جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أخبار العالم

بعد تفجيرات باريس.. هل يدفع العرب ثمن الإرهاب بالتمييز العنصري والعدوان على معاقل داعش؟

2015-635831145925817162-581_main

بعد تفجيرات باريس.. هل يدفع العرب ثمن الإرهاب بالتمييز العنصري والعدوان على معاقل داعش؟

“اسمي خان، ولست إرهابيًا”، جملة رددها الفنان الهندي شاروخان في الفيلم الأمريكي الشهير “My name is khan”، مصورًا فيه معاناة العرب المسلمين في أوروبا من التمميز العنصري، والكراهية، وذلك عقب تفجيرات 11 سبتمبر 2001 في أمريكا. تُرى هل يتكرر ذلك السيناريو من جديد بعدانفجارات فرنسا؟

برغم انحصار آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بين التعاطف والسخرية، كان التوجس من رد فعل فرنسا وحلفائها تجاه العرب، سيد الموقف، بخاصة تشبيه انفجارات فرنسا بهجمات 11 سبتمبر في أمريكا عام 2001، ذلك التشبيه الذي لم يكن عشوائيًا أو اندافعيًا بالمرة.

ومن المفارقات بين الحدثين، أنه بعد ساعات من أحداث 11 سبتمبر، وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، وادعت أن القوات الأمريكية عثرت في ما بعد على شريط في بيت مهدم جراء القصف في جلال آباد في نوفمبر 2001، يظهر فيه أسامة بن لادن وهو يتحدث إلى خالد بن عودة بن محمد الحربي عن التخطيط للعملية. وقد قوبل هذا الشريط بموجة من الشكوك بشأن مدى صحته.

وفي السياق نفسه، بحسب صحف فرنسية أجنبية، قد ادعت السلطات أنه تم العثور على جواز سفر مصري وآخر سوري بجوار جثث الانتحاريين في هجمات باريس الدموية. وقبل ذلك أفادت مصادر مقربة من التحقيقات في هجمات باريس بأنه تم العثور على جواز سفر سوري بجوار جثة أحد الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم قرب ملعب فرنسا في العاصمة.

واختُصر توجس بعض العرب من رد فعل فرنسا مع حلفائها، في احتمالية اتخاذ تلك التفحيرات ذريعة، لضرب التنظيم الإرهابي “داعش” في معاقله بالشرق الأوسط، الذي اعترف في تسجيل صوتي له بعنوان له تحت عنوان “غزوة باريس المباركة، على فرنسا الصليبية”، في إعادة وتكرار لمشهد أمريكا في أفغانستان ومن ثم العراق – لأسباب أخرى، والتوجس الآخر تمثل في تفاقم النظرة العدائية تجاه العرب والمسلمين، بخاصة أن فرنسا أحد أركانها حزب الجبهة الوطنية، المعروف بتشدده وتطرفه، وعدائه للشرق الأوسط، وللثقافة الإسلامية.

لكن، هل سيدفع العرب والمسلمون ثمن الإرهاب، الذي ضرب بلادهم بالتمييز العنصري والعدوان على معاقل داعش؟

في حديث السياسي الدكتور مصطفى الفقي، لـــ”بوابة الأهرام”، يتوقع أن يعاني العرب في فرنسا وأمريكا وباقي الدول الأوربية، معاناة شديدة، وتمييز عنصري، على أساس الدين والهوية، إثر تلك التفجيرات، لأن العالم والرجل العادي، لا يُفرق، كذلك الجريمة أُلصقت بما يسمي بالدولة الإسلامية، وأصبح المسلمون طرفًا تلقائيًا فيها، فباتوا يعانون من تنظيم داعش الإرهابي الذي يعبث ببلاد العرب، ويعانون أيضًا من مخلفات أفعال داعش، وانتساب العرب والمسلمين لهم زورًا.

نحن أمام 11 سبتمبر جديدة، أشد وطأة، علينا أن نتضافر بقوة، وبخاصة المؤسسات الدينية، يجب أن ترفع صوتها عاليًا، تشجب وتُدين وتتحرك أيضًا بالفعل، ويُحتم على الحكومات العربية أن تتجه دبلوماسياً لأن مثل تلك التصرفات قد تتوقف ولكنها لن تزيح الأزمة ككل، ولن ترضي الأحزاب الفرنسية المتشددة.

