وفي بداية الفيديو يظهر جثمان القذافي، وسط جموع المسلحين الذين يصفونه بـ”الجرذ”، ثم تظهر الجثة في المقعد الخلفي لسيارة، ويتحدث صلاح بادي أحد قيادات ميليشيات فجر ليبيا والمحسوب على جماعة الإخوان، عن نيته نقل العقيد الليبي إلى ما أسماه “مقبرة الغزاة والمرتزقة”.

يشار إلى أن قناة “النبأ” موالية للمخابرات القطرية وتعد فرعا لـ”الجزيرة” في طرابلس، وأشرف على تأسيسها وضاح خنفر، لاختراق الداخل الليبي بقناة محلية بعد موجة الغضب العربي ضد القناة الأم الجزيرة.

سطع اسم صلاح بادي الظاهر إلى جوار جثمان القذافى، في المشهد الليبي قبيل انعقاد مجلس النواب الليبي المنتخب في مدينة طبرق الساحلية، حيث قاد بادي عملية عسكرية أطلق عليها اسم “فجر ليبيا”، في 13 يوليو 2014، بهدف السيطرة على مطار طرابلس، وكانت هذه العملية بمثابة الإعلان عن تأسيس ميليشيات فجر ليبيا المتطرفة.

وأثارت الأسلحة التي تم استخدامها في هجوم مطار طرابلس الصدمة، حيث أسفر الهجوم الذي شارك فيه بادي، وهو عضو سابق بالمؤتمر الوطني العام غير المعترف به عن مدينة مصراتة، عن احتراق خزانات الوقود الرئيسية في طريق المطار لعدة أيام في سماء المدينة.

وأسفر الهجوم، الذي استخدمت به صواريخ متوسطة وقصيرة المدى، عن إتلاف عدد من الطائرات المدنية الرابضة في مطار طرابلس ووقوع عدد من القتلى والجرحى.

وكان صلاح بادي ضابطا سابقا في قوات القذافي المسلحة، وإثر ثورة 17 فبراير، شكل “بادي” ميليشيات من مصراتة معقل الإخوان هناك، للمساهمة في إسقاط القذافي عام 2011، وبعد الثورة دخل معترك السياسة، وفاز بمقعد في الانتخابات البرلمانية في يوليو 2012.

وبعد الثورة، لم يتوقف “بادي” عن استخدام الميليشيات، بل امتد استغلاله لها إلى البرلمان لتهديد المشرعين لتمرير القوانين المثيرة للجدل، بما في ذلك قانون العزل السياسي الذي يمنع كبار المسئولين في نظام القذافي السابق من تولي المناصب.

وتعد ميليشيات مصراتة العصب الأساسي في فجر ليبيا، وقبل ذلك كانت القوة المسلحة الرئيسية التي تستخدم من قبل السلطات الانتقالية لفرض النفوذ.