جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

بريد القراء

الزمن الجميل

242

بقلم : اسماء رابح

لو سالت اي مصري اليوم في اي فترة من تاريخ مصر تريد ان تعيش؟ لاجابك بدون تردد “الزمن الجميل” ولو سألته لماذا؟ سيقول لك ببساطة: الناس كانت راقية والشوارع نظيفة.

الزمن الجميل في مصر تحديدا كانت بدايته من فترة الخديوي اسماعيل مرورا بالملك فواد الى الملك فاروق وحتى 1967.

الشوارع كانت نظيفة فعلا فالقاهرة اختيرت سنة 1925 أنظف مدينة في العالم والزمن كان جميلا لان الطبقة الحاكمة المتمثلة بالملك والطبقة الأرستقراطية كانت ذات تعليم أكاديمي رفيع وثقافة عالية منفتحة على الغرب الأوربي وقد انعكست هذه النشأة على النخبة المثقفة خصوصا والمجتمع المصري عموما.

كان التعليم ايام الملكية مهتما بتلقين اللغات الأجنبية لأبناء شعبه وكان من الجودة والقدرة على الاستقطاب الإقليمي بجامعاته وازهره الشريف مماجعله قبلة العرب من المغرب الى المشرق  للنهل من علومه ومعارفه. هذا التعليم وهذا الانفتاح افرز نخبة مثقفة وأدباء ومفكرين لن يتكرروا : أين مصر اليوم من أدب نجيب محفوظ وطه حسين وتوفيق الحكيم ؟ أين مصر اليوم من مسرح الريحاني ويوسف وهبي؟ أين مصر اليوم من شارع عماد الدين الذي قدم عمالقة الطرب العربي والذي قدم الرقص الشرقي كارقى مايكون الأستعراض؟ اين سينما الأبيض والأسود بسيداتها الناعمات الهادءات الراقيات ؟ اين أفلام رمسيس نجيب؟ اين هو الزمن الجميل ؟

حتى 1967 كان أعلام الثقافة نتاجا للتعليم الملكي ولكن منذ السبعينات بدا حصاد الطبقة الحاكمة الجديدة ومعه بدأت مصر جديدة : استوردت ثقافة وهابية، وتغير رمسيس نجيب بالسبكي، وشارع عماد الدين بشارع الهرم، وأصبحت المرأة المصرية “موزة” بعدما كانت “برنسيسة” ولم تعد القاهرة نظيفة ولم يعد الزمن جميلا .