جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

الشارع المصري سوري الملامح بقلم : وصال أحمد شحود

183974_143094749087131_2343338_n

كتبت الاعلامية واصحفية /وصال أحمد شحود

مدير مكتب سوريا

بعد تأمل قرابة أربع سنوات ونصف للشارع المصري خلصت إلى نتيجة مفادها أن الشارع المصري سوري الملامح. ليس هناك فروقات ملحوظة بين الشارعين فكلاهما ينتميان لسلوك واحد وألم واحد وفرح واحد وانشغال وأطفال ووجوه عابسة ومرحة وضاحكة وأطفال لهم ذات الاهتمام وذات الشقاوة وذات الضحكة، حتى رنة ضحكاتهم متشابهة فمنهم من اقترب من البلوغ فظهرت على صوته علائم مختلفة، ومنهم من لازال يتمتع بطفولة صرفة، ومنهم من بلغ الشباب فعلاً فيحاولون إثبات شخصيتهم ولو بسلوكيات آنية في الشارع. الشارع المصري تماماً كالشارع السوري فيه الحكايا والروايات فذلك محل خاسر فأغلق بعد أشهر من افتتاحه، وهذا شخص يبيع على زاوية الشارع ليسترزق ولكنه لايملك محلاً، وهنا البقال والخضرجي والمطعم الصغير والكبير، وفي الأعياد تزدحم الشوارع بعلائم الانشغال الزائد، وتضج الشوارع بأعداد إضافية تسعى للتعبير عن المناسبة السعيدة القادمة، فمنهم من يبتغي شراء ملابس العيد لأولاده، ومنهم من يريد التحضير لحلويات العيد وطعامه. الشارع المصري تماماً مثل الشارع السوري فيه الطيبة والمحبة وحب مساعدة الآخرين، فلا يمكن لأي فرد أن يرى شخصاً محتاجاً لأي نوع من أنواع المساعدة إلا تقدم ليعرض خدماته، ويمد يد العون لمن يحتاج. الشارع المصري يضج بالقصص فلو مشيت بدون عجالة لسمعت عشرات القصص المختلفة، ولعرفت أن الحياة هي مجرد ضجيج أحياء. يمتلك الشارع المصري تماماً كالشارع السوري أوجه متعددة تعبر عن تفاوت طبقات مجتمع الدولة فكما ترى سيارات فارهة وأناس يتباهون بما يملكون ويمشون تبختراً، هناك أيضاً أناس يشحدون ويمشون طالبين العون بمختلف الوسائل والصور، بل وهناك منهم من يريد أن يعيش بكرامة ويتجنب الشحاتة، فيلجأ الى بيع ماتيسر من مواد قليلة وذات أسعار منخفضة كالمناديل والكيك وألعاب الأطفال الرخيصة وأروعهم من يبيع الورد. الشارع المصري أيضاً يتساوى تماماً مع الشارع السوري باختلاف الأذواق في السمع، فهنا فيروز وهناك أم كلثوم وآخر يستمتع بموسيقا غربية وغيره يضع القرآن. وفوق كل هذه التشابهات البشرية هناك تشابهات طبيعية فالتراب والهواء والشمس، مع فارق بسيط بطقس سوري أكثر برودة ومطراً بل وثلجاً في الشتاء. ومن كل ذلك توصلت إلى أننا في مصر وسوريا شعب واحد وتطلع واحد وطرق حياة واحدة، وحياة تضج صخباً وحباً وجمالاً انسانياً، مع فارق اللكنة فقط. فإلى الشعبين مصر وسوريا كل السلام والحب.