جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

تقارير مقالات

ديانة الصابئة أحد الأديان الإبراهيمية

تقرير / كريم الرفاعي

ديانة الصابئة هي أحد الأديان الإبراهيمية وهي اصل جميع تلك الاديان لانها أول الاديان الموحدة، و بالنظر إلى تعاليمها فإن الدين الاسلامي هو أقرب الديانات إليها من بين كل الديانات و المذاهب. و اتباعها من الصابئة يتبعون انبياء الله آدم، شيث، ادريس، نوح، سام بن نوح، يحيى بن زكريا وقد كانوا منتشرين في بلاد الرافدين و فلسطين، ولا يزال بعض من أتباعها موجودين في العراق كما أن هناك تواجد للصابئة في الأحواز و يطلق عليهم في اللهجة العراقية ” الصبّة ” كما يسمون، و كلمة الصابئة إنما مشتقة من الجذر (صبا) و الذي يعني باللغة المندائية اصطبغ، غط أو غطس في الماء و هي من أهم شعائرهم الدينية و بذلك يكون معنى الصابئة أي المصطبغين بنور الحق و التوحيد و الإيمان.

تدعو الديانة الصابئية للإيمان بالله و وحدانيته مطلقاً، لاشريك له، واحد أحـد، و له من الأسماء و الصفات عندهم مطلقة، و من جملة أسمائه الحسنى، و التي لاتحصى ولا تـُعـَـد عندهم (الحي العظيم، الحي الأزلي، المزكي، المهيمن، الرحيم، الغفور حيث جاء في كتاب الصابئة المقدس جنزا ربا : باسم الحي العظيم : *هو الحي العظيم، البصير القدير العليم، العزيز الحكيم * هو الأزلي القديم، الغريب عن أكوان النور، الغني عن أكوان النور *هو القول و السمع و البصر، الشفاء و الظفر، و القوة و الثبات، مسرة القلب، و غفران الخطايا)، أن الله الحي العظيم أنبعث من ذاته و بأمره و كلمته تكونت جميع المخلوقات و الملائكة التي تمجده و تسبحه في عالمها النوراني، كذلك بأمره تم خلق آدم و حواء من الصلصال عارفين بتعاليم الدين الصابئي و قد أمر الله آدم بتعليم هذا الدين لذريته لينشروه من بعده.

يعتقد الصابئة بأن شريعتهم الصابئة الموحدة تتميز بعنصري العمومية و الشمول، فيما يختص و يتعلق بأحكامها الشرعية المتنوعة، و التي عالجت جميع جوانب وجود الإنسان على أرض الزوال (تيبل)، و دخلت مفاهيمها في كل تفاصيل حياة الإنسان، و رسمت لهذا الإنسان نهجه و منهجيته فيها، فتميزت هذه الشريعة بوقوفها من خلال نصوصها على مفردات حياة الإنسان الصابئي، فاستوعبت أبعادها، و شخـصّـت تـَـطورّها و أدركت تكاليفها، و دخلت في تفاصيلها، فهي شريعة الله الحي القيوّم، وشريعة أول أنبيائه (آدم و شيتـل و نوح و سام بن نوح و إدريس و يحيى) مباركة أسمائهم أجمعين.

و عندهم إن الإنسان الصابئي المؤمن التقي يدرك تماماً، أن (القـوة الغيـبيّـة) هي التي تحدد سلوكه و تصرفاته، و يعلم أيضاً أن أي إنسان مؤمن ضمن الإطار العام لهذا الكون الواسع و ضمن شريعته السماوية اليهودية و المسيحية و الإسلامية، يشاطره هذا الإدراك و العلم، حيث إن مصدر جميع هذه الأديان هي الله مسبح اسمه، و اعتبرهم مشايخ المسلمين بكونهم من اهل الذمة لان جميع شروط و احكام اهل الذمة تنطبق عليهم، لكونهم أول ديانة موحدة، و لهم كتابهم السماوي، و انبيائهم التي تجلها جميع الاديان، مع ذكرهم بالقرآن الكريم، و لكونهم لم يخوضوا اي حروب طيلة تعايشهم مع الأديان الأخرى التي تلتهم بالتوحيد، و عند دخول سعد بن ابي وقاص للعراق وعدهم بالامن والآمان.

