جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

لغة الاشتياق بقلم / جيهان السنباطى

bv0any-y2x7iok-36eur0w_r

 فى قاموس المعانى كلمة (شَوق) تعنى نزوع النفس الى الشىء أو تعلقها به,وجمعها (أشواق) والشوق يسكن باللقاء,اما (الإشتياق) فهو الشعور بالشوق لمن نحب والرغبة الى لقياهم,ولكنه لايسكن باللقاء بل يزداد ويتضاعف . الاشتياق هو حالة خاصة يعيشها الطفل والشاب والكهل ,يعيشها الرجل والمرأة,فهى لاتقتصرعلى فئات عمرية محددة ولا جنس محدد ,

ولاتعترف بمسافات ولا مستحيلات, فرحلة الإشتياق طويلة وشاقة لكن لايمكن عرقلتها او الوقوف أمامها أو تغيير مسارها ,لانها نابعه من الروح . كل مرحلة من مراحلنا العمرية تختلف فيها حالات الاشتياق عن الاخرى ,فكم نشتاق ونحن صغار السن الى العابنا ولهونا واصدقائنا,وكم نشتاق الى احضان امهاتنا,وعطف ابائنا وتدليلهما لنا ,وكم نشتاق ونحن فى شبابنا الى اول حب فى حياتنا,واول احساس جميل يلمس قلوبنا,واول نظرة تهز مشاعرنا,

وكم نشتاق ونحن فى الكبر الى الرجوع بالزمن حتى نستعيد تلك المشاعر الجميلة التى عيشناها ,ونشتاق الى طفولتنا,وبراءتنا,نشتاق الى احبائنا الذين افتقدناهم فى مشوار حياتنا,نشتاق الى صخب الحياة,نشتاق الى شبابنا. فالإشتياق هو مرآة النفس البشرية, مرآة تعكس فوضى الروح وتوهج المشاعر,ولوعة القلوب,الإشتياق مرض داخلى رقيق نعانى منه,فكم إشتقنا الى أفراح تجمعنا,وإشتقنا الى ايام طفولتنا واللهو والبراءة,وكم إشتقنا الى لحظات التأمل فى الكون والتقرب الى الله وحده لاشريك له,ولحظات السكينة والتصالح مع النفس,

كم إشتقنا الى لحظاتنا الخاصة,ولغتنا الخاصة,التى تربط بيننا وبين من نحب,كم إشتقنا الى تجدد اللقاء بهم والتقرب منهم ,لتكون الحياة أجمل ,ليصبح الكون له مذاقه المميز,وليكون للشوق معنى وللتيه مغزى,وللإبتسامة طريق بلا نهاية.

طريق الإشتياق رغم طوله وقسوته الا انه طريق يحيى القلوب ويميت القسوة فيها ,ولكن حينما يصل بنا الى مرحلة الثوران والانصهار ماذا نفعل ,كيف نعبر عن تلك المشاعر والاحاسيس ؟؟

هل نلتزم الصمت؟

أم نعبر عنه بلغة العيون ؟

أم بترديد حلو الكلمات على مسامع من نحبهم ؟

هل تلك الطرق تتيح لنا التعبير عما يجيش بدواخلنا من مشاعر ؟؟؟

لالالا .. فـ للإشتياق لغة خاصة لايدرك أسرارها إلا من إحترق بنارها وعاش لحظاتها,وغدت حياته ساحة للصراع الداخلى , لغة ظاهرها جنون,وباطنها عقلانية,صمتها صخب وبوح,وكلامها دفىء وهدوء,نــــــعم هى لغة غير عادية,لانها تصف احساس ومشاعر غير عادية ,فعندما يغزونا الشوق لمن نهوى ,ويقتلنا الاشتياق اليه ,لابديل لنا سوى التعبير له بأى الطرق التى تخطر ببالنا,المهم هو ان نعبر ولانصمت فربنا البوح يزيل الهموم ويطيب الجروح ويهدىء النفوس,بوحوا بما تكتمون,ولاتكتمون ماتشعرون به,ففى البوح راحة وسعادة.