جريدة المجالس

عالمك الالكترونى لكل ما هو جديد معانا هتقدر تعرف كل الاخبار المحلية و الدولية من رياضية و سياسية و اقتصادية.

أخبار مصر

المصري الشهيد لا يموت.. أثريون ينقسمون حول طبيعة وفاة الملك الشاب “سقنن رع” مُحارِب الهكسوس

2015-635814700263592859-359_main

المصري الشهيد لا يموت.. أثريون ينقسمون حول طبيعة وفاة الملك الشاب “سقنن رع” مُحارِب الهكسوس

يبدو تاريخ القتلى والشهداء غريبًا، فبالرغم من شيوع القتل منذ بدء الخليقة، فإن أساليب التنفيذ لسفك دماء البشر تبدو محل جدال كبير للمؤرخين، فالمؤرخ والأثري ليس كالشاعر القديم الذي يرفع شعار “تعددت الأسباب والموت واحد”، فهو يبحث عن الأسباب وأساليبها التي دفعت القاتل للقتل، وكيف كان.

منذ اكتشاف جثة الملك “سقنن رع الثاني” قبل الاحتلال الإنجليزي لمصر بعام واحد في عام 1881م داخل تابوت ريشي بخبيئة الدير البحري بالأقصر، وجثته تطرح تساؤلات عن أساليب القتل البشع الذي تعرض له وهو يرفع لواء محاربة المحتلين الهكسوس.

“بوابة الأهرام” تطرح سؤالا: كيف مات أول شهيد في الحروب المصرية؟ وما المسافة التي قطعها الحاملون لجثته من شرق الدلتا للعاصمة المصرية في طيبة بالصعيد وهم يحاولون تحنيطه كملك نال شرف الشهادة، ثم يودعونه محفوفا بصفائح الذهب؟

كيف كانت أساليب القاتل ومحاولة الضحية الشفاء من العذاب الذي وقع عليه جراء آلات حديدية مثل الفأس والبلطات الحربية والسهام النافذة المخترقة للجسد؟

الدكتور أحمد صالح المتخصص في علم التحنيط، أكد أن مومياء الملك سقنن رع الثاني الشهيد الذي وقع قتيلا في الحروب التي شنها المصريون ضد المحتلين الهكسوس تعرضت لعدة فحوصات أثرية على مدار التاريخ.

والملك سقنن رع الثاني هو أحد أبناء الملك سنختن رع من زوجته الملكة تتي شري، وقد تزوج من أخته نصف الشقيقة أحمس انحعبي وتزوج من زوجة أخرى وهي اياح حتب، وقد أنجب من كلتاهما ابنين وبنتين وهم الأميران كامس وأحمس والأميرتان أحمس حنت أم بت وأحمس تا محو، وتعتبر هذه الأسرة صاحبة فضل كبير في مواجهة الحكام الهكسوس وطردهم خارج مصر.

ويعد الأب سقنن رع الثاني هو أول من حارب ملوك الهكسوس، وربما يكون سقط شهيدا في أرض المعركة أثناء إحدى معاركه معهم وأكمل ابنه كامس النضال ضد الغزاة، لكن طردهم كان على يد الابن الآخر أحمس، الذي على يديه تحررت مصر.

يؤكد الدكتور أحمد صالح المتخصص في علم التحنيط أن جسد الملك تعرض للفحص 3 مرات، الأولى على يد الأثري الفرنسي جاستون ماسبرو في عام 1886، وقام بنزع لفائف الكتان التي كانت حول الملك.

ووصف الأثري ماسبرو حالة جسد الملك فقط التي كانت في حالة سيئة، ولم يتبق من الملك سوى هيكل عظمي مفكك وبعض الأنسجة الجلدية المتبقية، حتى الشفاه سقطت، وكشفت الفحوصات عن أسنان الملك وهي في حالة جيدة، وكانت تفوح من الجسد رائحة قوية ونفاذة، ويبدو أن الملك حنط على عجل في مكانه تحنيطا سيئا.

ويضيف صالح أن العالم الأثري إليوت سميث قام بالفحص الثاني عام 1906 ولم يتعرض لأية تقنية طبية، لكن فحصه أيضا كان وصفيا. أما الفحص الثالث فكان عام 1967 على يد فريق مشترك من جامعة الإسكندرية وجامعة ميتشجان الأمريكية واستطاعوا تطبيق الأشعة السينية على جسد الملك.

يقدر إليوت سميث أن عمر سقنن رع الثاني عند الوفاة كان ما بين 30 و40 سنة، وان كان الفريق المصري الأمريكي المشترك يفضل 30 سنة كما يوضح الدكتور أحمد صالح، لافتا أن سبب الوفاة هو التأثر بالجروح التي أصابت وجهه.

ويبدو أن الملك قتل نتيجة جروح خطيرة، فقد وجدت في رأسه خمسة جروح، جرحان كانا على الجبين إثر ضربتي فأس، وجرح بآلة حادة أعلى الأنف، وآخر على الجانب الأيمن من العين اليمنى، والأخير أسفل العين اليسرى.

ويضيف صالح أنه من خلال التئام الجرح الذي يعلو الأنف يرجح أن الملك عاش لفترة قصيرة قبل موته يقدرها الباحثون بحوالي شهرين، ومن أجل تحليل أسباب هذه الجروح، فإن الباحثين انقسموا إلى فريقين، فريق منهم يفضل نظرية مقتل الملك في معركة حربية، والدليل الذي يعتمدون عليه هو استخدام أسلحة حربية مثل الفأس والرمح والسهم.

ويفضل الفريق الآخر نظرية اغتيال الملك أثناء نومه بسبب طبيعة الجروح التي تشير إلى أن الملك كان راقدا على جانبه الأيمن عند الهجوم عليه.

ولربما أن الملك جرح أعلى الجبهة بفأس قتال، بينما كان واقفا، ثم ركع على الأرض من أثر هذه الضربة، وتوالت عليه الضربتان الموجودتان على الجانب الأيمن من وجهه، وعندما سقط على ظهره على الأرض تلقى الضربة أعلى الأنف وأسفل العين اليسرى.

ويؤكد صالح أن الأطباء المصريين حاولوا علاجه، والتأم الجرح الذي يعلو الأنف، وظل الملك حيا ما بين ثلاثة إلى خمسة أسابيع ثم مات بعد ذلك، وكانت هذه الأحداث كلها خارج القصر الملكي، وهناك وقت طويل مر بين وفاته وتحنيطه، لأن عملية التحنيط نفذت على عجل وبطريقة غير متقنة.

ويوضح صالح أن جثة سقنن رع الثاني ما زالت موجودة في المتحف المصري برقم 61051، لافتا أن التقارير المصرية القديمة وبردية ابوت في عصر رمسيس التاسع أشارت إلى أن مقبرة سقنن رع الثاني من المقابر التي يشك في أنها تعرضت للسرقة، لكن اللصوص لم يتعرضوا لجسده، وإنما استطاعوا سرقة صفائح الذهب التي كانت تغطي التابوت فقط.

لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :

“الآثار” تطلق مشروعًا عالميًّا لاستكشاف الأهرامات وأسرارها

لتعويض غيابه للترميم.. عرض ثلاثي الأبعاد لقناع الملك توت عنخ آمون بتقنية “الهولوجرام”

الدماطي: اللجنة الدائمة للآثار توافق على استخدام الأجهزة الرادارية فى مقبرة “توت عنخ آمون”

تحت شعار “ليس لكونه لغزًا فإنه لن يُكتشف”.. وزير الآثار: 2016 عام الأهرامات