جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

آراء و تصريحات تقارير دين ودنيا

الأسلام حافظ علي أنسانية الإنسان

كتب/سامي دياب

المبادئ الأنسانية الحديثة في الديمقراطية وحقوق الأنسان لم تكن جديدة علي ديننا الأسلامي فقد سبق إلى تلك المبادئ كلها منذ أربعة عشر قَرْنًا من الزمان ، وطَبَّقَهَا في أرض الواقع في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين .
ولكن مفهومها في الإسلام غير مفهومها في النظم البشرية .فالحرية في الإسلام تحرير العبد من عبادة البشر ، ومن عبادة المشاهدوالقبور ، ومن أسر الهوى والشهوات ، إلى أن يكون عَبْدًا صَالِحًا .فالإسلام لا يُقِرُّ دِينًا غير دين الإسلام ، ولا يُسَوِّي بين الحق والباطل ، ولا بين الصلاح والفساد ، ولا بين الخير والشر ، ويُحَرِّمُ الفواحش ، والسفور ، والتبرج ، والعري ، والإباحية .والإسلام يدعو إلى العدالة ، وقد أمر الله بها في القرآن ، قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ .ومفهوم العدل في الإسلام واسع ، فالعدل يكون في معاملة العبد مع ربه ، وفي تعامله مع نفسه ، وتعامله مع مجتمعه .والعدل في الإسلام لا يتحقق إلا بتطبيق شرع الله في جميع شؤون الحياة .وأما المساواة ، فقد ساوى الإسلام بين البشرية كلهم ، قال تعالى : يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى الآية، وقال صلى الله عليه وسلم : كُلُّكُمْ لِآدَمَ ، وآدَمُ مِنْ تُرَابٍ .ساوى بين الذكر والأنثى في الكرامة الإنسانية ، والتمتع بالحياة الكريمة ، وفي التكاليف الشرعية ، والعقوبات الأخروية ، إِلاَّ أنه مع ذلك يرى أن لِكُلٍّ من الرجل والمرأة خُصُوصِيَّةً في بعض الأحكام بما يتناسب مع التكوين الخَلْقِيِّ والاجتماعي والنفسي لِكُلٍّ منهما .وأعطى الإِسْلاَمُ المَرْأَةَ حَقَّهَا ، وأنزلها مكانها اللائق بها ، وحماها من كل ما يسيء إليها .هذا دينكم ، فاسْتَعِزُّوا وثِقُوا به ، وتَمَسَّكُوا به ، واعلموا أنه جمع لكم خَيْرَي الدنيا والآخرة ، وأن لكم فيه غنيةً عما سواه من أنظمة البشر . يا من جمعكم الله على أُخُوَّةِ الإسلام ، ورابطة الإيمان ، اتقوا الله في أنفسكم ، واحذروا مكائد أعدائكم المُنْدَسِّينَ بينكم ، الذين يريدون النيل من أُخُوَّتِكُمْ ، وإشعال فتيل العداوة بينكم، فاتقوا الله في أنفسكم ، واحترموا الدماء ، والأموال ، والأعراض ، واجعلوا المصالح العليا للشعب فوق كل اعتبار ، وتجاوزوا لأجلها كل خلاف في الفكر والرأي ، واسعوا في حل مشاكلكم بالعقل والحكمة ، لا بسفك الدماء ، وتدمير الممتلكات . اتقوا الله ياحكام المسلمين في أنفسكم، وعَالِجُوا قضاياهم الاجتماعية من الفقر ، والجهل ، والبطالة ، والحرمان ، وإياكم أن تُرْعِبُوهُم ، أو توجهوا الأسلحة التي اتخذتموها لعدوكم في وجوههم ، وإياكم أن تستخدموا أسلوب التقتيل والحرمان والتجويع ؛ لأجل إسكات صوتهم ، فهذا أمر باطل ، لا يرضاه الله جَلَّ وعلا أن مسؤوليتكم نحو دينكم ، ونحو مجتمعكم ، مسؤولية جسيمة ، فاحرصوا على أن يكون أعلامكم جامع لكلمة الأمة ،و مُحَذِّرَ الوقوع في الاختلاف والجدل العقيم فاهم مشاكلنا الأن هوالجدل والمغالطة وأثارة ما لاينفع وأخفاء ماينفع، وعلينا الحذرأن نكون منابر لتشتيت الأمة ، والدعوة إلى الفوضى ، وسفك الدماء ، وتدمير الممتلكات .