وعاب “الفقي” على بيان مؤسسة الأزهر، ففي رأيه، بيانهم كان يجب أن يكون أكثر شدة، فقد تحدثوا عن الواقعة من منظور إنساني، لكنه لم ينبذوه بشدة من منظور ديني، يوضح أن الإسلام بعيد عن تلك الأفعال الإجرامية العنيفة.

والأزهر في بيانه، أعرب عن استنكاره الشديد للهجمات الإرهابية وعملية احتجاز الرهائن بالعاصمة الفرنسية باريس والتي أسفرت عن مقتل وإصابة ما يزيد على مائة شخص، مؤكدا أن يد الخسة والإرهاب العابثة بما أقدمت عليه من إراقة الدماء وإزهاق أرواح الأبرياء قد تجردت من أقل معاني الإنسانية، مشدداً على أنه إذا لم تتوحد جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذا الخطر البغيض فلن يكف عن جرائمه البشعة بحق الآمنين.

والأزهر الشريف؛ إذ يستنكر هذه الهجمات الإرهابية المقيتة، يتقدم بخالص العزاء للجمهورية الفرنسية وأهالي الضحايا، سائلاً الله تعالى أن يصبر ذويهم، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.

ويدلي الناقد الدكتور صلاح فضل، برأيه حول الأزمة، من منظور آخر، فيرى مصدر الإرهاب في الدرجة الأولى، يعتبر في الجماعات المتطرفة التي تعبث بها المخابرات الغربية، تحركها وتدعمها وتنشرها في الشرق الأوسط، لكنها تلك المرة تصطلي بنارها، وتلقي جزاء ما تصنعه في الدول الأخرى.

والتطرف – في تصوره – لا ينبغي رعايته، ولا التعاطف معه بأي شكل من الأشكال، بل يجب اقتلاع جذوره، بالعودة إلى منظومة القيم الحضارية التي تنشد العدل والحرية، وتحقق آمال الشعوب في الاستقلال وتقرير مصيرها حتى تقضي على تلك البؤر، وتكف عن حماية مصالحها فقط.

واعتبر “فضل” محاولة الغرب التدخل في الدول العربية، ستزيد “الطين بلة”، لأن الإنسانية طوت الصفحة الاستعمارية، ولا يمكن العودة مرة أخرى، مشيراً إلى أن الدول العربية المصدرة للإرهاب هى التي تتمزق حاليا بناره.

و الناقد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، اعتبر أنه بالرغم من كون فرنسا معقل القوانين والدساتير التي استقى العالم منها نصوصه، وهى دولة حريات عتيقة، لكن قد يحدث بعض التمييز الفردي، يُجيش مشاعر الكراهية للعرب، والدين الإسلامي.

ويُدلل على الواقعة، بأن الإرهاب أصبح معولما، لا يعرف وطنًا أو لغة، ولا سبيل للقضاء عليه إلا بتكاتف العالم كله ضده، بلا تردد والحرص على مصالح سياسية طليقة، لابد من وحدة، ومقاومة عالمية، ومن لا يفهم ذلك فهو “أحمق”، لا يفقه في المستقبل شيئاً، مؤيداً المقاومة العسكرية، والفكرية، شريطة التكاتف جميعًا.

ويُحمّل الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، رئيس بيت الشعر، العرب المسئولية عما يحدث من إرهاب، وتطرف، وبروز جماعات إسلامية متشددة، موضحًا أن التعليم الديني، والأحزاب والكتب الدينية، تدفع المتطرفين إلى أن يرتكبوا مزيداً من الجرائم، وبدلًا من أن تكون الشعائر الدينية، برداً وسلامًا على النفوس، أصبحت إزعاجاً، لذلك من الممكن أن يصبح تطرف فرنسا مُبرراً ومفهوماً.

وأخيرًا، رأي الكاتب والإعلامي أحمد المسلماني أن تلك الأحداث ستؤجج الكراهية تجاه الدين الإسلامي، وتُزيد من مشاعر المتطرفين الأوروبيين تجاه الإسلام كدين والعرب كقومية، هؤلاء الذين لا يجيدون التفرقة بين الدين الإسلامي الصحيح والتطرف الإسلامي.

واعتبر أن توقعات رد فعل باريس، قد تكون مضططربة حتى الآن، حيث لم تتضح الصورة السياسية الفرنسية بالشكل الكامل.