جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

الندوة الدولية حول” الصوفية و الجهاد”

كتبت الاعلامية والصحفية /منى بعزاوى الموناليزا

مدير مكتب -تونس

 

احتضنت جمعية مؤمنون بلا حدود للدراسات و الأبحاث و جمعية الدراسات الفكرية والاجتماعية بتونس بالتعاون مع المركز الثقافي الإيراني الندوة الدولية حول ” الصوفية و الجهاد” و ذلك يومي 9 و 10 ديسمبر 2016 بمشاركة أساتذة مختصة في المجال على غرار تونس وإيران و المغرب و مصر و فرنسا.  و قد استهلت هذه الندوة بجلسة افتتاحية أشرف على تقديمها الأستاذ توفيق بن عامر  رئيس الجمعية التونسية للدراسات الصوفية و الأستاذ نادر الحمامي المشرف على مؤسسة مؤمنون بلا حدود و المستشار الثقافي الإيراني السيد محمد أسدي موحد ممثلا عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية.  فضلا عن السيد ” أبو الحسن نواب” رئيس جامعة الأديان و المذاهب بمدينة قم الإيرانية و الذي تناول بالطرح الصلة بين ماهية التصوّف و التشيع ظاهريا و باطنيا. وقد ركز ثلة الأساتذة المختصين ضمن كلمتهم أهمية التصوّف في الدراسات و في المجتمع اليوم في ظل ما تعيشه الأمة الإسلامية من تفكك و تضارب و ازدواج فكري و تطرفي. وقد تناولت الجلسة العلمية الأولى مختلف المقاربات المنهجية حول التصوّف من ذلك التترق إلى موقف الصوفية من الجهاد بين المقتضيات المنهجية و الشواهد التاريخية والمنهج الفقهي في نفس المجال و تم أطرح أبرز الوظائف الوقائية للمؤسسة الصوفية في الديار المغاربية. أما الجلسة العلمية الثانية فقد استرجعت المقاربات النظرية في الكتب الصوفية الأولى من خلال تقديم العلاقة بين الجهاد الأكبر و الجهاد الأصغر وابراز أبعاد الفتوة الصوفية التي كانت أسا من أسس تبلور الجهاد و تأسيس هوية النفس.

هذه الهوية التي تشكلت أبعادها ما بين الجهاد و المجاهدة و المعرفة العرفانية و غيرها و التي أسهمت في تأسيس هويات متعددة داخل المفهوم الواحد فأنتجت يرورة التأثر والتأثير في الروح و الإيثار. في حين تترق البعض ضمن الجلسة الثالثة إلى تناول ماهية الجهاد في ظل المقاربة التاريخية مفهوما و دلالة، من ذلك الحديث عن الطرق الصوفية و دورها في مقاومة المستعمر و ابراز ماهية الخانقاوات الصوفية في التاريخ و تبلورها اليوم في تفعيل الجهاد الذي هو فعل مستمر إلى اليوم داخل التصوّف و غيره. هذا الفعل الذي انفتح في أبعاده على التصوّف و على الحوار الديني. فأنتج معان مختلفة بين الحركات الصوفية وأشكالها، الأمر الذي أسهم في تعدد الأدوار و الوظائف بين المعرفة والعرفان و التصوف و الجهاد و غيرها.

هذا و كانت الجلسة الاختتامية قد انفتحت في ظل البحوث التي تقدمت في طرح ماهية الصوفية و العنف و الحاجة إلى التصوف اليوم من خلال طرح عديد القضايا الاجتماعية و الدينية و الثقافية و السياسية التي لازالت تشوب الأمة الإسلامية إلى اليوم و غياب الحقيقة المراد تحقيها من ذلك. و هذا ما يمكن أن يفضي إلى تعدد الصراعات والتناحر و تفعيل ماهية التعصب الفكري و الثقافي و السلطوي التي هي مكمن الداء اليوم.