بقلم الاعلامية /نورا الشناوى

 الموضوع مش صعب فهمه و كمان مش سهل شرحه، انا قريت تفاصيل كثيرة خلال اليومين اللي فاتوا علشان اقدر اوصل لفهم اولي للي بيحصل، ححاول اشرحه هنا في نقط مختصرة و واضحة و سهلة الفهم بطريقة مبسطة مش حياخد من وقتك اكثر من ١٠ دقايق…الخلاصة… – التعويم في حد ذاته مش هدف او غاية، هو مجرد اداة بتحاول بيها تعدل وضعك الاقتصادي للافضل لكن التعويم -تحرير سعر الصرف- لازم معاه خطوات كثيرة تتعمل علشان يبقي تاثيره ايجابي و تتلافي تاثيراته السلبية لمدد طويلة، لانه بالتاكيد حيبقي ليه تاثيرات سلبية قوية … – ببساطة انت بتقلل قيمة عملتك المحلية قصاد العملات الاجنبية، بالتالي تكلفة الانتاج عندك بتقل من خامات و عمالة و خلافه، فالمستثمر الاجنبي ينجذب لسوقك و يدخل استثمارته عندك، ده حيخلق فرص عمل اكثر و يقلل البطالة و يزود حصيلتك من العملة الصعبة يخفض العجز في الميزان التجاري و يزود حجم المدخرات . -من اهم المزايا ان تاثيرات تغيرات العملة عليك و علي المستثمرين حتكون اقل تكلفة لانها مرتبطة بالسعر العالمي فخلاص مفيش تقلبات داخلية حتاثر عالاستثمار او علي مستوي الدخل. – لما تيجي تقرا عن تجارب التعويم في العالم حتلاقي ان فيه دول طبقته و نجحت و دول ثانية فشلت و تدهورت اكثر و شارفت عالافلاس، مقولة بتتقال عن سوء تطبيق سياسة تحرير الصرف انها ممكن تؤدي لسقوط حر للاقتصاد دون رجعة…. اللي يحدد انت كدولة محتاج سعر صرف حر او سعر صرف ثابت هو سياسة الدولة المالية نفسها، مفيش سياسة كويسة و سياسة وحشة….ظروفك و كفاءة سياستك النقدية هي اللي بتحدد ده.، حجم احتياطي النقد الاجنبي عندك بيحدد ده …الخ كان سهل جدا نعمل تحرير سعر صرف جزئي و انت عندك ٤٥ مليار دولار احتياطي …احنا حاليا عندنا ١٩،٥ مليار دولار و اتوقع الاعلان عن ٢٢-٢٣ مليار دولار خلال ايام بس كله قروض و مديونيات مش فلوسنا يعني… مثلا روسيا طبقت تحرير سعر الصرف في ٢٠١٤ و ظروفها متطابقة معنا في عوامل كثيرة ، خلال سنتين العملة فقدت اكثر من ٥٠٪ من قيمتها ووصلت من ٤٠ روبل ل ٦١ روبل للدولار حاليا بس التضخم قل من ١٦٪ ل ٦٪، نسب البطالة قلت و حجم الاستثمار الاجنبي زاد, في حين ان الارجنتين عالجانب الاخر طبقت تعويم العملة و فشلت فشل ذريع في نفس المدة و التضخم عندها وصل اكثر من ٤٠٪ و فشلت في سداد ديونها و من الدولة المرجح اعلان افلاسها… خلي بالك برضه ان التعثر في سياساتك النقدية كان في الاساس بسبب التغيرات السياسية و عدم الاستقرار السياسي و ده اللي حصل في الارجنتين و كان من احد اسباب فشلها…. مثال ثاني المكسيك قعدت سنين علشان تقدر تحس بتاثير ايجابي لتحرير سعر الصرف، بس اول ما ابتدي و لانهم كانوا غارقين في الديون -زينا حاليا- و معندهمش احتياطي نقدي اجنبي -زينا برضه- الوضع انحدر و كان كارثي و ١٤ بنك من ١٨ بنك قفلوا و فلسوا و في بنوك حطت فوايد ١٠٠٪ عالودايع علشان تنقذ نفسها و خلق حالة من الهلع و التخبط