هل هم الذين يهتفون لها..هؤلاء يدوشونها، هل هم الذين يرفعون الشعارات؟ هؤلاء يخدعونها… هل هم أصحاب المذاهب؟ هؤلاء يهدمونها.

أبناء مصر هم الذين أحسوها في كيانهم، ويوم نزل فريق من الشباب إلى الشارع يكنسونه أيقنت أن وراء الظلام الأسود فجرا طالعا، فإذا أحس الشاب بملكية شارعه وحرص على نظافته، فهو أحرص على اسم مصر وتاريخها وقيمها الأصيلة من دين وخلق وسلوك وأسلوب فن وأسلوب حياة.

نحن على أبواب رؤية جديدة للوطنية والانتماء الحميم لمصر، هؤلاء الشباب آمنوا بمصر ولهذا آمنت بهم والحرية عندهم ليست شعارا.

الحرية التي أريدها لا تتعارض مع الأديان بل تنبثق منها بما كرمت الإنسان ودعته إلى التفكير، إن بيننا من يفهمون أن الحرية بمعناها الضال والضئيل،الحرية ليست السياسية والاقتصادية فحسب لكنها بالدرجة الأولى الحرية الفكرية،والمطالبون بعدم الحرية كالمبتلى والمكروب الذي يرفض الحياة فينتحر.

إن المسيحية ليست عقيدة وكفى بل درجة رفيعة من درجات النمو الروحى، والحرية ليست شعارا لكنها درجة من درجات النمو الروحى نحترم معه ذات الإنسان.

إن فرصة العمر هباء إذا لم تستخدم في تحقيق القيمة بأن يكون للإنسان في وطنه عمل ومكان ورأى وإرادة.. إنسان له وجود حقيقى لا تعدادى، إنسان له أسلوب حياة، إنسان محسوب على العطاء لا على المواصلات والتموين.. والحياة بدون القيمة لا تطاق.