بقلم الاعلامية والشاعرة نادية لعياطي

مكتب -الجزائر

-تلمسان تعاقبت الإستعمارات عبر قرون …الرومان والوندال والإسبان وفرنسا غطت وكست كلّ انواع الجرم عليك يا جزائر .ومات الرّجال …واغتصبت النساء ..وشُرِّد الأطفال ..وهُتكت الحرمات ….وسُلبت الأملاك وافتقر الأرض بخيراتها ومواردها ..لتورد لحيوانا ت بشرية مورد الثيران .

واستشهد الرّجال …بل الشباب .وخيرة الشباب …منك يا جزائر .وكان منك الكاتب والشاعر والرّسام والفنّان الممثّل والسياسي المحنّك …يشهد عليهم بارباروس الطاهر …سُجن الزعماء ..سجن البواسل ….سجن الرّجال والنساء حينما قالوا فعلا وقولا للدمار والقهر لا .

بارباروس ألف فيه شاعرنا الكبير والمجاهد مفدي زكريا إلياذته ..الّلهبُ المقدّسُ. بارباروس عُذبت فيه كملّ الأجساد العفيفة وانتهكت وسلط عليها أبشع انواع العذاب لنكون نحن . بارباروس ماهو إلاّ عيّنة لسجن من سجون القهر والعذاب التي إتخذتها فرنسا تنكيلا بأجدادنا وآبائنا .

الشهيد العربي بن امهيدي سُلِخت جلدة رأسه و لا داعي لذكر فضائح المستعمر عليه وعلى جميع من ألقيّ عليه القبض ..تكفيني مرارة منذ سنتين تقريبا والزميلة الصحفية والصديقة علياء بخاري حضرنا ملتقى وطني بتلمسان ضمّ كافة الولايات للمجاهدين لشهادات حيّة عن القمع وانواع التعذيب المقترفة في حق الجزائريين من قبل العدو الفرنسي .. ما رواه لنا أحد المجاهدين من جموع المشاركين لن أنساه ما حيييت …………..وعلنا قال لنا بالحرف “كنت شابا ..أقبل الغزاة وقاموا بزجنا في (سحنة) قيسها متر على متر ..أدخاونا أي الشاب وأمه وأباه وهو وزوجة أخاه العروس المجاهد في تلك الزنزانة القذرة متر على متر ……كلّهم .

يروي فيها والدموع لا تنقطع من عينيه ..عراة ويتركونهم على هاته الحالة أكثر الساعات . أجهشت القاعة بأكملها بكاء …توقف التصوير …أخرست الألسن …طأطأت جميع الرؤوس…أكثر من 350شخص مشارك. لم آكل طيلة يومين ..سوى شربي الماء كلّما تذكرت ما رواه ذلك المجاهد والكثير الذي لم أذكره الآن …ضف لشهادات أخرى مآسي (الحمد لله على نعمة الأستقلال ) آه….

.هذا كلّه من أجلنا كجيل ليولد في الإستقلال ..في بلد حر …في جزائر أرض زكية طُهرت بمليون ونصف المليون شهيد .وشهيدة .. لتليها بعد ثلاثين سنة فقط عشرية البؤس والهمّ والغدر والخيانة والدسائس ….

عشناها كجيل وكابدنا أطوارها واختلط الحابل بالنابل إلى أن رحمنا الله بفضله وبفضل الحكماء والعقلاء والرجال في وقت الأزمة يولدون لتتبع بتبعية الإستعمار الخسيس وفجوره القاهر مع الخونة وما خلفوه مع العشرية السوداء …

هاهي جرائم تهتز لها الآراضي والسماوات والعياذ بالله إغتصاب للطفولو واختطافها وقتلها …وربما بيع اعضائها

.وتقطيعها …إلى متى ؟ أية يشاعة هذه ؟ وبأيّ وصف توصف ؟…أهذا هو ثمن الحرية ؟..أهذا هو ردّ الجميل للرّجال .؟ أهذا هو الوفاء للشهداء ؟

لا والله إنها خيانة أمة وصمت رهيب لما يحدث لأطفال الجزاير في بلد مستقل ويدين

بالإسلام ….نريد عدلا وحقا وقصاصا ….أما المجريات والتحريّات ..والإعلانات..والتحقيقات سئمناها …. ازهقوا الباطل وانصروا الحق ….. وسلّطوا على الوحوش المجرمة حقها في القصاص حتى تكون عبرة لمن تسوّل له نفسه مهما كانت نفسيته تحت سكر او تخذير أو نسخ أوانسلاخ من البشرية المهم إقامة الحدّ على المتعدي ..ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم كثير …وكثير …وإلى متى ؟ …وإلى أين المسير ؟…حتى العلماء يرحلون …نذهب للمريخ؟