جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

بريد القراء

ديرب بقطارس

220

بقلم : محي الدين 

اسير ….أتباطئ….لا اري …اقف …اشب…..اراهم من بعيد قادمون .

اصرخ …اتوسل …لم يتركني ….اجري….لم اقدر علي الحراكعيناي تدمع …اتوسل ثانيةً…..اتركني … يندفعون نحوي…..أدمع مره اخري …أهوي من الخوف .

يتسارعون …يتساقطون ….رأسي تؤلمني ….يكاد يغمي علياخر ما أراه وهو فوقي …يحتضني كطفلة تائهه ولم تعد سوي الحين .

اخبروني بان خالي والد “أيمن “ينتظرني في غرفه الجلوس …. طل علينا بكلماته بما فيها من اسي وحزن وبعد مقدمة طويله مليئه بالذكريات انهاها بقرار امام ابي وامي ان ميعاد الفرح سيكون الاسبوع المقبل … تناقشت معه في الكيف ومن أين  ومن من !!

استشاط غضباً….وبعد محاوره دارت لساعه ونصف بيني وبينه اخبرني بأن الامر منتهي …. وانه اتفق علي كل شيئ مع ابي … ولا يجوز لي التحدث…..فانها امور رجال !!!

كانت الصوره امامي مروعه لااقدر علي نسيانها …أخذت التليفون واغلقت باب الغرفه واتصلت بـ”أيمن ” وانا ابكي … سألته ان كان رأي صورة  ” عادل وليد” اه عرفت اللي حصل…. ولود الوسخه قتلوه…..الكلاب – فاكرين انهم اصحاب البلد … دول بيقولوا عليه بلطجي…لا انا مسافر بكره…..القاهره….اه هحضرها….تيجي معايا !؟

– انا مش هحضر ….

كانت جملتي التي بدأتها مع أمي …بان هذا الفرح علي جثتي ان احضره وكانت تقنعني بان هذا حرام….وانه ولده الوحيد .. ونفسه يحققله امنيته… وانه مش عيب يلم فلوس من – نقطة – الفرح…واني لازم احضر اكراما لخالي..  لا اعلم من اين جاءت وجوب اللازم !!….. اليس خالي هذا من كان يرفض هذا الزواج …. اليس هذا من كان يفعل المستحيل لتزويج “أيمن” من ابنة عضو مجلس الشعب بقريتنا !! …سحقا لك يا خالي وسحقا لافكارك  ولاطماعك .

واقفون في الاعتصام امام مجلس الشعب…. احتجاجا علي قتل الشرطه و العسكر للمواطنين الابرياء…. احاول ان اقوم بالتصوير …. بجانبي “أيمن” يوجهني ويعطيني بعض النصائح في فن التصوير….

 ويضحك وهو يخبرني انني لاأجيد التصوير

– لما نتجوز هتشوف مراتك والعالم كله بيتحاكي بصورها… وساعتها هتكرم عليك واقول ده باينه جوزي

اطباق حشيش علي الترابيزات …اوراق البافره متساقطه علي الارض ..اصوات صاخبه يهتز لها ارجاء القرية …راقصات علي اغاني شعبيه …شبان هائجون تحت اقدامهن ….يترنحون يمين ويسار… السجائر في اليد اليمين  و البيره في اليسار …

تهجم الجنود …يضربون …يلقون بقنابل الغاز ..يجرون… يتخبطون.. نسرع للفرار

اجلس في غرفتي… أمشط شعري…. انتظر امي وبنات خالي…. يضعون علي وجهي ما سرهم من مساحيق النساء

تزاحم الناس حولنا …يدفعوننا بشده …لا استطيع الرؤيا من الزحمه …دقات قلبي ترتفع بشده….احرص علي قبضة “أيمن”..

امسك بيد أمي … ننزل علي السلالم … تحيط النسوه بي…يملؤن الاجواء بالزغاريط والتهنئات

تُفلت يدي من يد “أيمن “… اراه يبتعد ..اصرخ ..احاول الوصول له …يختفي وسط الحشد

حاله من الاحضان والقبلات…اصوات الاغاني تعلوا شيئ فشيئ …. تدق قلبي مع دباتها  …اصاب بحاله من التوتر ..