أركان الدين الأساسية

التوحيد بالحي الأزلي واحد أحد (سهدوثا ادهيي) ، والصباغة والتطهر (مصبتا وطماشا) ، الوضوء والصلاة (ارشاما وابراخا) ، الصوم (صوما) ، الصدقة والزكاة (زدقا ).

يوحد الصابئ المنداءي الخالق فهو الحي الأزلي وقد خلق الملائكة لكي يأتمرون بإمرة ووكل كل ملاك وظيفة وهم ملائكة صالحين والملائكة كثيرون والرئيسيين منهم عددهم 360 ملاك.

الأنبياء

يؤمن الصابئة بعدد من الأنبياء و هم : آدم، شيت بن آدم (شيتل)، سام بن نوح، زكريا، يحيى بن زكريا (يهيا يهانا).

و لكن اسمهم ارتبط النبي إبراهيم الخليل الذي عاش في مدينة اور السومرية ـ مدينة الهة القمر إنانا ـ منتصف الالف الثالث قبل الميلاد، و كان إبراهيم أول من نبذ الاصنام و دعا لرب واحد عظيم القدرة اطلق عليه السومريون اسم [ لوگـال ـ ديمير ـ آن ـ كي ـ آ ] ملك الهة ما هو فوق و ما هو تحت [ رب السماوات والأرض]. آمن الصابئة المندائيون بتعاليم إبراهيم واحتفظوا بصحفه ومارسوا طقوس التعميد التي سنها لهم واستمروا عليها إلى يومنا هذا. و قد هاجر قسم منهم مع النبي إبراهيم إلى حران والقسم الآخر بقي في العراق، و قد عرفـوا فيما بعد بـ [ ناصورايي اد كوشطا ] اي حراس العهد الذين أسسوا بيوت النور و الحكمة [أي ـ كاشونمال ] ـ بيت مندا أو (بيت المعرفة) فيما بعد ـ على ضفاف الأنهار في وادي الرافدين لعبادة مار اد ربوثا (الله ـ رب العظمة)، و اتخذوا من الشمال (اباثر) الذي دعاه السومريون ((نيبورو)) قبلة لهم لوجود عالم النور (الجنة).

كما ارتبطت طقوسهم وبخاصة طقوس الصباغة المصبتا، بمياه الرافدين فاعتبروا نهريها ادگـلات وپـورانون (دجلة والفرات) انهارا مقدسة تطهر الارواح والاجساد فاصطبغوا في مياهها كي تنال نفوسهم النقاء والبهاء الذي يغمر آلما د نهورا (عالم النور) الذي اليه يعودون.

ورد مفهوم الاغتسال والصباغة في العديد من النصوص المسمـارية وهو دليل إلى تأثر الاديان العراقية زمان الحضارات الاكدية والبابلية والسومرية والاشورية بالديانة المندائية، واحد الادلة القاطعة على كون الديانة المندائية أقدم الاديان التوحيدية..

المحرمات

• التجديف باسم الخالق (الكفر)

• عدم أداء الفروض الدينية

• الارتداد عن الدين الصابئي

• القتل

• الزنا من الكبائر المؤدية إلى النار

• السرقة

• الكذب، شهادة الزور، خيانة الأمانة والعهد، الحسد، النميمة، الغيبة، التحدث والإخبار بالصدقات المُعطاة، القسم الباطل

• عبادة الشهوات

• الشعوذة والسحر

• الخـتـان والتغيير في الخلقة: يحرم الدين الصابئي الحنيف على الصابئي الخـتان، والتغيير في خلقة الله سبحانه. والعلـّة الشرعية واضحة في هذا الأمر كما يعتقد الصابئة، من أن الله الحي القيوم مسبح اسمه خلق الإنسان كاملاً،.

• شرب الخمر

• الربا

• البكاء على الميت، ولبس السواد

• تلويث الطبيعة والأنهار

• أكل الميت والدم والحامل والجارح والكاسر من الحيوانات والذي هاجمه حيوان مفترس

• (التفريق الجسدي) ـ (والطلاق لايقع إلا في ظروف خاصة جدا، ظهرت في الوقت الحاضر)

• الانتحار وإنهاء الحياة والإجهاض

• تعذيب النفس، وإيذاء الجسد

• الرهبنة (عدم الزواج)

التاريخ

ان تاريخ الصابئة المندائية يلفه الغموض من أغلبية جوانبه، وهذا باعتراف الكثير من الباحثين في المجال المندائي. يرجع السبب إلى انزوائهم وانغلاقهم الديني الشديد ومنذ فترات طويلة، وذلك بسبب الاضطهاد الكبير الذي تعرضوا له على فترات متعاقبة فاثروا الانزواء و الانغلاق للمحافظة على دينهم و تراثهم.

