جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

غير مصنف

من لا يعرف لاله فاطمة نسومر؟بقلم الباحثة: يمينه زرينيز

lalla-fatma-nsoumer-bverte

بقلم الباحثةالجزائرية : يمينه زرينيز

ان أروع و أجل ما يمكن أن تعتز الجزائر به و تتفاخر هو ما سجله التاريخ و ثبته في صفحاته الخالدة حول كفاح المرأة الجزائرية و ما أظهرته من الشجاعة و البطولة و التضحية في ميدان الكفاح و الجهاد في سبيل الله و الدفاع عن الوطن لا سيما خلال الفترة الحالكة للغزو الفرنسي للجزائر و انتشار حملاته عبر التراب الوطني .

دلك ما ترجمته لنا بطولات لاله فاطمة نسومر و ما امتازت به من الأدب و التصوف و النسب و الدكاء الخارق و ما تفردت به من بطولة وشجاعة و دراية و حنكة في إدارة المعارك و هي التي واجهت عشر جنرالات من قادة جيوش فرنسا فلقنتهم دروس البطولة و الفروسية .

ولدت فاطمة سيد أحمد أو لاله فاطمة نسومر في سنة 1246 هجري الموافق لسنة 1830 ميلادي بإحدى القرى الجزائرية من أب مقدم زاوية الشيخ سيدي احمد أومزيان ومن أم تربت ونشأت نشأة دينية. في السادسة عشر من عمرها قرر والدها تزويجها من يحي ناث ايخولاف لكنها رفضت الزواج منه لتستكمل علومها الدينية .

و عندما زفت اليه تظاهرت بالمرض فأعادها الي بيت والدها و رفض أن يطلقها فبيقت في عصمته طوال حياتها . فتفرغت للعبادة كما تفقهت في الدين و تولت شؤون الزاوية الرحمانية .

بعد وفاة والدها وجدت فاطمة نسومر نفسها وحيدة منعزلة عن الناس فتركت مسقط رأسها و توجهت الي قرية سومر حيث كان يقيم أخوها الأكبر .

تأثرت لالة فاطمة نسومر بأخيها الدي ألم بمختلف العلوم الدينية و الدنيوية مما أهله ان يصبح مقدم للزاوية الرحمانية و اخدت عنه مختلف العلوم الدينية و داع صيتها في جميع انحاء القبائل لتتصل لاله فاطمة نسومر بزعيم المقاومة محمد بن عبد الله المدعو (بوبغلة) دفاعا عن منطقة جرجرة فشاركا معا في معارك عديدة و جرح بوبغلة في احدى المعارك فأنقدت لاله فاطمة نسومر حياته و طلب منها الزواج لكنها لم تستطيع الزواج منه لأنها كانت في عصمت وزجها السابق.

اشتركت في 18 يوليو من سنة 1854 التي هزم فيها الفرنسيون مخلفين اكثر من 800 قتيل منهم 25 ضابط كما جند الجنرال الفرنسي روندون سنة 1857 جيشا قوامه مكون من 45 الف رجل تحت قيادته شخصيا و اتجه به نحو صوب قرية ايت تسورغ حيث تتمركز قوات فاطمة نسومر المتكونة من جيش المتطوعين قوامه 7 الاف رجل و عدد من النساء و قد قتلت 10 جنرالات .

لقد حققت فاطمة نسومر انتصارات أخرى ضد العدوان مما أدى بالسلطات الفرنسية الى تجنيد جيش معتبر بقيادة راندون و بمؤازرة المارشال ماك ماهون الدي اتاه بالعتاد من قسنطينة ليقابل جيش لاله فاطمة الدي لا يتعدى 7000 مقاتل و عندما بدأت الحرب بين الطرفين اتبع الفرنسيون أسلوب الإبادة بقتل كل أفراد العائلات دون تمييز .

و في سنة 1857 أسرت لاله فاطمة مه عد النساء و وضعت في سجن يسر وسط الجزائر تحت حراسة مشددة و حكم عليها بالاقامة الجبرية حتى مرضت و انتقلت الى جوار ربها سنة 1863 عن عمر يناهز 33 سنة كما يقال أنها ماتت مسمومة من طرف السلطات الفرنسية و تم دفنها في مقبرة سيدي عبد الله قبل أن يتم نقل رفاتها الى مربع الشهداء بمقبرة العالية سنة 1995.