلية كثيراً من الشبان الذين يقاومون الاحتلال ومنهم من ظل بالسجون الإسرائيلية أكثر من عشرين سنة. وما زالوا حتى الآن يصنعون الخبز بأيديهم ويخزنون القمح تحسبا لأي حصار ويرفضون الهوية الإسرائيلية.

  • في لبنان

كان لهم الفضل الكبير في الاستقلال عام 1943م مع الراحل الأمير مجيد أرسلان. شاركوا بعدة ثورات ضد الحكم بقيادة كمال جنبلاط مؤسس وقائد الحزب التقدمي الاشتراكي. شاركوا فيالحرب الأهلية اللبنانية بين الأعوام 1975م إلى 1990م بوصفهم أحد أقوى الميليشيات في الحرب اللبنانية، تحت لواء الجيش الشعبي بقيادة وليد جنبلاط. وهم اليوم لديهم زعامتين سياسيتين بقيادة الأمير طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني ووليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي كان لهم عدة مراكز قيادية في المجالس التمثلية والحكومات.

  • في إسرائيل

بعد استلاء المماليك على فلسطين وطرد الصليبيين، قاموا بالتضييق على المسلمين من غير أهل السنة لتثبيت سلطتهم، وبما أن فلسطين كانت باب الدولة الفاطمية نحو الشرق كان عدد الدروز فيها لا يستهان به، وبالرغم من أنهم وقفوا إلى جانب المماليك ضد الصليبيين والمغول فإن ذلك لم يشفع لهم وخاصة في عصر الظاهر بيبرس تعرضوا للإضطهاد ونزح قسم كبير منهم إلى جبل الشيخ وجبال لبنان، وفي فترة الحكم العثماني تعرضوا لإضطهاد كبير بسبب إنضمامهم إلى دولة لبنان الكبير التي حاول تأسيسها الأمير فخر الدين المعني، هذا الإضطهاد استمر وتحول إلى اضطهاد مذهبي إلى أن قامت دولة الكيان الصهيوني، وبالرغم من أن قسم من دروز فلسطين رفضوا قيام دولة إسرائيل والتحقوا بجيش الإنقاذ واستشهد بعضهم، ولكن قسم آخر وجد في سيطرة اليهود منقذ له من الإضطهاد المبرح الذي عانوه على مدى قرون وقرر الانخراط في الدولة الجديدة، وتذكر بعض المصادر أن بعد قيام دولةا إسرائيل عام 1948م قامت مجموعة من رجالات الطائفة من الدروز بإبرام إتفاقية بينهم وبين إسرائيل، حيث أنه بموجب هذه الإتفاقية فإن الدروز لهم ما لليهودي وعليهم ما على اليهودي ولذلك فان الخدمة في الجيش الإسرائيلي اليوم للدروز هي إجبارية ومقابل هذه الخدمة يحصلون على الامتيازات التي يحصل عليها الجندي اليهودي.