جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

مقالات

الحداثة النص عند الشاعرة دلشا يوسف

received_1127574817313441

fb_img_1470940777451بقلم / عدي العبادي ناقد عراقي

تحلينا قراءة أي نص شعري على معرفة انطلاقية الشاعر في كتابته او حتى فهم تجربته اتجاه ما يشعر به فالدلالة النصية تعد تعرفيه لما جعله يكتب هذا النص اي ان عملية القبض على اللحظة تكون لها تأثير على الشاعر الذي يولد نصه فيها لانه يترجم لنا ما بداخله وحسب قدرته بطرحه منتجه ونحن الذائقة العامة كل ما يعنينا جماليات الكتابة لا نشاركه الاحساس ونجد في نصوص للشاعرة دلشا يوسف جوانب ابداعي تجعلننا في تناغم من المنتج المطروح تقول في احدها

نظرتُ في عينَيكَ
حينَ كانتا تقرآنني
وتُسبِران غَورَ
الحقائق الغافية
في أعماقِ عينيَّ،
كلُّ تلكَ المتاريس
والخنادق المُقامة
لم تَحُل
دون عبور خيّالةِ أمانيك!.

صور متعددة في هذا النص طرحتها الشاعرة لكنها ظل ممسك بالبنيوية للنص وفي سياق فكرة العمل عدد من جوانب و هذا يدل على قدرة الذات الشاعرة عند دلشا حيث تصف المخاطب الذي لم يحدد هويته ما وجدته في عينه وكان توظيف خنادق القمامة الضربة في النص لانها استعارة خيالية وربط لواقعية فنية

أحاسيسي الغافية،
كأفعى مُسبِتة
في زمهرير الشتاء،
أيقظتَها وأنعشتَها
بأشعةِ شمسِكَ الربيعية،
المتجددةِ أبداً.
هجمَتُكَ هذه
أعتقَتني مِن
ترانيمِ الهَدهَدةِ
التي كُنتُ
أُنِيمُ بها عواطفي

انزياح ورمزية تسوق من خلاله دلشات يوسف ابداعتها وهي تكتب برمزية والرمزية حركة في الأدب والفن ظهرت في فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر، كرد فعل للمدرستين الواقعية و الطبعانية ، وهدفت إلى التعبير عن سر الوجود عن طريق الرمز. وقد تأثر الرمزيون، أكثر ما تأثروا، بأعمال بودلير ومع احتفاظهم بمبدأ «الفن للفن» فقد سعوا في المقام الأول إلى إعطاء القارئ انطباعاً عن وعيهم الباطن، معتمدين في ذلك على الموسيقى والصُّور الشعرية ونجد في نصوص الشاعرة دلشا ترميز جيد بتصوراتها عن شمسه الربيعي و ترانيمِ الهَدهَدةِ انها من خلال هذه الطريقة في الكتابة تجعل المتلقي الذي ينتهي اليه الخطاب الشعرية أكثر تفاعل مع المنتج الادبي فهو يقوم بالشكتباك و يبحث فيه لمعرفة لغز الكتابة فالروائي المصري نجيب محفوظ يقول ان لم يكن لديك سؤال فلا تكتب لان الكتابة سؤال

إلى أجلٍ بعيد!.
اضطربَ قلبي،
وبشكلٍ غريب
اهتاجَ ثانيةً!.
أعرِفُ…
أنتَ لستَ مِنهُمُ،
أنتَ رجلٌ غير عادي…
لَم تخترق مكامِني
خِلسَةً.

تعتني الشاعرة بالصورة الحداثوية بدقة وتجد في اعماله تنوع وانتقالات وفق معاير كتابية على اطار اشتغالاته في بناء قصائدها التي تشغل حيز في الوسط الادبي