جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أخبار المحافظات دين ودنيا

قافلة علماء الأوقاف بمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء تبرز : سماحة الإسلام ونبذه لكل ألوان العنف

كتب / كريم الرفاعي

رئاسة معالي وزير الأوقاف أ.د/  محمد مختار جمعة واصلت اليوم الجمعة 24 / 3 / 2017م القافلة الدعوية بجنوب سيناء لعلماء الأوقاف عطاءها العلمي والدعوي بالمساجد الكبرى بالمحافظة.

  وقد أبرز علماء القافلة سماحة الإسلام ونبذه لكل ألوان العنف ، حيث ألقى فضيلة د/ محمد عبد الحميد خطاب- الباحث بالإرشاد الديني خطبة الجمعة بمسجد المصطفى بشرم الشيخ ، موضحًا أن الدين الإسلامي دين يتميز بالسماحة واليسر في كل شئون الحياة ، والمتأمل في كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) يجد أن اليسر والسماحة من أبرز خصائص هذا الدين ، حيث إنه لا حرج فيه ولا مشقة ، ولا شدّة فيه ولا عُسْر، يقول الحق سبحانه:{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، ويقول تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ) ، مشيرًا إلى أن الإسلام رسَّخ قيمة التسامح في قلوب أتباعه ، فدعاهم إلى السماحة بمفهومها الواسع الشامل لكل معاني السهولة واليسر في العبادات والمعاملات ، مع التحلي بمكارم الأخلاق ، كالعفو عند المقدرة ، والصفح عن المسيء ، وكظم الغيظ، وسعة الصدر ، والتعايش السلمي بين الناس، والرحمة، والتعاطف وغير ذلك مما يحمله التسامح من معانٍ راقية .

  كما ألقى فضيلة الشيخ/ عبد الفتاح عبد القادر جمعة – الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة – خطبته بمسجد السلام بشرم الشيخ ، مؤكدًا أن الإسلام انتشر بتعاليمه السمحة ، وأخلاقه الكريمة ، وقيمه النبيلة ، كما انتشر بأخلاق نبيه (صلى الله عليه وسلم)، وأصحابه (رضي الله عنهم) ، مما يبرهن على أنه بريء من العنف والإرهاب والتطرف ، وأنه دين اليسر والسماحة ، وقد أكد نبينا (صلى الله عليه وسلم) على ذلك في سنته الشريفة فقال : ( يَسِّرُوا  وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا) ، فتعاليم الإسلام كلها تدعو إلى اليسر والسماحة ونبذ العنف والتشدد في القول والعمل، يقول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ) ، مشيرًا إلى أن السماحة ليست كلمة تقال ، أو شعارًا يرفع ، وإنما هي منهج حياة ، ومبدأ من مبادئ الإسلام ، فهي تتجلى في أحكامه ، وتشريعاته ، وعباداته، ومعاملاته، وقيمه، وأخلاقه ، ومن ثمَّ كان لها أكبر الأثر في سرعة انتشار الإسلام وارتفاع رايته ، ودوام بقائه بين الأمم والشعوب التي اعتنقته ، لذلك امتن الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه وسلم) بإرساله رحمة للعالمين ، فقال سبحانه: {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، وقال تعالى:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، وعندما سُئِلَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: (الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ).

  وفي خطبته بمسجد الرحمن بشرم الشيخ أوضح فضيلة الشيخ/ محمد الشاذلي إمام وخطيب بمدينة شرم الشيخ ، أن الإسلام جاء بتنظيم المعاملات بين الناس، لأنهم أحوجُ إلى السَّماحةِ واليسر فيما بينهم ، ليعيشوا في أمن وعدل ورخاء ، لذا حثَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) على السماحة ورفع المشقة والحرج عن الناس في البيع والشراء ، والاقتضاء ، فقَالَ: (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى ، وَإِذَا اقْتَضَى) ، فالسماحة في البيع : ألا يكون البائع شحيحًا بسلعته ، مغاليًا في ربحه ، محتكرًا لسلعته ، والسماحة في الشراء : أن يكون المشتري سهلاً مع البائع فلا يبخس الناس أشياءهم ، والسماحة في الاقتضاء : أن يطلب الرجل حقه أو دينه بلين ورفق وسماحة ، قال تعالى :{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}،كذلك حثَّ الإسلام على السماحة في القرض ، ورغَّب النبي (صلى الله عليه وسلم) في التجاوز عن المعسر ، حيث قال: (حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ ، وَكَانَ مُوسِرًا ، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ ، قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ) ، وقال (صلى الله عليه وسلم): (كَانَ رَجُـلٌ يُـدَايِنُ النَّاسَ فَكَانَ يَقُـولُ لِفَتَـاهُ : إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَـاوَزْ عَنْهُ لَعَـلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا ، فَلَقِىَ اللَّهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ).

  وفي مسجد الشهداء أكد فضيلة الشيخ/ جمال معوض إمام وخطيب بشرم الشيخ ، أن الإسلام بشريعته السمحة – منذ نزول الوحي على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)- يمنع أي اعتداء أو ظلم على أي أحد ، كما يتبرأ ممن يحملون السلاح على الأمة ويخرجون على المجتمع؛ لقوله (صلى الله عليه وسلم) : (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا) ، مشيرًا إلى ما يحدث من تكفير وتطرف وغلو في مجتمعنا ، وما ينشأ عنه من ترويع وإرهاب وسفك للدماء البريئة ، وتفجير للمساكن والمركبات والمنشئات العامة والخاصة ، فكلها أعمال إجرامية دخيلة على بلادنا وعلى عاداتنا وتقاليدنا ، والإسلام بريء منها ، وكذلك كل مسلم يؤمن باللّه واليوم الآخر بريء منها ، فديننا الحنيف حذّر من إرهاب الآخرين ، ونهى عن ترويع الآمنين وتخويفهم ، وحرّم التعدي عليهم؛ لأنه إجرام تأْباه الفطرة وترفضه الشريعة ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : (مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا) ، ومن ثم فما أحوجنا إلى نشر السماحة ونبذ العنف تطهيرًا لنفوسنا ، وحمايةً لأوطاننا ، وإسعادًا لمجتمعاتنا .