و أيضا إلى ضياع و حرق الكثير من الكتب التي تتحدث عن تاريخهم و تراثهم. على العموم هم يرجعون دينهم إلى نبي الله ادم () ويقولون بان صحفه لا زالت لديهم إلى الآن (و هي من ضمن كتابهم المقدس كنزا ربا – الكنز العظيم).. و هذا الكلام يتفق تقريبا مع ما ورد عند المؤرخين و الكتبة العرب القدماء، و الذين يرجعون الصابئة إلى اصل قديم جدا.. فمنهم من يرجعهم إلى ادم أو إلى ابنه شيث أو شيتل كما يدعى بالمندائية!!.. فمثلا يرجع ابن الوردي تاريخهم إلى النبي شيت بن آدم و النبي إدريس (هرمس) (). وفي كتاب الملل و النحل للشهرستاني يقر المؤلف بأن الصابئة يوحدون الله و يؤمنون بتلقي المعرفة العليا بواسطة الروحانيات

وان الباحثين في القرن الماضي انقسموا في اصل الصابئة المندائيين إلى قسمين: فمنهم من يرجح الاصل الشرقي للمندائيين (أي من بلاد وادي الرافدين) و منهم من يرجح الاصل الغربي (أي من فلسطين).. و يبقى الاصل الشرقي للمندائية، الراي الأكثر ميولا له من قبل الباحثين

و متفق عند الباحثين الآن بان المندائية كانت منتشرة في بلاد وادي الرافدين و أيضا فلسطين قبل المسيحية، أي قبل أكثر من 2000 عام. و للطائفة كتاب تاريخي يسمى (حران كويثا – حران الداخلية أو الجوانية)، يتحدث هذا الكتاب عن الهجرة التي قام بها المندائيون الفلسطينيون من فلسطين-اورشليم (على الأكثر حصلت في القرن الأول الميلادي عند اجتياح القائد الروماني تيطس فلسطين و تدمير هيكل اليهود سنة 70 م أو قبله) بعد الاضهاد الذي حصل لهم من السلطة الدينية اليهودية و السلطة الزمنية المتمثلة بالحكم الروماني المستعمر لفلسطين انذاك. وصعد المندائيون الفلسطينيون المهاجرون إلى أعلى بلاد الشام وخاصة إلى (حران)، لان لهم اخوة في الدين. فبقي منهم في حران، و البقية الباقية اثرت النزول إلى وادي الرافدين عن طريق النهرين، و خاصة عن طريق نهر الفرات حسب اعتقادي، ومروا أيضا ب(بصرى – حوران) عاصمة الانباط، للالتقاء و الاستقرار أخيرا مع اخوتهم أيضا الصابئة الموجودين في البطائح.. و كانت هذه الهجرة تحت رعاية الملك اردوان (يعتقد بأنه الملك البارثي ارطبانوس الثالث)،هذا ما ذكره الكتاب المندائي التاريخي (حران كويث)))

و في منتصف القرن السابع الميلادي عرفت هذه الطائفة لاول مرة في اوساط الباحثين في أوروبا. و خاصة لقد برع الباحثين الالمان في مجال البحث أو الاهتمام بهذه الطائفة. و قد قام باحث ألماني بترجمة الكتاب المقدس لهذه الطائفة. ولا ينكر جهود الباحثة و المستشرقة الإنكليزية الليدي دراور (E.S. DROWER) في ازاحة الكثير من الغموض عن معتقدات هذه الطائفة و تاريخها و تراثها الديني. و للعلم ان هذه الباحثة قد عاشت في جنوب العراق متنقلة ما بين المندائيين لدراسة ديانتهم و تراثهم، حوالي الربع قرن. و استطاعت ان تترجم أغلبية الكتب و المخطوطات المندائية إلى الإنكليزية

تعليق واحد

  1. تنبيه: يعتبرون أنفسهم أقدم ديانة توحيدية.. ماذا تعرف عن طائفة «الصابئة المندائية»؟ - ساسة بوست

التعليقات مغلقة.