يشتد التوتر بي…. يدفعونني في الاتجاه الاخر …شخص يقبض علي يدي… يحاول الفرار بي ….أدقق النظر في وجهه….ادفعه لاواصل البحث عن “أيمن ” …. يقبض علي يدي بشده !!

اتوسل…..يجذبني ثانيةً….لا اقدر علي المقاومه!!

نعيد من الاول

اسير ….أتباطئ….لا اري …اقف …اشب…..اراهم من بعيد قادمون . 

اصرخ …اتوسل …لم يتركني ….اجري….لم اقدر علي الحراك عيناي تدمع …اتوسل ثانيةً…..اتركنييندفعون نحوي…..أدمع مره اخري …أهوي من الخوف .

يتسارعون …يتساقطون ….رأسي تؤلمني ….يكاد يغمي علياخر ما أراه وهو فوقي …يحتضني كطفلة تائهه ولم تعد سوي الحين .

راس تؤلمني بشده …تكاد تنفجر …هناك من يدبدب فيها…لا اقدر علي الصمود…. افتح عيني لسماع صراخي …تاتي فتاه مسرعه ترتدي ابيض تقوم بتهدأتي … بعد عناد مع الصراخ والبكاء …تقوم بتهدأتي بالعديد من المسكنات …..اذا فانا الان في مستشفي ….راسي لا يوجد بها ماهو سليم ….جميعها ملفوف بالشاش…لا تزال تؤلمني بشده…لااعلم ما الذي حدث …تدير لي احدي القنوات الاخباريه

-….. ـــعدي شهر علي احداث محمد محمود ليعيد الكًره مره اخري في منطقة القصر العيني من الجيش المصري … واطلاقهم للرصاص الحي علي المتظاهرين  واستخدام القوه المفرطه دون مبرر من اعتداءات جسديه وهتك اعراض وسحل المتظاهرات مما قام الحقوقـــ….

-الحمد لله انك بخير …. كلنا شفنا الجنود وهم بيضربوكي في التليفزيون …ربنا يقوكي بكمية الضرب والسحل الـ عملوه فيكي…بصراحه الشاب ال حاول يحميكي هو عمل ال عليه وزياده …ربنا يتولاه..

أجلس في الكوشه ….الكل ينظر لي …. يجب ان ابتسم …اجلس كالصنم… يأتي البعض ويلقون فوق رأسي المال …القي نظره بجانبي …كرسي العريس… اين انت يا “أيمن” !!

سنه ونصف منذ ان علمت بخبر وفاتك….. فالان نحقق ما تمناه سويا…فذاك يوم عرسنا ….والناس حولنا فرحين

..كم من المرات تخيلنا ذلك اليوم …وانا ابتسم خجلا بفستاني الابيض واخطوا خطواتي نحوك

ولكن اين انت!!!…تشتد عضلات وجهي وتتصلب ابتسامتي…فدموعي تتحجر في مكمنها …يصعب ابتلاع ريقي….

لا اسمع شيئا سوي تنهيدة صدرك وانت تقوم بحمايتي …ضمني بقوه….اوقف تلك الرعشه التي تسري في جسدي …دعني اتنفس اخر انفاسك !!

سامحني يا “ايمن” ..لا اعلم كيف وافقت علي ذلك !!

كيف بعت دماءك بهذه السهوله!!…

كيف سامحت ان اكون اداه لتحقيق اطماع خالي …

متاجره باسمك وبموتك وبفرحنا… !!

انا “رضوي ” من قرية “درب بقطارس”

قالولي مره ان سبب تسمية قريتنا بالاسم ده… انه كان يامكان هناك حاكم عادل

…أتخذ من السلطة تكليفا يخدم بها رعيته بتفاني وأمانة وإخلاص, يأتي لقريتنا ليتعبد

…. كان يامكان اسمه “طارس”