الشديد … بس بعد كدة دخلت مؤسسات نقدية ضخت عملة و استثمارات بشكل كبير ساعد علي انعاش الاقتصاد و النمو وصل ٤٪ و البيسو حافظ علي قيمته بعدها … مثال ثاني، دول شرق اسيا وقت ازمة النمور الاسيوية كانت الدول بتحمي سعر عملتها مثبتاه و مقدرتش تستحمل المضاربات فانهارت، علشان يعالجوا ازمتهم قرروا التعويم زي كوريا و هونج كونج، و في دولة قررت تثبيت عملتها زي ماليزيا، احتفظت بتثبيت سعر الصرف و انتهجت سياسات نقدية عنيفة لاصلاح الوضع علي يد مهاتير محمد، كلهم نجخوا في اصلاح اقتصادهم و تخطو الازمة مع ان ظروفهم متشابهة بسياسات مختلفة…فالموضوع يعتمد كليا علي سياستك المالية و قدرتك علي تطبيقها ..هل عندنا حد زي مهاتير مثلا علشان نفضل متمسكين بتثبيت سعر الصرف؟ و برضه هل عندنا قدرات انتاجية زي كوريا علشان نحرر سعر الصرف؟ ده يوضحلك ان مفيش تعويم حلو و تعويم وحش، ده بارادوكس خاص بكل دولة علي حدة و مدي حرفية القائمين علي سياستها النقدية بشكل خاص… – في مصر قرار التعويم توقيته بالنسبة لي غريب لان كان مفروض الدولة ترفع ايدها عن تحديد سعر العملة و تركه للعرض و الطلب وقت ما كان الاقتصاد متعافي و الاحتياطي ضخم مش دلوقتي بظروفنا الصعبة دي، لكن دي كانت وجهة نظر النظام الحاكم وقتها، ان تاتي متاخرا خيرا من ان لا تاتي، نقطة كمان ان الدولة المصرية قدمت موضوع التعويم بشكل اقل من ما يستحق الحدث، ليه؟ وضع زي ده حياثر علي كل فرد من المصريين و كل مواطن مصري مشارك في انجاح القرار ده او فشله، كان محتاج خطاب قومي و لغة فيها شفافية من الدولة كلها علي راسها الرئيس السيسي لاهمية القرار و خطورته، كان محتاج حاجة زي خطاب الامة يبقي فيه زعامة و جمع الناس لخطة حرب واحدة وشحذ هممهم، شرح وافي للناس بعد اخد القرار عن ايه اللي الناس مفترض تتوقعه و ايه الرؤية و خارطة الطريق و رايحين فين و حنوصل امتي….احنا مفتقدين القيادة بمعناها المحترف للاسف… – لازم تتوقعوا ان الاسعار حتغلي و حيحصل موجة تضخمية حتآثر علي كل المواطنين بكل فئاتهم، زيادة الاسعار دي ملهاش علاقة بارتفاع سعر الدولار لانه فعلا التجار كانوا مزودين اسعاره الفترة اللي فاتت بناء علي ارتفاع السعر في السوق السودا لحد ما وصل ١٨ جنيه، لكن الاسعار دي كانت مع ثبات سعر الدولار الجمركي رسميا، حاليا الجمارك رسميا حتعلي و حتعلي معاها الاسعار ثاني لدرجة خطيرة، انت بتستورد ٧٠-٨٠٪ من احتياجاتك …خلي بالك انت كمواطن عايش في مصر بتصرف ٤٠٪ من دخلك عالاكل و ٢٠٪ متفرق علي البنزين و المواصلات و ١٦٪ عالسكن و اللبس كل دي قطاعات حتتاثر بشكل كبير بانخفاض قيمة الجنيه و حتاخد جزء اكبر من دخلك لتحقيق نفس الاحتياجات..دخلك مش حيزيد فمحتاج تبتدي تعيد حساباتك و تعمل خطة لتقليل النفقات مهما كان مستواك الاجتماعي عالاقل لمدة سنة ..الباقي ١٠٪ عالتعليم و الصحة و دول محتاجين الدولة عالاقل تحدد قيمهم للمواطن خصوصا المدارس اللي بتاخد دولار و تحديد قيمة مصاريف المدا