جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

بريد القراء

رسائل تنظيم الدولة من حرق الكساسبة

228

بقلم : محمود طرشوبي

لم أستغرب كثيراً من ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الإمارات العربية أوقفت الهجمات الجوية، وانسحبت من التحالف الدولى ضد “داعش”، فى ديسمبر الماضى، خوفا على سلامة طياريها، عقب اختطاف الطيار الأردنى معاذ الكساسبة. فقد ذكرته في مدخلة تلفزيونيه منذ فترة و لن تكون الإمارات فقط بل سيتبعها آخرون , هي مقدمة لفشل التحالف علي الأقل لفترة , مما سيجعل من تمدد الدولة نتيجة منطقيه لهذا الفشل الدولي في التصدي لدولة البعدادي , و التي سيكون أمامها في الفترة المقبلة أسوار بغداد ,  أو قصر دمشق هم الطريق التالي لتنظيم الدولة .

في مشهد غير متوقع أسدل به تنظيم الدولة الستار على الطيار الأردني الأسير، معاذ الكساسبة، بإعدامه حرقًا داخل قفص حديدي، وغضب عارم في الشارع الأردني، من وقع الصدمة، والعاهل الأردني يقطع زيارته للولايات المتحدة ويعود إلى عمان بعد يوم واحد من وصوله واشنطن، والمتحدث باسم الحكومة الأردنية يقول في بيان رسمي: “سيكون ردنا على إعدام الشهيد الكساسبة مزلزلًا، وردود فعل عربية وعالمية تستنكر الجريمة، وواشنطن تقول إن الأجهزة الاستخبارية تعمل على تأكيد مصداقية تسجيل تنظيم الدولة، والحكومة الأردنية تؤكد أنداعشقتلت الكساسبة يوم 2 يناير، وأخبرت أسرته بمقتله، ومصادر سلفية أردنية تؤكد تنفيذ الإعدام لساجدة الريشاوي، والعراقي زياد الكربولي الملقب بـأبي حذيفة، أحد أبرز مساعدي أبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة الأسبق، والأردني معمر الجغبير، خلال فترة وجيزة إن لم يكن خلال ساعات.

 هذا المشهد الصادم للطيار و هو يحترق حياً يحمل في جوانبه عدة رسائل يحملها تنظيم الدولة للعالم من حوله

الاول منها  ايصال رسالة مرعبة  من خلال عملية الاعدام عن طريق الحرق  هذه الى الدول العربية الاخرى المشتركة في التحالف الذي تقوده امريكا لمحاربة “الدولة الاسلامية” بأن طياريها وجنودها سيواجهون نفس طريقة الاعدام نفسها في حال استمروا في اطار هذا التحالف ووقع جنودها وطياروها اسرى في يد عناصرها.

 الثاني : بات واضحاً ان “الدولة الاسلامية” لا يهمها الرأي العام الاردني او العربي على ما تفعل بمن تأسره ، وطرق اعدامها للرهائن، وان كل ما يهمها هو ارسال رسائل ترهيب وترعيب الى الحكومات والشعوب معا للتأكيد على استراتيجيتها في هذا . و إنه لا رحمة لمن يتصدي لها .

الثالث : محاولة تأليب عشيرة الكساسبة والعشائر الاردنية الاخرى المتضامنة معها، والرأي العام الاردني بشكل عام ضد الحكومة، وخلق شرخ بين النظام والشعب، من خلال الايحاء بأن المفاوض الرسمي الاردني وحكومته، لم يبذلون الجهود الكافية للافراج عن الطيار الاسير.

رابعاً : (ذبحت داعش واحرقت بضعة اشخاص فحشدت لها امريكا عشرات الدول لقتالها. واصبح القضاء عليها اولوية، بينما دمر بشار وطناً وشرد شعباً، لكن امريكا لا تعتبر حربه و اسقاطه أولوية.  ) هذه الرسالة تريد الدولة الإسلامية طر حها علي مؤيديها في العالم لكي يدركوا إنها حرب مقصودة علي دولتهم الإسلامية .

خامسا:رسالة قوية إلي كل جندي مشارك في التحالف بأن مصيره قد يكون مثل معاذ إذا وقع في الأسر , مما يجعل من الروح المعنوية لدي كل قوات التحالف منخفضة.

كل ما يمكن أن نقوله الآن إن الوضع بعد حرق معاذ سيختلف عما كان قبله فالولايات المتحدة الامريكية التي رصدت ثمانية مليارات ونصف المليار دولار قبل أيام للقضاء على “الدولة الاسلامية” لن تكتفي بهذه الخطوة، والخطوات الاخرى المنبثقة عنها مثل تدريب وتسليح الجيش العراقي وبعض فصائل المعارضة السورية، وربما تستغل هذا الاعدام ، وحالة الصدمة في اوساط للرأي العام العربي ضده، من اجل الدفع بقوات امريكية وغربية للانخراط في حرب برية لان القصف الجوي وحده لا يكفي.

و في النهاية كلمة ، فمن يقرأ ادبيات “الدولة الاسلامية” ويتابع اعلامها على وسائط التواصل الاجتماعي، يدرك جيدا ان الحديث عن عنف هذه الدولة ووحشيتها لا يضيرها مطلقا لان هذا التوحش وهذا العنف يأتيان في صلب استراتيجية الترهيب الذي تعتمده ضد اعدائها.

هذ المقاله تحمل راي الكاتب و ليس من الضروري تحمل سياسة المجالس